مهدداً العرب والمسلمين بمسيرة “الزعرنة”.. بن غفير: نبيكم مات وسنحرقكم ونستولي على “الحرم” رغم أنوفكم

حجم الخط
0

وزير الأمن القومي بن غفير مصمم على تصعيد التوتر الأمني في الشرق الأوسط، ويتخذ أي وسيلة بين يديه لدق طبول الحرب في جبهات أخرى. وكأن الجبهات القائمة والتحديات العسكرية والسياسية التي تتصدى لها إسرائيل غير كافية. ويصر بن غفير على إجراء مسيرة الأعلام في مسارها المتفجر، عبر باب العامود والحي الإسلامي في القدس. وهو ذاته من المتوقع أن يأتي، مع نشطائه لتأكيد الجلية.

هذا ما ينقصنا الآن: احتفال بشع لـ “زعرنة “يهودية يسعى فيه كل سنة مئات الشبان اليهود المتحمسين – معظمهم من “الصهيونية الدينية” – يستفزون ويصرخون في قلب المدينة القديمة بأناشيد عنصرية، وأكثر جاذبية “شعفاط تحترق”، و”اليهودي روح والعربي ابن زانية”، و”الموت للعرب”، و”محمد مات” و”فلتحترق قريتكم”.

إن رغبة الوزير المحب للحرائق في إثارة الخواطر ليست بمثابة تحليل؛ ففي مقابلة صحافية أمس، في “صوت الجيش” قبيل المسيرة، عاد اليوم وقال صراحة إنه الهدف: “سنسير في باب العامود وسنحج جبل البيت، رغم أنفهم. ينبغي ضربهم في المكان الأهم لهم، وينبغي القول إن جبل البيت لنا والقدس لنا”.

الوزير المسؤول عن الشرطة ضغط، والشرطة أقرت المسار، وستفرز 3 آلاف شرطي على طول خط المسيرة. ودعت الجمهور إلى التصرف بالمسؤولية والالتزام بتعليمات الأمان، وذلك في الوقت الذي يتصرف فيه منتخب من الجمهور بتسيب، ويحاول إثارة حرب دينية في جبل البيت (الأقصى) في ذروة حرب.

لكن المشكلة الحقيقية ليست بن غفير، بل من هيأ الكهانية ومنح الوزارة الأكثر حساسية في الحكومة إلى عديم شخصية خطير مثله، ألا وهو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قلد بن غفير في هذا المنصب الحساس، ووضع في يديه الصلاحيات والمسؤولية عن الأمن الداخلي في إسرائيل حتى عندما نشبت حرب.

لا شيء يستطيع لنتنياهو فعله لينظف نفسه من التهمة والمسؤولية عن سلسلة الكوارث التي أوقعها على إسرائيل بسياسته المشوشة وقيادته السامة. كان يمكنه أن يأمر بتغيير مسار المسيرة، لكن كعادته، اختار الشر على الخير. بن غفير شخص خطير، كان محظوراً أن تودع في يديه صلاحيات وزارية، فما بالك السيطرة على الشرطة؟

الصحيح عمله هو تغيير مسار المسيرة. وفي الوقت نفسه، نأمل بأن يأمر المفتش العام كوبي شبتاي، الذي تحدث ضد الوزير المسؤول وعدم مسؤوليته، الشرطة بألا يسمحوا لمحبي إشعال الحرائق والزعران اليهود بالشغب والمس بسكان المكان.

أسرة التحرير
هآرتس 5/6/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية