بعلبك: يهدد العدوان الإسرائيلي على لبنان مدينة بعلبك التاريخية التي يبلغ عمرها 3000 عام والمدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.
عدسة الأناضول رصدت معالم مدينة بعلبك التاريخية والمنطقة المحيطة بها في وادي البقاع شرق لبنان، والتي تعتبر “أعظم مدينة معابد في العالم”.
وبموازاة بدء الهجمات الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية بيروت يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تعرضت بعلبك لعشرات الغارات الجوية الإسرائيلية، حيث أدى القصف إلى تدمير مبان عدة في المدينة القديمة.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله“، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وتسببت الغارات الإسرائيلية العنيفة في إلحاق أضرار ببعض المباني التاريخية المحيطة في مدينة بعلبك الأثرية.
ومن بين هذه المباني التاريخية التي تضررت من الهجمات الإسرائيلية، “قبة دورس” في قرية دوريس، التي يسكنها بشكل رئيسي التركمان اللبنانيون، وهي قبة بُنيت باستخدام مواد رومانية متهدمة خلال العصر الأيوبي.
وقد تضررت أعمدة هذا المبنى التاريخي الذي شُيد في القرن الثالث عشر، وبدأت الحجارة تتساقط من قبته بعد غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت المباني المجاورة.
ويعرب مسؤولون لبنانيون عن بالغ قلقهم من احتمال تضرر المعالم التاريخية نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية.
وأوضح وزير الثقافة اللبناني محمد مرتضى، أن “لبنان لم يطلب من إسرائيل تقديم تعهد بعدم قصف قلعة بعلبك أو المواقع الأثرية الأخرى، لأننا لا نثق بأي تعهد إسرائيلي”.
وأضاف مرتضى أن “إسرائيل قد تستهدف المواقع الأثرية بشكل مباشر أو غير مباشر، ما قد يلحق الضرر بهذه المعالم التاريخية”.
وتابع: “لم نجرِ بعد أي دراسة لتحديد الأضرار على المواقع الأثرية في المدينة، وسنقوم بذلك بعد توقف الهجمات، لكن من المعروف أن الهجمات القريبة من المدينة سيكون لها تأثير على المدى الطويل”.
وأكد مرتضى أن لبنان يحتضن مواقع أثرية مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، مثل صور وبعلبك، وأنه ينبغي لليونسكو اتخاذ إجراءات لحماية هذه المواقع.
ولا تقتصر الهجمات الإسرائيلية على مدينة بعلبك الأثرية فحسب، بل تهدد مدينة صور الأثرية جنوب لبنان.
وذكر بيان صادر عن مكتب وزير الثقافة، قبل أيام قليلة، أنه تم التواصل مع سفير لبنان لدى اليونسكو، مصطفى أديب، للمطالبة بتحرك عاجل لحماية المواقع الأثرية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي.
ودعا مرتضى كافة المنظمات الدولية، لا سيما اليونسكو، إلى حماية التراث الثقافي للمدينة وحماية المدنيين اللبنانيين من الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
تقع مدينة بعلبك في وادي البقاع شرقي لبنان، وتعتبر مركزاً هاماً على طريق التجارة من الشرق إلى الغرب.
كما أنها من أبرز مراكز العبادة بعد العهد الروماني في العصور القديمة، وقد شهدت عبر التاريخ العديد من الحروب وتوالت عليها عدة حضارات.
وقد تعاقب على حكم بعلبك كل من الفينيقيين والبيزنطيين والسلاجقة والأيوبيين والصليبيين والمغول والمماليك والعثمانيين، حيث أضافت كل حضارة بصمتها الخاصة على المدينة.
ويعود اسم المدينة إلى “الإله بعل” الذي كان يُعد “الإله الأقوى” في النظام العقائدي الفينيقي.
وقد وضعتها اليونسكو تحت الحماية عام 1984، وهي تُعرف بأنها “أكبر وأقدم وأكثر مدن المعابد غموضاً في العالم”.
(الأناضول)