نواكشوط – «القدس العربي»: تشهد موريتانيا حاليا حربا استباقية حامية الوطيس بين النظام والمعارضة تسعة أيام قبل بدء الحملة السياسية والإعلامية الخاصة بالانتخابات الرئاسية المنتظرة يوم 21 حزيران/يونيو المقبل.
وتتخذ هذه الحرب، على مستوى صف المعارضة، شكل عشرات المهرجانات السياسية الداعية لمقاطعة الانتخابات التي تواصل أحزاب منسقية المعارضة تنظيمها في مقاطعات وأحياء العاصمة والتي ستختتم بمهرجان الرابع من يونيو/حزيران المقبل الذي تسعى المعارضة لجعله استفتاء شعبيا يؤكد مقاطعة الموريتانيين للانتخابات التي ترى المعارضة أنها أحادية.
ولمواجهة قذائف المعارضة ينظم أنصار الرئيس الموريتاني في جميع أنحاء موريتانيا مبادرات تأييد شبه يومية تمجد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وإنجازاته، وتعتبر إعادة انتخابه «ضرورة وطنية لإكمال برنامجه السياسي ولإيصال مشاريعه التنموية العملاقة إلى مدياتها».
وكانت مبادرة «رص الصفوف والمساندة» آخر وأكبر مبادرة دعم ينظمها أنصار الرئيس ولد عبد العزيز.. وقد أكد محمد محمود ولد المامي المشرف عليها «أن المشاركين في التجمع قوم شيمتهم العهد والوفاء»..مضيفا قوله « لن نَخْذُلَكَ ولن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لنبي الله موسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون بل نقول لك سر على الدرب فنحن على جنباته جاهزون».
وضمن معركة ما قبل الانتخابات يعبئ منتدى المعارضة مكوناته الأربعة وهي
مجموعة الأحزاب السياسية ومنظمات حقوق الانسان والمركزيات النقابية ومجموعة الشخصيات المرجعية الوطنية، لإفشال الانتخابات الرئاسية المقبلة وإقناع الناخبين بضروة مقاطعتها.
وأكد الشيخ سيدي احمد ولد باب أمين رئيس منتدى المعارضة، في مهرجان شعبي أمس
«أن المعارضة تخوض معركة ضد الانتخابات الأحادية التي هيأها ولد عبد العزيز ليصبح رئيسا بصورة تلقائية دون أن يبذل في سبيل ذلك أي جهد وبالتالي فهذه الانتخابات نحن نرفضها لأن نجاح ولد عبد العزيز لخمس سنوات أخرى سيكون كارثة على موريتانيا».
وفي نفس المهرجان طرح القيادي المعارض المصطفى ولد بدر الدين أسئلة منها «هل تعتقدون أن العبيد الحاليين والسابقين باستطاعتهم تحمل 5 سنوات أخرى من العبودية؟.. وهل ترون أن أصحاب المغارم الإنسانية والمبعدين باستطاعتهم تحمل 5 سنوات أخرى دون حل مشاكلهم؟.. وهل ترون أن العمال والموظفين باستطاعتهم تحمل 5 سنوات اخرى في أوضاعهم الحالية المزرية؟.. وهل ترون أن ربات البيوت بإمكانهن لمدة 5 سنوات أخرى، تحمل غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار الذي كان آخره ارتفاع سعر الألبان قبل يومين؟.. وهل باستطاعة الشعب تحمل 5 سنوات أخرى من سياسات ولد عبد العزيز؟..»
وفي مهرجان آخر أكد أحمد ولد داداه زعيم المعارضة أمس «أن منتدى المعارضة يرفض الظهور أمام الرأي العام الوطني والدولي كشاهد زور من خلال المشاركة في انتخابات معلومة المسار ومحسومة النتائج سلفا».
وشدد ولد داداه القول «بأن الموريتانيين سئموا الشعارات الديماغوجية واللعب على الذقون، وقد حان الوقت للوقوف بحزم في وجه هذا النظام الذي يكرس حكم الفرد والذي أحل موريتانيا دار البوار بسبب سياساته العرجاء وسوء تدبيره وجشعه»، على حد تعبيره.
عبد الله مولود