«مهلة عربية» لاستكمال الإبادة الجماعية في غزة

حجم الخط
37

أجهض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجهود الاقليمية والدولية للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة، باعلان عزمه على مواصلة «تدمير الأنفاق» خلال الفترة المقبلة بغض النظر عن اي اتفاق للتهدئة (..). وقررت الحكومة في غضون ذلك استدعاء ستة عشر الف جندي احتياط اضافيين تمهيدا لتوسيع العدوان. بينما سرب الجيش الاسرائيلي انباء مفادها انه سيعلن انتهاء مهمته بعد تدمير الأنفاق خلال ايام، وينسحب من جانب واحد، وهكذا يعود الهدوء دون مقابل او مكاسب للمقاومة.
نتنياهو يكذب كما يتنفس. ويلهث لاخفاء الأبعاد الكارثية لهزيمته في غزة. والا فما علاقة «تدمير الأنفاق» بقصف مدارس الاونروا يوميا؟ واغراق غزة في ظلام دامس بعد حرق محطة الكهرباء الوحيدة؟ او القصف العشوائي للمنازل والمستشفيات والمساجد والأسواق؟
الحقيقة هي ان نتنياهو يدرك جيدا ان دباباته اذ تشق رمال غزة، ستخوض في بحر من الدماء. وسيكون القناصة الفلسطينيون في انتظارها فوق الارض وتحتها، انه لن يحتفظ بالتأييد الشعبي الذي قيل انه وصل الى 74 بالمئة امس اذا تواصلت الخسائر في صفوف الجيش، وهو ما يفسر تأخر تطبيق القرار بتوسيع العدوان، رغم ان نتنياهو أعلنه بنفسه منذ الاحد الماضي.
وحسب معلقين عسكريين اسرائيليين فان جيش الدفاع يواجه ورطة غير مسبوقة في تاريخه بل وفي تاريخ الحروب، اذ يجد نفسه مضطرا الى ان يخوض «معركة تحت الارض لا يعرف أبعادها ولا معطياتها»، وهكذا يسعى لتعويض خسائره بالقصف الهستيري لكل ما هو فوق الارض. والأهم انها حرب لا يمكن كسبها أصلا، ولا يعني الاستمرار فيها الا مزيدا من الاذلال والمهانة من جهة والفضائح الاخلاقية والغضب الدولي من جهة اخرى.
ويستشهدون على ذلك بان اسرائيل قصفت سبعين هدفا بالامس، وفي المقابل قصفت المقاومة ثمانين هدفا في الفترة نفسها.
وبالفعل تشير استطلاعات الى ان ثلاثة وخمسين في المائة من الاسرائيليين يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة الحكومة على تقصيرها تجاه الأنفاق في غزة، او ان كانت تعلم بها.
لكن يبدو ان في الجانب العربي من يصدق أكاذيب نتنياهو فقرر امهاله عدة ايام لانهاء المهمة وطي هذه الصفحة المزعجة. والا كيف يمكن تفسير هذا التلكؤ في اتخاذ موقف تفاوضي موحد يثمر ولو هدنة انسانية قصيرة ليلتقط الغزيون انفاسهم.
الواقع ان الجحود العربي تجاه غزة واهلها في هذا العدوان غير مسبوق، حتى في ظل الأنظمة الشمولية التي وصف بعضها بانه «كنز لاسرائيل».
على المستوى الانساني، فشل الجانب العربي في التعامل مع غزة وكأنها مجرد كارثة انسانية طبيعية، اي مثل زلزال في الهند او البرازيل حتى بعد أن أعلنها ابو مازن رسميا «منطقة كوارث».
ومع انتشار صور الاطفال الممزقين اربا وارتفاع مستوى الغضب الشعبي في اكثر من بلد عربي، لم يتجاوز رد الفعل العربي اختيار «كلمات اقوى» في بيانات الادانة، وهو ما يتضح في بيان وزارة الخارجية المصرية امس الاول بعد سلسلة المجازر الرهيبة. لكنهم يعلمون جيدا أن قاموس الكلمات الدبلوماسية بأكمله لن يكون كافيا لمواجهة الشارع المصري اذا تحرك.
ان الواقع الذي تشهده غزة اليوم من مأساة اغريقية يشيب لها الولدان، وما يمكن ان تشهده خلال الايام المقبلة من كوارث بيئية وصحية تنذر بابادة جماعية، يحتم تحركا عربيا فوريا لوقف المجازر بأي ثمن.
ينبغي على مصر التي اصبحت كبيرة العرب بمواقفها عبر التاريخ وليس بحجمها السكاني او الجغرافي، ان ترتفع فوق كافة الخلافات والحسابات السياسية وان تمد يديها الى كل الاطراف العربية دون استثناء نحو تدخل حاسم يوقف المجازر، ويوفر جسرا للاغاثة الانسانية، وهي قادرة على انجاز هذا الموقف التاريخي ان ارادت.
ان غزة اليوم ليست نهرا للدماء او ساحة للمجازر، لكنها اختبار مصيري سيكون له ما بعده، ولن يفلت الساقطون فيه من العواقب.

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    سوف لن تتوقف صواريخ غزه حتى تذعن اسرائيل لشروط حماس
    ولن يهنئ الصهاينه بعد اليوم مالم يهنئ شعب فلسطين
    ولن يهنئ صهاينة العرب وسوف يخسؤوا ويخسروا عروشهم

    اللهم أنزل ملائكتك الشداد وانصر المؤمنين المستضعفين بغزة بعزتك وجبروتك

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول أحمد:

    ان من يعول على الدور المصري الراهن فسيصاب بخيبة أمل فالنظام المصري اعمته كراهيته للاخوان عن رؤية وسماع صرخات الأستغاثة من أطفال ونساء وشيوخ غزة.لا نريد من مصر الحل لكن على الأقل ان لا تكون جزأ من المشكلة

  3. يقول نبيل العلي:

    إنها التجارة السوداء بدماء الفلسطينيين. أحد الأطراف يريد الخروج من أزمته وآخر من ورطته وثالث من عزلته ورابع من غلطته وخامس من ضآلة حجمه. ولكن الفيل الكبير هو الذي يضع قدمه في الميدان ويترك الكلام لصواريخه حينما يصمت العرب المسلمون “السنة” كما يدعون. كلما أراد طرف في هذا العالم أن يجرب سلاحاً جديداً أو يغير قواعد لعبة أو غير ذلك يقوم بضرب الفلسطينيين ، ويزايد ويبيع ويشتري الآخرون وبقية جوقة المعتدلين إلى أن يحقق بعض ما يريد. المصيبة أن من يدلي برأيه قد يصبح في نظر بعض المعتوهين ضد المقاومة أو غير مسلم أو ربما غير محسوب من بني البشر. لا شك أنني أعضد كل مقاوم بالكلمة – وهي أضعف الإيمان – أو بالتبرع وهو واجب لا يغير حالاً ، ولكن لي رأي ببعض قيادات حماس – مع أن تصفية أي حساب يجب ألا تحصل في زمن الشدة وهجوم العدو الصهيوني عليها – التي تسببت في عزوف الجماهير العربية عن نصرتها بشكل علني وظاهر كما كان يحصل من قبل. أعتقد أن الكل مسؤول ، ومصر بشكل خاص ، لأنها تستطيع إيقاف الحرب ، ولكن مصر تتعرض لضغط سري من السعودية والإمارات لاستمرار الحرب ، كما أن الأطراف الأخرى الجالسة في الفيلات البعيدة تعمل بأوامر خارجية لا تعنيها مصلحة الفلسطينيين سوى في الخطب الانتخابية. وما هذه المداولات والمناكفات الجارية إلا فرصة إضافية لإسرائيل متفق عليها من أجل استكمال مشروع نتنياهو في تدمير أنفاق غزة وسحب السلاح والقضاء على فكرة المقاومة. الموقف الأكثر خزياً وعاراً هو موقف “الجامدة” العربية و”أمينها” العام التي دمرت ليبيا والعراق وسوريا وتدير وجهها اليوم عن غزة.. وكم تذكرني قصيدة مظفر النواب “أولاد…. القـ….” بهذه المواقف المخزية للعربان.

  4. يقول خالد:

    الكل اكتشف ام مصر تقود ربيع عربي مضاد همجي خياني وصولي
    مصر الان تحتاج الى ثورة جديدة
    ثورة عارمة
    لا تبقي ولا تذر
    كان من اخطاء الثورة السابقة انها كانت رومانسية اكثر
    واكتفت بابعاد حسني مبارك على قمة السلطة
    وتركت جسم الدولة محتلا بالكامل من القوى المناهضة للثورة
    تبين الان من خلال الحرب الكاشفة( العدوان على غزة) كم هو كبير حجم المتامرين والمنافقين والعملاء والخونة ، خاصة في صفوف الجيش والامن والاعلام والازهر والمثقفين ورجال الاعمال
    الان اتضح الدور المدمر لهؤلاء الذين باعوا انفسهم للشيطان، ويعربدوا في فضاء مصر باسؤا ما يمكن ان يتخيله بشر
    على الشعب المصري العروبي والاسلامي الاصيل ان ينزل للميدان من جديد
    باستراتيجية جديدة تقوم على الفرز الدقيق للمواقف والمنافقين والعملاء
    وحتى تكون عارمة
    يجب ان لا تبقي ولا تذر
    والله الموفق
    والله غالب على امره ولو كره الكافرون
    والمشركون والمنافقون ايضا
    وشكرا لقدسنا العربية

  5. يقول رضوان الشيخ - السويد(Sverige):

    مهلة صهاينة العرب لأنهم لايستحقون العروبة .لأنهم شركاء الكيان الإرهابي المجرم في هذالعدوان الوحشي ع اهلنا في غزة الحبيبة .تبالكم يااشباه الرجال تراهنون ع هزيمة المقاومة من قبل الكيان الإرهابي واسيادكم نقول لكم غزة هاشم انتصرت تحيا المقاومة وجنرالاتها ع رأسهم الأخ المجاهد المشير محمد ضيف وغيره. فلكم مني يااهلنا تريليون تحية فصبرا ياغزة هاشم. اماالشعوب العربية مساكين .
    وشكرا لدول امريكا اللاتينية

  6. يقول Hassan:

    غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزة.

  7. يقول خالد فلسطين:

    ان اعادة احياء الجامعة العربية وبث الروح فيها يتطلب تغيير مقرها من مصر الى دولة عربية أخرى أو الغاءها نهائيا لانها تحولت الى جامعة مصرية تخدم المصالح المصرية فقط
    وقوف مصر مع الكيان الصهيوني وتأمره ضد حقوق الشعب الفلسطيني يتطلب تدخل قوي من الجامعة العربية يصل الى حد طرد مصر من الجامعة العربية لانها تأمرت مع العدو الصهيوني ضد دولة عربيه وهي فلسطين.

  8. يقول محمد بلحرمة المغرب:

    ما من شك ان كبير المجرمين نتنياهو قد سجل اسمه في صفحات التاريخ بحروف من دماء ونار خاصة وانه القاتل الدي القى بكرات اللهب التي تدحرجت سريعا نحو كل اهل غزة لا فرق بين طفل وامراة وشيخ ومقعد فتدفقت الدماء الزكية سيولا وانهارا
    والدموع بدت وكانها محيطات وبحور. اجل انه نتنياهو دلك المتطرف العنصري الدي اراد بعدوانه وطموحاته القاتلة ان يكسر ارادة الفلسطينيين ويدفعهم الى الاستسلام والقبول بالامر الواقع ويعزز السيطرة الصهيونية على المنطقة باكملها ويسعى الى تطبيق الشعار الصهيوني القائل بان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت
    ولكن مهما وصلت عبقرية نتنياهو الاجرامية والارهابية ونواياه الخبيثة فان دلك لن يضعف من عزيمة اهل غزة الشرفاء والمقاومة الباسلة التي خلطت كل اوراق قادة الارهاب في تل ابيب وخلقت نوعا من الاتباك الشديد في صفوفهم وهو ما يتجلى واضحا في القصف العشوائي الدي يطال المدنيين وخلف لحد الان اكثر من 1400 شهيد و7000 جريح اضافة الى الدمار والخراب الدي اصاب المساكن والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية فما اقبح وجه الصهيونية التي تشكل تهديدا للعالم اجمع فادا كانت بعض البلدان قد ضاقت درعا ولم تعد تتقبل التصرفات الصهيونية الاجرامية فقررت قطع علاقاتها الثنائية او سحب سفرائها احتجاجا على المحرقة الصهيونية في غزة هاشم او تجميد الاتفاقيات المبرمة او مقاطعة المنتجات الصهيونية او سحب الجنسية ممن يشاركون في المحرقة الصهيونية وغيرها من الاجراءات التي تعبر عن الرفض المطلق للجرائم الصهيونية كما فعلت البرازيل والارجنتين وبوليفيا وفنزويلا والتشيلي وجزر المالديف وغيرهم فان الصمت المطبق يخيم على الوطن العربي اللهم بعض الادانات الخجولة التي تصدر من هنا او هناك لابراء الدمة وامتصاص الغضب والحفاظ على ماء الوجه ان بقي اصلا ولكن في حقيقة الاحداث الجارية فالسكوت العربي من علامات الرضى وضوء اخضر لهدا الكيان الغاصب لاستكمال جرائمه في غزة فالتواطؤ الرسمي العربي واضح وفاضح وهو ما كشف عنه المتحدث باسم الخارجية الصهيونية المجرم باول هيرشين بان حكومات عربية تجري اتصالات غير معلنة مع الكيان الارهابي تطرح خلالها مواقف مغايرة لما يقال علنا فالكيان الاجرامي الصهيوني يعي جيدا طبيعة الانظمة العربية الرسمية المعادية لكل حركات المقاومة لان هده المفردة تقلقهم وتبعث في قلوبهم الرعب ويعي جيدا ان القضية الفلسطينية ليست ضمن اولوياتهم فالحاكم العربي ينحصر تفكيره واهتمامه حول كيفية الحفاظ على الكرسي ولا شيئا يعلو عليه فلا تعولوا لا على مصر او اي بلد عربي اخر وهده حقيقة بادية للجميع ولا غبار عليها من خلال المواقف السلبية تجاه غزة فالنصر لاهالي غزة والمقاومين الابطال والرحمة على جميع الشهداء والخزي والعار لكل الخونة والمتامرين على شعبنا الفلسطيني الصبور والمرابط.

  9. يقول مقهور:

    حينما ارتضت السعوديه دمار عراق صدام, كانت قناعتها أأن الأمورستسير على ما تشتهي, أو هكذا على الأقل أوحى لها من أوقعها في الفخ.
    حينما ثبت بطلان تلك المقولة, برزت قناعة أخرى في أن الحل يكمن في رعاية وتمويل الأرهاب ونشر الفتن في مناطق منتقاه. وكما في الحالة الأولى, تخيلت السعوديه أن مأربها ومأرب من أوقعها في الفخ سيتحقق بين يوم وليله.
    لم يتحقق ذلك طبعا ووجدت السعوديه ضرورة لأيجاد تحالفات جديدة توصلها للهدف وأوقعت مصر السيسي وأنظمة أخرى معها في الفخ.
    بل أنها عادت كل من لم يقفوا في صفها بذريعة أنهم بطيلون أمد الصراع مع الأنظمة والمنظمات التي وجدت نفسها مجبرة على معاداتها بما في ذلك الأخون ومحور المقاومة.
    السعوديه تغرق في المستنقع وتجر أليه الآخرين كرها أو طمعا بالمكارم أو الأحلام التي طالما أدمنت على تخيلها.
    النتيجة أن السعوديه تقودنا لفوضى شاملة ودمار وويلات لا يعلم مداها ألا الله. هذا ألا ظهر فيها من احتكم للمنطق ووقف في وجه الصهيونية وأمريكا اللتان أوقعتاها في فخ يستهدفها في نهاية المطاف.
    السعودية ستكون قادرة على تسويق نفسها كراعية للدين والعروبة في حالة واحدة فقط: حينما تقتنع أن أن من العبث أن تكون في خندق واحد مع أمريكا و أسرائيل والأرهاب

    1. يقول abu fanar:

      سيأتي يوم يقولون فيه
      ” ليتني اكلت يوم اكل الثور الأبيض”

  10. يقول أبو أشرف ـ تونس:

    مواقف جهات عربية إزاء ما يحدث في غزة مخزية،ولكنها تكشف عن عرب لبسوا الهزيمة،مما جعلهم يموتون كمدا من أي نصر يحققه أي فريق عربي مقاوم،فقد ساءهم انتصار حزب الله على إسرائيل سنة1966،بل أنكروه ،بينما اعترفت به إسرائيل.لذلك يحزنهم اليوم انتصار غزة الصغيرة المحاصرة والمقموعة من القريب ؛الجار ذي الجنب.يسوءهم ذلك لأنه استقر في وجدانهم المهزوم أن إسرائيل لاتغلب.أما وقد غلبتها قوة عربية صغيرة فذلك يعني انكشاف (سقوطهم قبل الضربة).إذ بأضدادها تتمايز الأشياء.إن ربيعيا عربيا آخر في الأفق،سيجرف المهزوين القدماء والجدد.

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية