نوحاما دويك
خطاب الرئيس الأمريكي إلى الأمة لا يدع مكاناً للتخمين أو الخيال. بشكل حاد وواضح، قال بايدن إن على إسرائيل وقف القصف، وإن “قتل أبرياء في قطاع غزة” لا يمكن أن يستمر. وسار الرئيس شوطاً أبعد، فقال إن الولايات المتحدة ستنشئ ميناء في غزة توجه إليه المساعدات الإنسانية التي تنوي – إضافة إلى دول أخرى، نقلها إلى سكان القطاع. يعاد في كل المنشورات الإشارة إلى أن نحو 30 ألف طفل وامرأة ورجل قتلوا حتى الآن في أعمال الجيش الإسرائيلي في غزة، معظمهم غير مشاركين.
مقارنة بالرد السريع والمتسرع من مكتب رئيس الوزراء نتنياهو على تقرير كارثة ميرون، لم يسمع رد فعل رسمي من جهته بعد خطاب بايدن. قبل بضع ساعات من ذلك، في احتفال انتهاء دورة ضباط قتاليين، ومع علمه بالمضامين المتوقعة للخطاب، استغل نتنياهو المنصة كي يطلق رسالة: “نعم، يوجد ضغط دولي يتصاعد. ولكن رغم ذلك علينا أن نرص صفوفنا. نحن ملزمون بالوقوف معاً في وجه محاولات وقف الحرب. يجب أن نرد المحاولة اليائسة لإلقاء مسؤولية جرائم حماس على الجيش الإسرائيلي. وعليه، أقول لزعماء العالم: “عندما ننتصر على قتلة 7 أكتوبر، فإننا نمنع 11 أيلول التالي، ويجدر بكل العالم المتحضر أن يدعم جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل”.
يبدو أن حكومة إسرائيل تواصل كونها منقطعة عن الأقوال الأمريكية الفظة، التي تطالب بوقف القتال وقول إقامة دولة فلسطينية في نهاية الطريق. لا نزال متعلقين بالدعم غير المتحفظ الذي حظينا به من الرئيس الأمريكي ومن معظم أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ. وهم يفضلون أن يذكروا القطار الجوي الذي ساعد إسرائيل على التسلح وليس تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يهددون بفرض حظر على تدفق السلاح إلى إسرائيل، إذا لم يتوقف “المس بغير المشاركين” في قطاع غزة.
ترفض إسرائيل سماع الأصوات المتصاعدة ضدها. المحلل الكبير في “نيويورك تايمز” توماس فريدمان، يعود ويكتب بأن الرئيس بايدن سيكون الرئيس الأخير المؤيد لإسرائيل. فحسب استطلاع وكالة “رويترز” للأنباء، نشر قبل نحو أسبوع 56 في المئة من الديمقراطيين لن يصوتوا لمرشح يؤيد توريد السلاح لإسرائيل. وعندما تغيب عن شاشات التلفزيون صور الـ 134 من مخطوفينا، وتنتشر صور أطفال غزة وهم يركضون بأوعيتهم الفارغة في محاولة للحصول على وجبة طعام، واضح إلى أين يتحرك البندول.
حان الوقت لإجراء البحث في “اليوم التالي”، وبالتأكيد بعد خمسة أشهر من القتال والنقد المتزايد في العالم. فإن لم نفعل هذا، فسنجد العالم سيقرر عنا مصيرنا.
إسرائيل اليوم 10/3/2024