تونس – “القدس العربي”: اندلعت مواجهات ليلية بين عناصر من الشرطة التونسية والعشرات من المتظاهرين في عدد من أحياء العاصمة، فيما أعلنت تنسيقية الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية (التيار الديمقراطي والتكتل والجمهوري) الاعتصام وسط العاصمة التونسية في محاولة للضغط على السلطات التونسية لإطلاق سراح المتظاهرين الموقوفين.
وتداولت صفحات اجتماعية فيديوهات لمواجهة بين عناصر الأمن ومتظاهرين في أحياء شعبية في العاصمة على غرار “التضامن” و”الانطلاقة”، رافقتها أعمال تخريب.
وأكد رئيس حزب التكتل خليل الزاوية أن تنسيقية الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية ستعتصم في شارع باريس قبالة الحواجز الأمنية الموضوعة لمنع الدخول إلى شارع الحبيب بورقيبة، وذلك لإطلاق سراح كافة الموقوفين من أنصار الأحزاب، مشيراً إلى أنهم لن يغادروا المكان قبل مقابلة وزير الداخلية، توفيق شرف الدين.
وقال الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، إن عناصر الأمن اعتقلوا 7 متظاهرين من مناصري الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية.
وقال لوكالة الأنباء التونسية “طلبت، بمعية الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي والأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات خليل الزاوية، من قيادات أمنية إبلاغ وزير الداخلية أو مدير الأمن برغبتنا في مقابلته للتعبير عن تنديدنا بالعنف و باعتقال أنصار التنسيقية الذين خرجوا للاحتفال بذكرى الثورة”.
وأضاف “القيادات الحزبية وأنصارهم لن يغادروا المكان حتى يتم إطلاق سراح الموقوفين فورا وفتح تحقيق في ايقافهم، ونحن وزير الداخلية ورئيسة الحكومة ورئيس الجمهورية مسؤولية الاستهداف الممنهج لقياداتها ولشخصيات سياسية ونواب سابقين وأنصار التنسيقية خلال محاولتهم دخول شارع بورقيبة لإحياء ذكرى الثورة”.
وكان الشابي تعرض أيضا للاعتداء من قبل قوات الأمن خلال مشاركته في التظاهرات وسط العاصمة التونسية.
وأصدرت تنسيقية الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية بيانا، استنكرت فيه “الاعتداءات الوحشية والهمجية التي طالت المتظاهرين وعمليات الاختطاف العشوائي التي طالت عددا من مناضلينا والاستهداف الممنهج بالعنف لقياداتها ونوابنا”، منتقدة “تطويع وزارة الداخلية لخدمة سلطة الانقلاب. وتحمل المسؤولية لرأس سلطة الانقلاب قيس سعيد ووزير داخليته توفيق شرف الدين”.
كما طالبت بـ”إطلاق سراح المختطفين فورا وبفتح تحقيق في ظروف اختطافهم”، مؤكدة عزمها “تقديم شكاية إلى النيابة العمومية من أجل الاعتداء بالعنف الشديد على المواطنات و المواطنين واختطافهم دون وجه حق في حق وزير داخلية الانقلاب توفيق شرف الدين”.
كما كشفت مصادر من حزب ائتلاف الكرامة “عملية اختطاف (الناشط في الحزب) عماد دغيج من قبل فرقة أمنية، بعد اتصاله بمحاميه من رقم مجهول منذ قليل”.
وأكد النائب والمحامي سمير ديلو “منع عدد من المحامين وممثّلي الهيئة الوطنيّة للوقاية من التّعذيب من دخول مركز الشّرطة العدلية بحيّ الخضراء (حيث يقبع الموقوفين في مظاهرة شارع بورقيبة). وتمت معاينة المنع عن طريق عدل منفّذ (متصرف قضائي)”.
وتحدث المحامية إيناس حرّاث عن تعرض العديد من المتظاهرين لعنف شديد من قبل قوات الأمن، حيث دونت على صفحتها في موقع فيسبوك “المنوبون (الموكّلون) يحملون آثار عنف تمت معاينتها. المحاضر غير ذات محتوى ولست افهم اصلا بما هم متهمون”.
وأضافت “وقع سماع البعض قبل دخول المحامين والزملاء يعبرون حاليا عن استيائهم الشديد لسماع منوبيهم فيما هم ينتظرون أمام الباب. حسب رأيي لا موجب منطقي لأي قرار احتفاظ لكن لا نعلم بعد ما تقرره النيابة”.
وكانت السلطات التونسية استخدمت، الجمعة، خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين جاؤوا للاحتفال بعيد الثورة والتنديد بـ”الانقلاب”، كما قامت باعتقال عدد منهم، بعدما أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.
اول عائدات 300 مليون دولار. التونسي ليس بغبي.