لندن-»القدس العربي»: أشعلت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد إلى الإمارات موجة جديدة من الغضب على شبكات التواصل في العالم العربي ضد التطبيع الخليجي مع دولة الاحتلال، حيث انتقد العديد من النشطاء والمغردين الزيارة، فيما ربط بعضهم بينها وبين الاعتداءات الإسرائيلية المتزامنة التي استهدفت مدينة القدس.
ووصل لبيد إلى الإمارت الثلاثاء الماضي في أول زيارة له إلى هناك، وأول زيارة لوزير إسرائيلي إلى دولة الإمارات منذ إبرام اتفاق تطبيع العلاقات العام الماضي، حيث افتتح الوزير السفارة الإسرائيلية في العاصمة أبو ظبي، وهي أول سفارة للدولة العبرية في بلد خليجي، كما افتتح رسميا قنصلية اسرائيلية في إمارة دبي.
كما وقع لبيد اتفاقية مع دولة الإمارات للتعاون الاقتصادي والتجاري، وهي الاتفاقية الثانية عشرة التي يتم توقيعها بين أبو ظبي وتل أبيب خلال شهور قليلة.
وكتب لبيد تغريدة على «تويتر» باللغتين العربية والعبرية يقول فيها: «نصنع التاريخ: فخور بتمثيل دولة إسرائيل في أول زيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة. شكراً على الترحيب الحار».
وجددت هذه الزيارة وافتتاح السفارة في أبو ظبي موجة الجدل بشأن التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل، حيث تجددت الانتقادات الشعبية للمطبعين في أوساط مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
وغرد الإعلامي في قناة «الجزيرة» تامر المسحال يقول: «في يوم الهجوم الهمجي لجنود الاحتلال على أهلنا في سلوان.. يُستقبل وزير خارجية الاحتلال بترحاب شديد كما وصف هو في الإمارات العربية المتحدة.. التاريخ لا ينسى كما أنه لا يرحم».
وغرد الكاتب المتخصص بالشأن الإسرائيلي الدكتور صالح النعامي: «في وقت تلقى الإماراتية الحرة الأبية ألاء صديق ربها لاجئة في الغربة وينكل بوالدها وأحرار الإمارات في السجون يستقبل الطغاة أوقح الغزاة.. لبيد معني بتكثيف ضخ الاستثمارات الإماراتية لإعفاء الاقتصاد الصهيوني». فيما علق أكرم أبو محمد: «التاريخ لا ينسى والشعب الفلسطيني لن ينسى من طعنه في ظهره ومن وقف معه وسانده».
وكتبت لينا الصالح: «هرولة تامة اقتصادية وسياسية وثقافية للنظام الإماراتي تحت أقدام عدو العرب الأول إسرائيل المحتلة.. عبدالله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي ويائير لبيد وزير خارجية دولة إسرائيل يوقعان على اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين».
وعلّق علاء شعث: «في لحظة اقتحام وهدم الاحتلال لبيوت فلسطينية في سلوان، كان وزير خارجية الاحتلال الإرهابي يئير لبيد في سفره للإمارات. من صرعونا أن تطبيعهم لمصلحة الفلسطينيين ولمنع تهجيرهم لا تسمع لهم صوتاً. عيشوا وتذكروا».
أما ميار أديب فغردت تقول: «في نفس الوقت الذي كانت قوات الاحتلال تهدم منشآت تجارية وسكنية في بلدة سلوان، كانت الإمارات تستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بالأحضان».
ودعا العديد من النشطاء إلى مقاطعة دولة الإمارات عقاباً لها على التطبيع مع الاحتلال، ورداً على إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي أن التبادل التجاري مع دولة الإمارات بلغ حجمه 570 مليار يورو، حيث قال الناشط السعودي المعارض الدكتور سعيد الغامدي: «نقول إنه لا بد من مقاطعة الإمارات لأنها إن استمرت بما تقوم به اليوم، فسوف تتحول إلى إسرائيل أخرى في خاصرة الجزيرة العربية».
وكتب تركي الشلهوب: «في افتتاح السفارة الإسرائيلية في الإمارات.. جميع المسؤولين الإسرائيليين ارتدوا الكيبا على رؤوسهم.. هذه ليست كباقي السفارات، بل هي وكرٌ لتصدير المعتقدات الدينية أيضاً».
ونشر أحد النشطاء صورة لافتتاح السفارة الإسرائيلية في أبو ظبي، وكتب معلقاً: «قرون نحاول نطلعهم من قدسنا الشريف تجي الإمارات تقربهم (للحرمين) وهذا مطمعهم من زمان، كلنا رأينا ماذا تفعل باخواننا المسلمين هناك ليس لديهم غير لغة القتل، هؤلاء لصوص بمجرد يزيد عددهم يحتلون المكان بالظلم وكأنهم الوحيدون لهم حق العيش.. ما تقوم به الإمارات خيانة للمسلمين».
وكتب آخر: «تذلل الإماراتيون لإسرائيل ليكسبوا ودها لكنهم خسروا العرب والمسلمين وكسبوا كراهية الشعوب تجاههم» فيما غرد آخر: «الإمارات حولت جزيرة سقطرى اليمنية إلى مرتع للسياح الإسرائيليين بتأشيرات وجوازات سفر إماراتية.. لم تكتف بسرقة اليمن وتمزيقه بل دنسته أيضاً».
وغرد أحد الناشطين يقول: «ربما سيقول البعض لماذا تشنون حملة (#مقاطعة_الإمارات) حينها سنجيب عليه بالقول: هات لنا عمل ايجابي واحد قدمته الإمارات لاي دولة عربية. كل أموال الإمارات تذهب لدعم الالحاد والكفر والفسوق وحرب الإسلام وتسخير أموالها في تمزيق وتشويه الإسلام وكل المعتقدات الإسلامية. هي العدو وسنتخذها عدوا لنا».
وقال آخر: «الإمارات ليست أقل ضررا من فرنسا ولذلك كما أدبنا ماكرون وأصبح في حالة ارتباك ويقين انه لن يفوز في الانتخابات القادمة بفضل حملتنا المباركة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، فإن الاولى بنا بتر الإمارات من جسد الامة العربية فضررها أشد من ضرر فرنسا».
أما ريدان القحطاني فكتب: «الإمارات أصبحت أداة خبيثة في الوطن العربي. كل المشاكل والصراع الداخلي في أي بلد تجد يد الإمارات القذرة وأموالها موجودة وحاضرة فيه. وصلت الجرأة بها أن تؤاخي اليهودي وتعادي العربي المسلم».
وغرد مبخوت جرادان: «الإمارت كشعب يعتبر أطيب شعب، وذلك بسبب تعدد الثقافات واختلاطها هناك، ولكن سياسة حكام الإمارات هي ما ملأ قلوب المسلمين عامة والعرب خاصة كرهاً للإمارات يكاد لا يخلو بلد مسلم من الأعمال الموسادية للإمارات».
وكتب حساب «نحو الحرية» يقول: «دور الإمارات في البلدان العربية لا يختلف عن دور إسرائيل، لذا فإن مقاطعتها أصبحت واجباً وطنياً تجاه بلداننا وأوطاننا لندفع شرها بسلاح المقاطعة».
وقال مغرد آخر: «حملة مقاطعة الإمارات حملة وطنية عربية أدعوا كل غيور ومحب لوطنه ودينه ان يتفاعل معها فالإمارات أصبحت عدوة للاوطان والشعوب العربية والإسلامية ويجب ردعها ولو بكلمة وهو أضعف الايمان» فيما أضاف آخر: «مقاطعتك للبضائع الإماراتية وللطيران الإماراتي، هي دعم مادي ومعنوي للشعوب العربية والاسلامية، التي تتعرض لأخبث المؤامرات الإماراتية والصهيونية».
وكتب ناشط آخر: «قاطعوها فانها صهيونية ويتفاخر ساستها بتوطيد علاقتهم مع إسرائيل بينما هم يمزقون أواصر الجوار والأخوة مع اشقائهم العرب. يعادوننا ويوادون من حاد الله ورسوله. إن الإمارات بؤرة سرطانية والتخلص منها بات ضرورة حتمية والا سنجد سنبكي دما بعد فوات الأوان».
وكانت الإمارات العام الماضي أول دولة خليجية توقّع اتفاقا لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، قبل أن تحذو حذوها البحرين، ثم المغرب والسودان.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن لبيد قوله في مقابله معها إنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 675 مليون دولار منذ توقيع الاتفاقات. وكانت دبي أعلنت عن تبادل تجاري بقيمة 272 مليون دولار مع إسرائيل بين أيلول/سبتمبر 2020 وكانون الثاني/يناير 2021.
وأعلن لبيد كذلك عن توقيع صفقات بعشرات الملايين من الدولارات مع الإمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والأمن المائي والصحة.