شنقيط (شمال موريتانيا) القدس العربي: أكد الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني «أن مهرجان المدن القديمة الذي انطلقت أمس الأحد نسخته التاسعة، يشكل تعبيرا قويا عن تشبث موريتانيا بهويتها الحضارية والثقافية في تنوعها وثرائها الفريد وبقيم دينها الحنيف التي جمعت شملها وظلت على مر العصور قوام وحدتها وحصنها الحصين في وجه مختلف المخاطر».
جاء ذلك في خطاب افتتح به الرئيس مهرجان المدن القديمة بمشاركة مغربية وجزائرية أعطت الحدث بعدا مغاربيا وعربيا أوسع.
وأوضح الرئيس الغزواني «أن هذا المهرجان يهدف بالأساس إلى ترقية التراث العلمي لمدن موريتانيا القديمة وصون موروثها الثقافي والمحافظة على طابعها المعماري الفريد وترقية كنوزها التراثية ودعم إنتاجها المحلي وأنشطتها المدرة للدخل بخلق فرص عمل جديدة»، مبرزا «أن المهرجان يشكل كذلك عنصرا بارزا ضمن الاستراتيجية التنموية الشاملة التي رسمتها الدولة لمنح هذه المدن مقومات النمو والتطور بفك العزلة عنها وتحديث بناها التحتية وجعلها مناطق سياحية نشطة».
«كما يمثل هذا المهرجان في ذات الوقت، يضيف الرئيس غزواني، مناسبة لإحياء تراث موريتانيا الفكري وفنونها الشعبية وتقاليدها الأصيلة عبر سلسلة من الأنشطة التراثية واللقاءات الفكرية والعلمية»، «ونحن مصممون على تحقيق هذه الأهداف وعلى ألا يتحول المهرجان إلى مجرد احتفالية ينتهي أثرها مع انتهاء فعالياتها، ولذا ستعمل الحكومة على أن تكون نسخ هذا المهرجان مناسبات لتقييم الوضع العام للمدن المحتضنة ولإقرار سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تحسين هذا الوضع والرفع من مستواه».
وفي كلمة أخرى أمام المهرجان، أكد حسن عبيابة وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية «أن حكومته ستعمل على تقوية العلاقات الموريتانية المغربية على مختلف المستويات، بالنظر في آفاقها المستقبلية وهو ما سيدعمه اليوم توقيع اتفاقيتين مهمتين للشراكة بين المغرب وموريتانيا في قطاع الشباب والرياضة».
وأضاف «نحن فخورون باختيار المغرب ضيف شرف في هذه النسخة من مهرجان المدن القديمة، ونحن اليوم نحضر معكم لنتقاسم أوجه من تعابير الثقافة المغربية المتنوعة من معارض وندوات وسهرات فنية تراثية ومديح وسماع، ومما يزيد حضورنا بين ظهرانيكم بهجة وسرورا هو تصادف المهرجان مع ذكرى مولد خير البرية صلوت الله وسلامه عليه.»
وأشار الوزير المغربي «إلى أن شنقيط مدينة المكتبات والعلم والعلماء ومعبر للتاريخ بين مشارق الأرض ومغاربها، ولها أدوار علمية ماتزال مطلوبة لتعزيز المكانة العلمية للمدينة، وبعث دورة حضارية جديدة نشارك فيها جميعا تنطلق من هذه المدينة المتميزة».وفي مداخلة أخرى، أكد وزير الاتصال الجزائري حسن رابحي «أن مدينة شنقيط كانت ملتقى العلماء الجزائريين والموريتانيين»، مضيفا أنها» احتفظت بموروثها لتبقى منارة شامخة ورباطا مقدسا بفضل ما أبدعه عباقرتها، ولطالما كانت منارة هامة شاع فيها صيت الزوايا».
وأشار الوزير الجزائري إلى «أن شنقيط تمثل حاضنة لمخطوطات علماء الجزائر ويرقد في مقابرها البعض منهم»، مبرزا «أن إعادة تأهيل المدن القديمة يشكل الخيار الأمثل لدول المنطقة»، مضيفا «أن الجزائر ودول المغرب العربي قد ساهمت في بناء ثقافات منطقة الأطلسي». وأوضح الوزير الجزائري «أن مستقبل شعوبنا مرهون بمدى محافظتنا على ثقافاتنا». هذا وضمت معارض المهرجان أجنحة للكتب والمخطوطات والمصنوعات التقليدية الموريتانية بمختلف أنواعها ومنتوج التعاونيات الزراعية ومنتوجات النخيل.
ونظم المشرفون على تايع مهرجانات المدن القديمة الأربع وهي شنقيط، وودان، وتيشيت وولاتة المصنفة تراثا بشريا من طرف منظمة اليونيسكو، معارض خاصة بكل مدينة ضمن المهرجان الحالي. وأظهرت المعارض بما ضمته من قطع تراثية أن هذه المدن شكلت عبر تاريخ موريتانيا بؤر تلاق وتمازج بشري ومراكز تبادل تجاري ومنارات إشعاع علمي وفكري.
وتقع مدينة شنقيط التي عرفت بها موريتانيا الحالية عبر التاريخ، والتي تؤوي اليوم المهرجان التاسع للمدن القديمة، في أقصى الشمال الموريتاني محتضنة بين سلسلة جبال آدرار الشامخة. وإلى مدينة « شنقيط» المؤسسة سنة 1226م، ينسب كبار العلماء الشناقطة الذين ملأ صيتهم العالم باستظهار وحفظ العلوم فافتتن بهم المشارقة في الأزهر وفي الأردن وفي الحجاز وفي السودان.
وتضم موريتانيا مدنا قديمة تاريخية مندثرة هي «أوداغوست» المؤسسة خلال القرن الثالث الميلادي، و»كومبي صالح» المؤسسة في القرن الثامن و»آبير» المؤسسة أيضا في القرن الثامن، و»آزوكي» المؤسسة في القرن الحادي عشر. كما تضم مدنا قديمة قائمة هي «ودان»، و»تيشيت» المؤسسة سنة 1149 هجرية و«ولاتة» المؤسسة سنة 1203.
أتمنى أن يهتموا بمدن الصحراء الغربية لأجل عودة أصحابها إليها! لا بد من حل قضية الصحراء الغربية ليرجع للإتحاد المغاربي قوته!! ولا حول ولا قوة الا بالله