موريتانيا: استمرار أجواء التوتر الناجمة عن الانتخابات وانشغال بطبيعة تسيير الغزواني لولايته الرئاسية… وفرنسا تجدد وقوفها معه

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط – «القدس العربي»: لم تخرج موريتانيا بعد من حالة التوتر التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 29 يونيو/حزيران الماضي رغم مرور أكثر من أسبوعين على هذه الاستحقاقات.
وما زالت خدمة الانترنت مقطوعة على الجوال ، وما يزال تشديد الإجراءات الأمنية مشهودا في العاصمة نواكشوط وفي مدينة كيهيدي جنوب البلاد، التي شهدت احتجاجات شديدة أدت لمقتل ثلاثة متظاهرين.
و قوبلت تصريحات الشيخ ولد صالح، الأمين العام لهيئة العلماء الموريتانيين باستنكار واسع بعدما أكد فيها “أن الشرع يأذن لأفراد القوة العمومية بضرب مثيري الشغب ضربا مبرحا وحتى قتلهم في حالة عدم عدولهم عن إثارة الشغب”، جاءت هذه التصريحات التي سجلت كفتوى من أعلى سلطة دينية في البلد، لتشكل هي الأخرى دليلا على استمرار حالة التوتر”.
كذلك رفضت السلطات الترخيص لمسيرة كانت حملة بيرام الداه اعبيد قائد حراك رفض نتائج الانتخابات تنوي تنظيمها يوم السبت، فتلقت ردا من الحاكم، طلب فيه “تأجيل موعد التظاهرة المعتزمة إلى وقت آخر تكون فيه الظروف ملائمة لتنظيمها”، مبرزا “حرص السلطات العمومية على تمكين كافة الفاعلين السياسيين من ممارسة الحريات الفردية والجماعية بما في ذلك المسيرات والمهرجانات السلمية للتعبير بحرية عن آراء أو مواقف مختلف القوى السياسية”.
وبالتوازي مع ذلك، تتواصل التحضيرات لحفلة تنصيب الرئيس الغزواني المقررة مطلع آب/أغسطس المقبل، كما يتواصل التعبير عن المواقف الدولية المشيدة بشفافية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والمؤكدة لدعم ولد الغزواني في ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة.
وأكد ألكسندر غارسيا سفير فرنسا المعتمد في موريتانيا “أنه وفريقه في السفارة الفرنسية بنواكشوط جاهزون لمواصلة العمل مع الرئيس محمد ولد الغزواني وحكومته لتجسيد الأولويات المشتركة”. وتعهد السفير الفرنسي خلال كلمة له في احتفالية أقامتها السفارة بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي “بالتزام فرنسا بالعمل إلى جانب الحكومة الموريتانية للحد من التفاوتات ومكافحة الفقر وضمان رفاهية شعبها”.
وفي هذه الأثناء ينشغل الرأي العام الموريتاني بالطريقة التي سيسير بها الرئيس الغزواني مأموريته الجديدة، ويتساءل الساسة وكبار المدونين عما إذا كان الرئيس الغزواني سيتلافى خلال المأمورية الثانیة نواقص المأمورية الأولى، وعما إذا كان سيتخلص بالفعل من المجموعة التي حكم بها خلال ولايته الأولى والتي يرى دعاة التغيير “أنها مجموعة من المفسدين وأنها المسؤولة عن فشل الرئيس في مأموريته المنتهية”.
وكتب السياسي الموريتاني البارز أحمد سالم ولد أحمد موجها خطابه للرئيس “لقد انتخبكم الموريتانيون لتحكموهم أنتم لما عرفوا فيكم من أمانة وعطف وحنان، لا أن تؤمروا عليهم قوما خانوا أمانة من كان قبلكم، وهاهم يخونون أمانتكم، وسيظلون يسعون لخيانة أمانة من سيأتي بعدكم”.
وتحت عنوان “هل هناك توجهات جديدة لغزواني في ضوء رسالة صناديق الاقتراع”، كتب الإعلامي محمد محمود ولد بكار “أنه من المؤكد أن نجاح ولد الغزواني في الشوط الأول بفارق خمس نقاط عن انتخابات 2019، وثقته في تعهداته وحصيلته، كل ذلك سيعطيه تصميما إضافيا على تنفيذ برنامجه الانتخابي خاصة محاربة الفساد ومسح الثلثين من الطاولة، إنه في وضع مريح جدا وفي حلٍ من كل الإخفاقات الحكومية وذلك ما سيمكنه من اتخاذ قرارات مؤلمة والتعبير عن ذاتيته بالقوة والشرعية”. وقال “إننا ننتظر ظهور الغزواني على حقيقته بسمات القائد التي هي العمل والإلهام، وهكذا نتطلع لتغيير جوهر السياسات القطاعية وفق مقتضيات التعهدات الانتخابية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية