نواكشوط ـ «القدس العربي»: أكدت النتائج الأولية التي يتوقع أن تنشرها اللجنة المستقلة بعد التدقيق بصيغتها النهائية ليعتمدها المجلس الدستوري فيما بعد، فوزا كاسحا للرئيس المنصرف محمد ولد عبد العزيز في الشوط الأول من الانتخابات التي جرت الجمعة والسبت، وذلك بنسبة نجاح قدرها المراقبون ب81 بالمائة من الأصوات المعبر عنها تقريبا.
وأظهرت النتائج الأولية نسبة مشاركة عالية في هذه الانتخابات تجاوزت 55 ٪، كما أظهرت حصول الشاب الحقوقي بيرام ولد الداه بصورة مفاجئة، على نسبة عالية تقدر بـ 8 ٪ من الأصوات متجاوزا المترشح بيجل ولد هميد الذي كانت التوقعات قد منحته الرتبة الثانية بعد الرئيس عزيز.
ومع أن المراقبيين الدوليين والديبلوماسيين الغربيين العاملين في نواكشوط الذين راقبوا عمليات التصويت وحضروا جانبا من عمليات الفرز، قد أكدوا في تصريحات متفرقة، ارتياحهم لسير هذه الانتخابات، فقد أعلن منتدى المعارضة الذي قاطع الانتخابات، في مؤتمر صحافي أمس «أن الشعب الموريتاني قد استجاب على نطاق واسع لنداء مقاطعة هذه الانتخابات».
وعرض قادة منتدى المعارضة على الصحفيين عشرات الصور الملتقطعة من مراكز الاقتراع والتي تظهر قلة عدد الناخبين في مواقع الإدلاء بالأصوات.
وتحدث قادة المنتدى عن «لجوء المترشح ولد عبد العزيز وجماعته للتزوير على نطاق واسع، وذلك لرفع نسبة المشاركة على هواهم، ولمنح الرئيس المنصرف نسبة النجاح المناسبة له»، حسب تعبيرهم.
وردا على هذه التصريحات هاجم الحزب الحاكم في بيان نشره أمس منتدى المعارضة وخاطب قادته قائلا «نقول لمن هدروا في» منتدى العبثية « إمكانات هائلة ووقتا ثمينا في محاولاتهم البائسة لثني الموريتانيين عن ممارسة واجبهم الوطني(..)، وداعا لثقافة تسفيه الشعب والتشكيك في طموحاته المشروعة».
وتعتبر الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت في عموم موريتانيا، انتخابات من نوع خاص؛ فنتائجها كانت محسومة سلفا إذ لا مراء في أن الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز كان منذ اليوم الأول هو الفائز الأكيد فيها، والمترشحون لها ليسوا هم الخمسة المعلنون بل مرشحان آخران هما «المشاركة الشعبية الواسعة للمليون وربع مليون المقيدة في القائمة الانتخابية»، وهذا الاتجاه يدعمه الرئيس المترشح وموالاته ومؤيدوه، و«المقاطعة الرافضة للأحادية» التي تدعمها المعارضة بأطيافها المتعددة.
وإلى جانب محمد ولد عبد العزيز، ترشح لهذه الانتخابات كل من بيجل ولد هميد وهو نقابي عمالي يمثل تيارا معتدلا مواليا للرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، وبيرام ولد الداه وهو شاب حقوقي يناضل بنبرة متطرفة في مجال مكافحة الرق، وإبراهيم مختار صار وهو سياسي يمثل التيار اليساري المكافح في قضايا الأقليات الزنجية، ولاله مريم بنت مولاي إدريس وهي موظفة حكومية ناشطة في الحزب الحاكم.
وقد اشتد التنافس بين أنصار المشاركة ودعاة المقاطعة خلال هذا الاقتراع حيث لم يبخل الرئيس الحالي المترشح لولاية ثانية من خمس سنوات وموالاته من أحزاب الأغلبية وشيوخ القبائل ونشطاء الشباب ونواشط النساء، لرفع نسبة المشاركة بتأطير الناخبين والإسهام في نقلهم وتوفير أسباب الراحة لهم خلال تمددهم في طوابير الاقتراع، كما لم تبخل المعارضة باستخدام شتى الوسائل لإقناع الناخبين بالراحة يوم الاقتراع ورفض التوجه لمراكز الانتخاب.
ونشطت في هذا الاتجاه، كما لاحظ مندوب «القدس العربي»، جموع شباب الإخوان المنضوين في حزب التجمع والذين يتميزون بالنشاط الواسع ، حيث نفذوا حملة»باب، باب» في جميع المدن والقرى لتعبئة الساكنة حول مقاطعة الانتخابات.
وبذلت حركة «كفانا» الشبابية جهودا كبرى لمقاطعة اقتراع يوم أمس وذلك عبر التدوينات والتغريدات على الفيس وتويتر وعبر حملة «قاطع..تم أفبيتك» (لا تصوت..إلزم منزلك)، التي وزعت خلالها على المارة وداخل الأسواق، مئات المنشورات التي تحمل شعار المقاطعة.
ويعتقد المراقبون «أن المرحلة التي ستدخلها موريتانيا بعد هذه الانتخابات مرحلة خاصة، فهناك معطيات سياسية جديدة وهناك أزمة قائمة لم تحل».
فهل سيفتح الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بعد أن أمن مأمورية ثانية، حوارا جديدا مع المعارضة الراديكالية للتفاهم حول آلية جديدة تنهي حالة الإحتقان، أم أن حالة الاحتقان ستزداد وتتواصل إلى حين الانفجار؟
عبد الله مولود
عادة عربية………………………………………….
ولماذا عليه ان يدع غيره من اتر ابه الحكام العرب ان يكونوا اشطر منه …
مع بعض التواضع فقد قبل وتنازل عن الرقم ما فوق التسعين بالماية .