نواكشوط– “القدس العربي”: ما زال الموريتانيون، من ساسة ومواطنين عاديين، ينشغلون بكل ما يصدر عن رئيسهم السابق الخاضع لرقابة القضاء من تصرفات، ولما يدلي به تصريحات ويتخذه من مواقف.
وفي هذا السياق ينشغل الجميع منذ أيام بعودة الرئيس السابق إلى معمعان السياسة منضما لحزب الرباط ومعارضا شرسا لخلفه ورفيق دربه الرئيس محمد الشيخ الغزواني، كما أوضح ذلك الرئيس السابق نفسه في رسالة وجهها للشعب.
وأكد الرئيس السابق في تصريحات لمجلة “جون أفريك” أنه “يعارض جميع ما يجري في موريتانيا الآن”، موضحا أنه “لم يلتزم قط بالتخلي عن السياسة”، وبخاصة، حسب تعبيره، “بعد كل ما بذلته من جهد لتحسين ظروف معاش المواطنين وتأمين بلدي”.
وقال “كلما اقتربت من أحد الأحزاب، تعرض ذلك الحزب لضغوط أو خاف من أن يسحب ترخيصه”.
وأضاف الرئيس السابق “كان عندي حزب سياسي أسسته بنفسي عام 2009، لكن الحكومة الحالية انتزعته مني، وقمت بالتخلي عنه وبحثت عن حزب آخر وعندما وجدته جمدت الحكومة نشاطه”.
وعن السبب في اختياره لحزب الرباط (حزب صغير يقوده الحقوقي السعد لوليد)، قال الرئيس الموريتاني السابق “كان حزب الرباط هو الخيار الوحيد المتاح، وقد أظهر رئيس الرباط شجاعة بموافقته على انضمامي إليه، وسأكون عضوا في هذا الحزب، وسنبدأ العمل في الأسابيع المقبلة من أجل أن ينتسب إليه جميع أنصاري وسننظم مؤتمرا للحزب وستتغير أمور كثيرة على مستوى هذا الحزب”.
وتحدث الرئيس السابق عن انتقاده الشديد للمعارضة وللأغلبية في رسالته الأخيرة التي وجهها للشعب فقال “لم أنتقد النظام القائم وحده بل انتقدت غالبية في المعارضة الحالية فالناشطون فيها لا يقومون بأدوارهم لا كمعارضين ولا كموالين، وهذا مؤامرة سيئة على الشعب”.
وكانت تصريحات الرئيس السابق وتموقعه الجديد محلا لسخرية خصوم الرئيس السابق وموضعا لتعليقات كثيرة.
وكتب الوزير السابق محمد ولد أمين وهو أحد معاوني الرئيس السابق وأحد أقسى خصومه اليوم “من الناحية السياسية أجد أن النظام الحالي أعطى كثيرا من الاهتمام لمحمد ولد عبد العزيز وبذل جهودا كبيرة لاسترضاء الرجل، وتحمل طويلا غلاظاته، والأثقل هو استمرار استقطاب رجالاته وكأنهم يقدرون على تمييل كفة أو تغيير ميزان، وكأنه بدونهم لا سياسة ولا حكم”.
يضيف الوزير أمين “إن محمد ولد عبد العزيز ومعه أغلب من شاركه السلطة ليسوا ناسا من أصحاب الأوزان، فجلهم مجرد أفراد يستمدون قواعدهم الشعبية من امتيازات الدولة وثرواتها أي أنهم شلة “كومبرادور”.
وأضاف “خلافا لهؤلاء هناك أهل موريتانيا الحقيقيون الذين أبعدوا وابتعدوا عن صناعة القرار في عشرية محمد ولد عبد العزيز التي تميزت بالتوتر المستديم والصدامية وهيمنت عليها أخلاق التخوين والعسف، هؤلاء المعارضون منهم والصامتون، هم من يجب أن يكونوا القاعدة الحقيقية لهذا النظام الجديد وليس بقايا عزيز إذ أن ترك أدوات الحكم بين أيدي فلول ولد عبد العزيز يحرم هذا النظام من شرعية التغيير، وسيحرمه من شرعية الإنجاز”.
واضح أن الرئيس الموريتاني السابق يعاني من احلام اليقظة ويريد إشعال الفتنة بمعارضة الرئيس الحالي يا للأسف أصبح كثير من العرب يعتبرون أن عليهم مجاراة الموضة بمعارضة النظام ويفرح بذلك أعداء الوطن المستترين حيث
انها الحرب البديلة بين الاخوة