نواكشوط – «القدس العربي» : أعلنت حكومة موريتانيا “عن تطلعها إلى مساهمة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في تمويل مشاريعها التنموية والاستراتيجية في قطاعات الطاقة والمياه والصرف الصحي، والتجهيز والنقل، والزراعة والمعادن بما يضمن مواكبة الصندوق لبرنامج حكومتها المخصص لوضع حل جذري ونهائي للولوج إلى الخدمات الأساسية عبر بنى تحتية قوية ومستديمة خاصة في مجالات المياه والكهرباء والطرق والأمن الغذائي”.
جاء الإعلان عن هذا التطلع في سياق بيان مشترك تمخضت عنه زيارة أنهاها لموريتانيا الأربعاء، وفد من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي برئاسة مديره العام، ورئيس مجلس إدارته بدر محمد السعد. وأوضح البيان “أن الصندوق العربي للإنماء أكد استعداده للمشاركة بفعالية في الطاولة المستديرة التي ستنظمها موريتانيا قريباً، حول تعزيز دعم شركائها في التنمية، كما أكد مواكبته للقطاع الخاص الموريتاني عبر تمويلات وضمانات وكذا من خلال المساهمة في تمويل المشاريع الاستثمارية التي سينفذها القطاع الخاص”.
وأكدت الحكومة الموريتانية مواكبتها للاستراتيجية الجديدة للصندوق العربي التي تهدف إلى جعله أكبر وأفضل وأكثر فعالية في تدخلاته، وإلى تمكينه من تعزيز قدراته المالية بغية الاستجابة الفعالة لطلبات أعضائه. ووفقاً للبيان، فستواصل الفرق الفنية من طرفي حكومة موريتانيا والصندوق، عملها خلال الأيام القادمة لتنقية محفظة المشاريع الموريتانية وتسريع وتيرة التنفيذ وإعادة توجيه بعض الأغلفة لمشاريع ذات أولوية. وأكد وزير الاقتصاد والمالية، سيد أحمد ابّوه، والرئيس المدير العام للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بدر محمد السعد، أن “تعاون موريتانيا مع الصندوق العربي للإنماء يشكل نموذجاً للتعاون العربي”.
وثمنت الحكومة الموريتانية ما سمته “العناية الأخوية والدعم السخي التي ما فتئ الصندوق العربي للإنماء يقدمه لموريتانيا في شتى المجالات، بما يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لموريتانيا ويحسن الظروف المعيشية لسكانها، وذلك من خلال تمويله للمشاريع الاقتصادية الكبرى وإرساء قواعد التنمية الاقتصادية المستديمة، وخاصة تلك المتعلقة منها بالقطاعات الحيوية”.
ومكنت زيارة وفد الصندوق لموريتانيا من التباحث والتشاور حول الآفاق المستقبلية للتعاون المثمر والبناء القائم بين موريتانيا والصندوق، كما شكلت، وفقاً للبيان المشترك، مناسبة أكدت خلالها الجمهورية الإسلامية الموريتانية، استعدادها الكامل لتعميق وتوطيد العلاقات القائمة بينها مع الصندوق العربي والتي تمتد جذورها لأكثر من أربعة عقود من الزمن.
وأكدت موريتانيا “على أهمية الدور الأساسي الذي يقوم به الصندوق في النهضة التنموية التي تشهدها موريتانيا حالياً، والذي يتضح من خلال الحجم المعتبر للاستثمارات التي تم إنجازها”.
يذكر أن موريتانيا والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي تربطهما شراكة طويلة تتضمن تمويل العديد من المشاريع التنموية في قطاعات عدة بينها
في مجال البنية التحتية، مشاريع تأهيل الطرق، وتطوير مطار نواكشوط الدولي الجديد، بإنشاء مبانٍ متطورة وتجهيزات للملاحة الجوية الحديثة، ومن بينها كذلك في مجال الكهرباء والطاقة، دعم شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في المناطق الجنوبية والشرقية وربط شبكتي نواكشوط ونواذيبو بالكهرباء.
وتشمل هذه المشاريع في مجال الزراعة والري، دعم مشاريع تنمية الواحات وبناء سدود صغيرة لتعزيز التنمية الريفية؛ ومن بينها في مجال الخدمات الاجتماعية، مشاريع لتحسين الخدمات التعليمية والصحية والبيطرية، والتي توفر الدعم لسكان المناطق النائية.
ويساهم الصندوق العربي للإنماء بتوفير التمويل والقروض اللازمة لإنجاز هذه المشاريع، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات والخدمات الفنية لضمان جودة التنفيذ.