نواكشوط- «القدس العربي»: رغم انحسار وتناقص حالات الإصابة بوباء كورونا التي انخفضت إلى عشر إصابات فقط في آخر حصيلة رسمية، ما زال الخوف من هذه الجائحة وارتداداتها سيد الموقف في موريتانيا.
وغرد الرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني، أمس على حسابه في تويتر، شاكراً الله على “شفاء تسعة من مواطنينا من الذين كانوا في الحجر الصحي”، مستدركاً “أن الحذر والتقيد التام بتعليمات الجهات المختصة وعدم التراخي يجب أن يظلا أولوية قصوى”، وداعياً “لاحترام الإجراءات الوقائية”.
وأكدت وزارة الصحة الموريتانية، في آخر حصيلة لها، أن “مجموع ما أجري من الفحوص بلغ 163 فحصًا أسفرت عن 153 حالة سلبية، وعشر إصابات إيجابية”.
وأكدت الحصيلة أن “مجموع الحالات الخاضعة للرقابة الصحية تبلغ 237 حالة، منها 43 حالة بسيطة الأعراض، و172 حالة بلا أعراض و9 حالات شفاء، أما الوفيات فما تزال في حدها السابق وهو ست وفيات”.
وأشارت النشرة المشتركة بين وزارة الصحة الموريتانية ومكتب منظمة الصحة العالمية أمس إلى أنه تم تحديد 1058 شخصًا مخالطين للإصابات المسجلة أمس.
وذكرت النشرة أن عددًا من هم في الحجر الصحي قد وصل إلى 3630 محجورًا، وأن 51.1% من المصابين بالفيروس رجال و43.9 % هم من جنس النساء.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور سيدي ولد الزحاف، مدير الصحافة العمومية في تصريحات لموقع “مراسلون”، أمس، أن “النظام الصحي في موريتانيا غير قادر على تحمل انتشار المرض بقوة، ولذا فإن الاستراتيجية الحالية تركز على إبطاء وتيرة انتشار كورونا في البلاد”، مضيفاً “أن انتشار المرض بشكل كبير سيتسبب في زيادة نسبة وفيات المصابين بأمراض أخرى، نتيجة انشغال الأطباء عنهم في علاج المصابين بكورونا”.
وتحدث ولد الزحاف عن فيروس كورونا، قائلًا “إنه عبارة عن نزلة برد ستصيب نسبة 85% من الأشخاص دون علمهم، أما ما بين 15% و10% فيمكن أن تظهر عليهم أعراض (كحة حمى)، وهناك فئات قد يظهر عندهم بقوة وهم المسنون، وذوو الأمراض الأخرى، وضعيفو المناعة”.
وعن الجدل القائم حول عدم دقة الفحوص السريعة، قال ولد الزحاف “إن هناك صعوبة في تشخيص المصابين بالفيروس، وذلك راجع إلى خصوصية الفيروس نفسه، ومن ذلك فإن لديه فترة لا تظهر فيها نتائج فحوص الكشف عنه بشكل دقيق، سواء كانت فحوصًا سريعة (فحوص عينات الدم) أو مؤكدة (الفحوص عبر الأنف والفم)، وتتوقف تلك الفترة على اليوم الذي أصيب فيه المريض بالفيروس وأصبح حاملًا له ، وما دام تحديد ذلك اليوم متعذرًا، فإن نتيجة الفحص قد تظهر سالبة، ولذلك، يضيف الزحاف، فإن الطريقة المُثلى للتأكد من إصابة أي شخص من عدم ذلك تتمثل في حجزه بشكل منفصل عن الآخرين 14 يومًا، وبعد اكتمال الفترة يتم فحصه مرتين، وعندها تكون النتيجة مؤكدة، سواء كانت إيجابية أو سلبية”.
وأوضح الزحاف “أن الوزارة كانت تستخدم في المرحلة الأولى طريقة الفحوص المؤكدة (PCR) لتشخيص المصابين، لكن في المرحلة الثانية لانتشار الوباء، ونظرًا للوقت الذي يستغرقه الفحص الدقيق، ولإمكانية تدهور صحة بعض المصابين بشكل متسارع، اضطرت الوزارة لاستخدام الفحوص السريعة التي تتميز بنقص الدقة، للتعرف على المصابين بشكل أسرع قبل تدهور حالتهم، وحجزهم في أماكن العلاج”.
وضمن ملف كوفيد- 19، كشفت وزارة الصحة الموريتانية في النشرة اليومية التي تصدرها بالشراكة مع مكتب منظمة الصحة العالمية حول تطور وباء كورونا في موريتانيا عن حاجتها الماسة لتوفير المزيد من معدات الوقاية الفردية ودعم قدرات الوزارة في مجال التكفل بالمرضى وتحديدًا فيما يتعلق بتوفير أسرة الإنعاش للحالات الحرجة المُحتملة، إضافة لحاجتها أيضًا لزيادة خطوط مركز الاتصال الخاص بمركزة البلاغات عن الإصابة بوباء كورونا ليتمكن المركز من الاستجابة للطلب المتزايد.
وفي سياق متصل، أكدت آخر حصيلة رسمية معلنة، بشأن انتشار فيروس كورونا المستجد في إفريقيا، أن “موريتانيا تحتل المركز الثالث بين الدول الأقل إصابات بغرب القارة”.
وأظهرت الحصيلة المذكورة دولة غامبيا بأنها أقل دول غرب إفريقيا تضررًا من الفيروس، حيث سجلت بها 25 إصابة، بينها حالة وفاة، و14 حالة شفاء، تليها دولة بنين التي سجلت فيها 191 إصابة مؤكدة، بينها 3 وفيات، و82 حالة شفاء.
وحلت موريتانيا ثالثة بين الدول الأقل إصابة بتسجيل237 حالة مؤكدة فيها، بينها 6 وفيات و15 حالة شفاء.
وأظهرت الحصيلة أن جمهورية نيجيريا الاتحادية هي أكثر بلدان غرب إفريقيا تضررًا، حيث بلغت إصاباتها 7526 حالة مؤكدة، بينها 221 وفاة، و2174 حالة شفاء.
وسجلت في عموم غرب إفريقيا 28993 إصابة، بينها 11370 حالة شفاء، و613 حالة وفاة، وذلك من أصل 108109 إصابات مسجلة في جميع دول القارة.