نواكشوط- “القدس العربي”: في محاولة للفت انتباه الرأي العام إلى ما يراه تعاملا باردا للسلطات الموريتانية مع حادثة الإساءة للنبي عليه السلام، استغل النائب البرلماني المعارض محمد بوي الشيخ محمد فاضل، تدخلا له من دقيقتين ونصف أمام جلسة مناقشة البرلمان لبرنامج الحكومة، فعرض نص الإساءة على النبي لكن بإسقاط فحواها توريةً، على الرئيس الغزواني.
وأثارت هذه المداخلة ضجة كبيرة في موريتانيا ما يزال قرع طبولها متواصلا على شبكة التواصل الاجتماعي وداخل مجموعات الواتساب، وكان الرأي العام الموريتاني منقسما حولها بين من يراها غير أخلاقية وداعمة للإساءة، ومن يراها مداخلة مهمة لكونها كشفت عن موقف خطير هو سرعة وقوة الانتصار للرئيس المتمثل في الضجة التي قوبل بها الإسقاط التخيلي للإساءة على شخص الرئيس، وضعف الانتصار للنبي الذي أظهره التباطؤ في الكشف عن هوية المسيء (ة) وتنفيذ حكم القضاء في حقه.
وقال النائب محمد بوي في المداخلة المثيرة “لقد كان تعاملكم مع الإساءة مفرِطا في عِرض النبي عليه السلام، ولكي تفهموا أنكم أضعتم عرضه صلى الله عليه وسلم، فسأثير عاطفتكم الحقيقية في افتراض وتصور الخيال في سؤال أمام الدورة الثانية للبكالوريا يوم الإثنين القادم هذا نصه: أحد الوزراء (مكان صاحب الرسول) كان يحب الرئيس (مكان النبي) وقد خاض الحملة إلى جانب الرئيس حتى زوال النظام، وتلك كذبة كبرى روجها المنافقون الذين هم مجرد قطاع طرق وقتلة ومغتصبون وأولهم المسمى رئيسا (مكان النبي في فحوى الإساءة) المصاب بشغف جنسي رهيب وكان كل همه النساء حتى قام بنكح كل أنواع النساء، فالرئيس الذي يقول إنه ذو خلق ينكح الأخضر واليابس”.
وكان أول رد فعل على مداخلة النائب هو تعليق للوزير الأول ولد بلال خلال الجلسة قال فيه ” “الإساءة لرئيس الجمهورية تحت قبة البرلمان غير مقبولة”.
وتتالت على مدى الساعات الماضية، تعليقات نشطاء حزب الإنصاف الحاكم، بادئة بتعليق من رئيس الحزب محمد ماء العينين ولد أييه، رأى فيه “أن ما حصل هو عين الاستهتار بالقانون، واحتقار المؤسسات الديمقراطية؛ كما أنه إثارة لعاطفة كل مواطن مسلم، وكل ذي وعي سليم”.
وأضاف ولد أييه “لا أرى أن الدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن أن يكون بالوقوع في عرض أي مسلم إلا عين الزلل”.
وأكد النائب محمد بوي في تدوينة له لاحقة عبر حسابه على الفيسبوك “أن مداخلته في البرلمان كانت إسقاطا تخيليا افتراضيا هدفه لفت الانتباه إلى فداحة الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتقاد لموقف الحكومة بسبب عدم حسمها في اعتقال المسيئة والتردد في تحويلها للقضاء”.
وأضاف “البعض بسوء نية حمّل كلامي مالا يَحتمل”، ورئيس الجلسة منعني من نقطة نظام لتوضيح موقفي”.