موسم سقوط النياشين… خالد تاجا وباسم ياخور وآل باتشينو

عرضت القناة التلفزيونية البريطانية الرابعة برنامجا خاصا حول منح الألقاب والنياشين في بريطانيا، والتي تعد أشهر الدول، التي تتبى مكافأة من يقدمون خدمات جليلة لأوطانهم وللإنسانية.
ومناسبة البرنامج هو الاتجاه العام لتجريد بعض الألقاب الشرفية داخليا وعالميا، حيث تم تجريد 70 شخصا من ألقاب شرفية، منحتها لهم ملكة بريطانيا خلال 10 سنوات.
والسبب، كما بينته القناة، هو سوء السلوك أو صدور أحكام بالسجن بحقهم، أو بسبب ديكتاتوريتهم وما ألحقوه من أضرار للأخرين.
وكان آخر من تم تجريدهم من هذه الألقاب الأمير هاري وزوجته ميغان، بعد أن أعلن قصر باكنغهام الملكي عن فقدان الأمير وزوجته الدوقة لقب «صاحب وصاحبة السمو الملكي». وما يترتب على ذلك من معان وخدمات.
وقد تم العام الماضي تجريد تسعة أشخاص من ألقابهم، ليصل العدد الإجمالي إلى 70 شخصا.
ومن بين أولئك الذين تم تجريدهم من الألقاب الشرفية المنتج السينمائي هارفي وينستين، الذي أدين بالاغتصاب والاعتداء الجنسي وصدر حُكم بحقه بالسجن 23 سنة بأحد سجون نيويورك.
وكشف البرنامج أن أكبر عدد من هؤلاء الأشخاص قد تم إلغاء تكريمهم بعد أحكام بالسجن بسبب جرائم تحرش جنسي بالأطفال، والتي شكلت السبب وراء 37 في المئة من حالات إسقاط الألقاب الشرفية، خلال السنوات العشرين الماضية. وجاء الاحتيال في المركز الثاني بين أسباب التجريد من الألقاب الشرفية بنسبة 21 في المئة.
سياسيا، كان قد تم تجريد رئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي، والديكتاتور الروماني الراحل نيكولاي تشاوتشيسكو، من ألقاب شرفية.
كما سحب مجلس مدينة أوكسفورد البريطانية جائزة «وسام الحرية» من زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي، بسبب صمتها حيال المجازر التي طالت المسلمين الروهينغيا في إقليم أراكان في ميانمار.
وعرج البرنامج على تقليد أوروبي وأمريكي مماثل، فكشف كيف سحب قصر الإليزيه وسام الشرف، الذي منح للرئيس السوري بشار الأسد عام 2001، بعد أن قلده إياه الرئيس الأسبق جاك شيراك وهو برتبة الصليب الأكبر، (الرتبة الأعلى على الإطلاق) بعيد تولي الرئيس السوري منصبه خلفا لوالده.
فقد اتهمته باريس ولندن وواشنطن بالوقوف خلف هجوم بالأسلحة الكيميائية استهدف مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق.
ومن أشهر من تقلد نياشين وأوسمه حتى تهدلت بدلته العسكرية، كان وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، الذي لم يحقق يوما انتصارا واحدا للسوريين في أي مجال كان، ويعمد البعض الآن لتوريث نجله فراس تلك النياشين، عله يصبح رئيسا لسوريا.
لم ننس تلك الأيام، حينما كنا نشاهد القنوات التلفزيونية الرسمية في سوريا والدول العربية، التي كانت تحتفل ليل نهار بوسام أو نيشان يتلقاه هذا الزعيم أو ذاك، وكأنه صك لخلوده في منصبه.
وللنياشين قصص كثيرة وغريبة في عالمنا العربي، فقد رفعت دعوى قضائية في مصر لسحب كافة الأوسمة والنياشين العسكرية، التي حصل عليها الرئيس الراحل حسني مبارك، إبان خدمته في الجيش. كذلك رفعت دعاوى لسحب أوسمة الرئيس الراحل محمد مرسي. لكن كل هذه الدعاوى لم تنجح.
كم نحن الآن بحاجة الى موسم لسحب معظم النياشين والأوسمة والألقاب في الشرق الأوسط، فلم يعد هناك شيء يخفى وراء كل هذا الدمار والخراب والبشاعة، أليس من الأشرف والأجدى أن تمنح هذه لعمال النظافة والمعلمين والقضاة، بدل القتلة والتجار وكبار السياسيين في الشرق الأوسط؟!

خالد تاجا: الفارس الباقي

نشرت شركة الإنتاج السورية «غولدن لاين» تحية إجلال وإكرام لروح الفنان خالد تاجا ومقطعاً تكريمياً، لأول مرة للفنان السوري الراحل في ذكرى وفاته.
وأرفقت المقطع، الذي تم تصويره قبل يومين فقط من وفاته في مسلسل «الأميمي»: «9 سنوات على رحيل «أنطوني كوين العرب».
ومن المعروف أنه حلّ مكانه الفنان سلوم حداد بديلاً عنه في الشخصية، بعد أن تدهوت حالته ودخل المستشفى على إثرها.
خالد تاجا الإنسان النبيل والملهم وبهي الحضور، الذي وقف مع شعبه ومات من أجله أيضا، في ذكرى غيابه هو حي بيننا بإبداعاته العظيمة وبضميره الحي ومواقفه المشرفة والأصيلة.
الفنان ترك فراغاً كبيراً في الدراما السورية بعد رحيله، عجز عن ملئه فنانو سوريا.
ورغم أنه لم ينل دور البطولة المطلقة في أعماله؛ إلا أن تاجا كان يسرق الأضواء ويسحبها بقوة، فقد امتلك كاريزما خاصة وحضورا طاغيا في الفن، وكان النجاح حليف العمل الذي يحمل اسمه في شارة المقدمة، ويكفيه أنه جسد شخصية «الحارث بن عباد» في «الزير سالم» ولا يمكن نسيان شخصية «أبو أحمد» في مسلسل التغريبة الفلسطينية وعشرات الشخصيات التي تعيش معنا.

باسم ياخور: تغيرنا!

من أبدع من مثل شخصية رجل المخابرات في الدراما السورية، الفنان القدير باسم ياخور، الذي يقدم هذه الشخصية المتعطشة للعنف والإذلال بصورة كوميدية، كي تجد ترخيصا للبث.
آخر أعماله كان تجسيده شخصية ضابط مخابرات كبير «يشحط» صحافيا لمكتبه و«ينقعه» طوال النهار في الخارج، حتى تأتيه مكالمة من المسؤول الأكبر منه يطالبه بتغيير المعاملة معه باعتباره صحافيا وثانيا لأننا نريد أن نظهر للناس أننا تغيرنا.
المشهد جذاب جدا، وفيه الكثير من الجد والهزل، ومحاولة تسويق التغيير، دون حتى إحداث أي تغيير، فقط الابتسامة والتهديد والتخويف المبطن بدل العلني، وشرح فوائد «المتة» بدل القهوة كمدخل للحوار.
ما يقدمه ياخور – الفنان الوسيم خفيف الظل الناجح في تقمص الأدوار والمقنع في أعماله كافة الجدية والكوميدية والمركبة – يحاكي ما فعله من قاموا بأداء دور تشايلوك التاجر اليهودي، في أغلب المسرحيات، التي قدمته بصورة تكسر جشعه وبشاعة روحه.
فمن منا لم يدرس أو يقرأ أو سمع حتى عن مسرحية «تاجر البندقية» لوليام شكسبير؟
فالمسرحيات أو الفيلم، الذي صنعه مايكل رادفورد استعانت بشخصية محبوبة جدا ومؤثرة لكسر تجهم تشايلك وتقبله بكل ما يحمل من جشع، خاصة الفيلم الذي استعان بالنجم آل باتشينو.
مشهد ياخور هذا يجسد واقعا سوريا عاما فمن أجل إنهاء الحرب الأهلية وتأليف حكومة إنقاذ وطني، نستذكر ما حكاه السلطان عبد الحميد الثاني أيام الدولة العثمانية، حين طلب، يوماً أن يؤتى إليه بمهندس موثوق بعلمه وأمانته، وجيء إليه بمهندس أرمني، فعهد إليه بهدم إحدى السرايات القديمة وإنشاء سرايا جديدة في مكانها.
بعد الإنتهاء من تشييد هذه السرايا، إستدعاه السلطان وقال له: عندما كنت تهدم السرايا القديمة، كُنتَ تستخدم عمالاً من فئة معينة بأسماء معينة، ولما بدأت بناء السرايا الجديدة، أحضرت عُمالاً من فئة أُخرى بأسماء أُخرى، فلماذا إستبدلت عمالاً بعمال آخرين؟
قال المهندس الأرمني: «ناس للتدمير وناس للتعمير!»…. ومن يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير.
قيل إن عبد الحميد، أُعجب بحكمة المهندس الأرمني وعينه وزيراً.
فهل يعول على من دمر البلاد أن يصلح للتعمير؟!

كاتب من أسرة «القدس العربي»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ” كما سحب مجلس مدينة أوكسفورد البريطانية جائزة «وسام الحرية» من زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي، بسبب صمتها حيال المجازر التي طالت المسلمين الروهينغيا في إقليم أراكان في ميانمار.” إهـ
    أرجو أن يتم سحب جائزة نوبل للسلام منها! لكنها نالت جزاء مساندتها للعسكر الظالم ببلادها!! ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية