كوفيد-19 الذي حصد أرواح ثلاثة ملايين ونصف مليون شخص، نصفهم في أوروبا، وأصاب أكثر من 168 مليون شخص عبر العالم، وحطم اقتصادات دول، وانعكس سلبا على التجارة العالمية والسياحة وعلى أعصاب ومعنويات الناس الذين فقدوا أحبتهم ومناصب عملهم، امتد تأثيره إلى الرياضة العالمية التي ألغيت أو تأجلت عديد مسابقاتها، وانعكست سلبا على المداخيل المالية للفرق الكبرى ومستوياتها ونتائجها التي جاءت مخالفة للتوقعات، كانت لها تداعيات كبيرة نهاية هذا الموسم، والموسم المقبل اذا استمر الحظر والحجر وغلق المدرجات في وجه المناصرين وتفاقمت الأزمة المالية على الأندية، رغم بوادر الأمل التي بدأت تلوح في الأفق منذ انطلاق حملات التطعيم في أغلب بلدان العالم التي تجاوزت الكثير من الحواجز خاصة باقرارها العودة التدريجية للجماهير إلى المدرجات، وتخفيف الإجراءات الوقائية.
موسم كورونا في انكلترا قتل 127 ألف شخص وأصاب 4 ملايين و500 ألف آخرين، وضرب بقوة نادي ليفربول حامل لقب الدوري الذي ضيع لقبه، وكاد يخفق في التأهل لمسابقة دوري أبطال أوروبا ويحرم عشاقه ونجومه من تواجده في أقوى وأكبر المنافسات، بعدما خرج من دون أي لقب هذا الموسم بسبب الغيابات المتكررة لنجومه الذين تعرضوا لإصابات كثيرة، وبسبب غياب جماهيره عن مدرجات “انفيلد” التي تعرض فيها الفريق لأول مرة في تاريخه الى ستة هزائم متتالية في الدوري، وكان عليه انتظار الجولة الأخيرة ليضمن مكانه في المربع الذهبي الذي لم يظفر به توتنهام وليستر وحتى أرسنال الذي سيغيب عن مسابقة الدوري الأوروبي بعد احتلاله المركز الثامن، لكن كل ذلك لم يمنع تواجد ثلاثة أندية إنكليزية في نهائيي دوري الأبطال والدوري الأوروبي.
موسم كورونا كان قاسيا على اسبانيا واقتصادها وسياحتها وكرتها، فأودى بحياة 80 ألف شخص، وأصاب ما يقارب 4 ملايين، وقلب موازين الكرة الاسبانية، وأدخل البارسا والريال في أزمة مالية كبيرة زادت من حجم ديون الناديين والتي فاقت المليار يورو لكل ناد، بدون الحديث عن الأزمة الفنية التي جعلت الريال يضيع تاجه ويخرج من دون لقب لأول مرة منذ سنوات، رغم عودته القوية في نهاية الموسم، وأزمة ادارية ومالية في البارسا انعكست على الأداء والمعنويات، خاصة منذ أعلن ميسي عن رغبته في الرحيل، وفشل كومان في اعادة الهيبة للفريق، ما جعله مهددا بالاقالة في حالة توفر البديل، فكان كل هذا الذي حدث في موسم كورونا الكروي فأل خير على أتلتيكو مدريد الذي استثمر في متاعب البارسا والريال وخطف اللقب في آخر لحظة بجدارة بعد موسم رائع استمر فيه الصراع إلى آخر جولة بين فريقي العاصمة مدريد.
موسم كورونا أصاب أيضا 4 ملايين شخص في ايطاليا، قتل منهم 125 ألفاً، مخلفا خسارة كبيرة لليوفي الذي ضيع لقبه بعد سيطرة دامت تسع سنوات، وكاد يقصى من المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل لولا الخدمة التي قدمها له هيلاس فيرونا الذي فرض التعادل على أحد منافسيه نابولي في آخر جولة، كرست رسميا عودة الميلان أحد كبار أوروبا الى المسابقة التي توج بها سبع مرات، وكان عليه انتظار حلول موسم كورونا ليعود الى الواجهة برفقة الجار الانتر الذي توج باللقب التاسع عشر في تاريخه، ووضع حدا لسيطرة اليوفي المطالب بإيجاد مدرب جديد لخلافة أندريا بيرلو، وإقناع رونالدو بالبقاء أو انتداب لاعبين جدد يعيدون للسيدة العجوز شبابها، وهو نفس الانكسار الذي حدث لفريقي العاصمة روما اللذين تراجعا بشكل كبير هذا الموسم.
ما حدث للريال والبارسا وليفربول واليوفي، تكرر مع النادي الباريسي في موسم قتل في فرنسا 100 ألف شخص من أصل 5 ملايين و600 ألف مصاب بفيروس كورونا، وضيع فيه لقب الدوري لصالح ليل في موسم شهد لأول مرة تقلبات عدة ومنافسة شديدة على اللقب بين أربعة أندية كان الخاسر فيها ليون الذي سيغيب عن مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل، وهو الذي بلغ نصف نهائي النسخة الماضية عندما أطاح بالمان سيتي، الذي أطاح بدوره بالفريق الباريسي في نفس الدور هذا الموسم، و جعله يكتفي بالتتويج بكأس فرنسا على أمل الاحتفاظ بنجمه مبابي بعدما ضمن تجديد عقد نيمار.
موسم كورونا الكروي في أوروبا طغت عليه لغة أرقام الأموات والمصابين والخسائر المالية والنتائج السلبية للأندية الكبرى، ما عدا تلك التي تملك المال واللاعبين والمدربين الكبار على غرار السيتي وتشلسي اللذين ينشطان في نهائي دوري الكبار يوم السبت، في انتظار تداعيات الوباء على نهائيات اليورو وكوبا أميريكا والألعاب الأولمبية هذا الصيف.
٭ إعلامي جزائري
شكرا السيد حفيظ دراجي على هذا النقال الشيق.
فقط إشارة إلى أن الفقرات في هذا المقال طويلة جدا …بمعنى أنها تحتوي جمل طويلة حبذا لو تم تنظيمها في جمل قصيرة لمنع الإطناب وتكرار نفس المعلومات التي نحدها نفسها … فقط هناك تغيير بالمفردات والأسلوب.