لاغوس: عندما بدأ انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى في نيجيريا، اعتقد إكليبس نكاسي أنه لم يعد أمامه سوى أيام معدودة في مسيرته كمنتج موسيقي.
لكن بعد التفكير مليا، وجد أن الأمر ينطوي على فرص أيضا وليس مخاطر فقط، ولجأ إلى استغلال التكنولوجيا لإطلاق ألبوم جديد جميع أغانيه من موسيقى الأفروبيت النيجيرية في الاستوديو الخاص به بضواحي لاغوس.
وقال نكاسي لرويترز “ليس من الضروري أن يحل (الذكاء الاصطناعي) محل ما لدينا. إنه يمنح الناس تجربة جديدة… وبهذه الطريقة أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث تغييرات حقا”.
كان تأليف الأغاني والاستعانة بالموسيقيين والتسجيل في الاستوديو التقليدي وصولا إلى طرح الألبوم على الجمهور يكلف نكاسي قبل ذلك آلاف الدولارات ويستغرق أكثر من ثلاثة شهور.
أما هذا الألبوم فلم يستغرق إنتاجه سوى ثلاثة أيام بتكلفة 500 دولار.
واستخدم نكاسي وثلاثة من أصدقائه برنامج “تشات جي بي تي” من شركة أوبن إيه آي لمساعدتهم في إعداد الألبوم المؤلف من تسع أغاني بعنوان “إنفينيت إيكوس” أو (أصداء لا نهائية).
وطلبوا من البرنامج إنتاج كلمات أغاني وعناوين لها ثم أجروا تعديلات على الكلمات لتتناسب مع الفكرة التي اختاروها، وهي كفاح فنان لن يتخلى عن شغفه لإبداع الموسيقى.
ثم استخدموا أداة أخرى يوفرها الذكاء الاصطناعي لتأليف الألحان. وسجل نكاسي بعض المقاطع بصوته وأدخلها على تطبيق آخر والذي بدوره حولها لتكون بصوت مغنية افتراضية للألبوم.
وتظهر تلك المغنية الافتراضية، واسمها ميا بلو، أمام الجمهور عبر الإنترنت في صورة أنمي.
وقال نكاسي إنه “بالتأكيد ستنتهي أشياء معينة” بسبب الذكاء الاصطناعي لكنه يعتقد أن ذلك سيمنح فرصا للفنانين لإعادة اكتشاف أنفسهم وإنجاز عملهم بشكل أفضل وأسرع.
ويرى الناقد الموسيقي أوموتولاني أليك المقيم في لاغوس أن التكنولوجيا تغير بالفعل صناعة الموسيقى ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على قيم الإنتاج والجوانب الفنية الأخرى لعملية التسجيل.
ومع هذا، يقول إنه لا يزال هناك الكثير من الغموض وأمور منها حقوق النشر تحتاج إلى التفكير والتطوير. وأضاف “نحن في البداية”.
(رويترز)