موضة صناديق الاقتراع العربية

حجم الخط
0

موضة صناديق الاقتراع العربية

موضة صناديق الاقتراع العربية كتب الدكتور عبد المنعم سعيد في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لـ الأهرام مقالا بعنوان عودة السياسة لمصر يرصد فيه تغير المناخ السياسي في مصر، وازدحام الساحة بالحراك السياسي، ويدرك من يتابع تطور الوضع الداخلي المصري أن المشاركة الشعبية في السياسة تزداد باطراد، وان الهامش الديمقراطي يتسع رغم مقاومة القوي المحافظة التي تريد دفع أقل ثمن ممكن مقابل بقائها في السلطة لأطول فترة.في مرحلة انتقالية كهذه فان المؤشر الأكثر دلالة ليس نوعية القوي السياسية التي قامت باختراق ترتيبات السلطة المسبقة للانتخابات ولكن عملية الاختراق ذاتها كتعبير عن بداية تحرر الارادة الشعبية، ولو جاء هذا التحرر ناقصا وبدائيا ومشوبا بالعنف.في العراق جرت الانتخابات علي أرضية سياسية مختلفة عن كل ماسبقها، فلأول مرة تقرر قوي سياسية مرتبطة بالمقاومة عدم اخلاء الساحة أمام القوي الأخري، وبخلاف الاستنتاج الذي قد يذهب اليه البعض فذلك لن يضعف المقاومة، ولكن سيكسبها بعدا سياسيا طالما احتاجت اليه. يتكرر مثل ذلك التكتيك ـ مع الفارق ـ عند حماس في الانتخابات الفلسطينية، فهي تخوض منذ سنوات العمل السياسي جنبا الي جنب مع العمل المسلح، ومن اجل منعها من تحقيق انتصارات في صناديق الاقتراع فقد اضطرت الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية للضغط علي حكومة عباس لاستبعاد حماس من الانتخابات، ويظهر ذلك التدخل ليس مدي النفاق في مسألة الديمقراطية فقط، ولكن ـ وهو الأهم ـ الخوف من تمكن حماس بفضل صناديق الاقتراع من التحول الي قوة سياسية ديمقراطية ترسخ من خلالها خط المقاومة. هكذا من مصر الي العراق الي فلسطين، مرورا بلبنان ينفتح بالتدريج الباب أمام الشعوب للتعبير عن ارادتها، ليس بفضل الاحتلال وقوي الاستبداد، ولكن رغما عنها، فلا النظام المتداعي في مصر كان يرغب في خروج الانتخابات عن المسار الذي خطط له بعناية، ولا الاحتلال الامريكي للعراق كان يمكن ان يتساهل في مشاركة قوي محسوبة علي خط المقاومة لولا ما فرضته المقاومة في ميدان الصراع من حقائق في ميزان القوي.معقل زهور عديحماة ـ سورية6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية