عندما خسر الفريقيان العربيان الهلال السعودي والأهلي المصري أمام تشلسي الانكليزي وبالميراس البرازيلي في نصف نهائي كأس العالم للأندية، فان الأمر لم يكن مفاجئاً للكثيرين من المتابعين، بل لكانت مفاجأة كبرى لو حقق أحدهما الفوز وتأهل الى المباراة النهائية التي أقيمت أمس السبت.
لكن رغم ان الفريقين قدما عرضين رائعين أمام بطلي القارتين الأوروبية والامريكية الجنوبية، عكستا تضييق الهوة الفنية بين أبطال القارات، الا ان الغصة كانت في حلق مدربي الناديين العربيين من عدم العدالة والانصاف في العملية التنظيمية لهذه المسابقة من قبل الفيفا، والتي تصب دائماً لمصلحة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية. فمدرّب الهلال، البرتغالي ليوناردو جارديم حث الاتحاد الدولي على إعادة النظر في نظام المسابقة الحالي لأنه يمنح أفضلية خوض عدد أقل من المباريات لممثلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، معتبراً ان الأندية الأخرى تعاني الارهاق بسبب جدول المباريات المزدحم. وقال: «من المجحف أن تخوض بعض الأندية أربع مباريات في ثمانية أيام وأندية أخرى مباراتين فقط وتخلد إلى الراحة. أعتقد انه يجب الاعتناء أكثر بالنظام، مع أيام إضافية للتعافي كي تحصل الاندية من آسيا (وافريقيا وكونكاكاف) على فرص أفضل». وفاز الهلال، بطل آسيا، على الجزيرة بطل الإمارات المضيفة بنتيجة قياسية 6-1 في الدور الثاني، والأهلي بطل إفريقيا على مونتيري المكسيكي بطل كونكاكاف 1-صفر، فيما أُعفي تشلسي وبالميراس من خوض الدور الثاني واستهلا مشاركتيهما من نصف النهائي. ولهذا رأى جارديم ان فريقه استفاد من مواجهة الجزيرة المرهق بعد فوزه على بيراي التاهيتي 4/1 وقال: «أنا متأكد أن الاندية الاوروبية، وفي هذه الحالة تشلسي، هي المرشحة دوماً، لا شك حيال ذلك، لكنهم يحصلون على أفضلية كبرى عندما نخلد إلى الراحة ليومين فقط. لديهم تشكيلة كاملة ونضرة. فوزنا في المباراة السابقة هو نتيجة ما حصل، لأن الجزيرة لعب قبل ذلك بيومين». ولم يختلف رأي مدرب الأهلي، الجنوب افريقي بيتسو موسيماني، كثيراً عن رأي جارديم، علما أن فريقه أيضاً عانى من غيابات العديد من الأساسيين الذين شاركوا في المباراة النهائية لكأس الأمم الافريقية، وانضموا الى الفريق متأخرين ومنهكين.
وفي حين أن لدى كلا المدربين الحق في الاعراب عن امتعاضهما من نظام البطولة الذي يخدم فقط بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، فان الفيفا يفكر في ادخال تعديلات جذرية عليها منذ سنوات، رغم أنه ليس نابعاً من اضفاء العدالة بقدر اتخام خزينته من المداخيل، فرغم انها بطولة عرفت باسم «انتركونتيننتال» تقام من مباراة واحدة فقط تجمع بين بطلي القارتين، الا انه بدءاً من العام 2000 شارك أبطال القارات الاخرى في مسابقة أصبحت تعرف باسم «كأس العالم للأندية»، مع انتظام اقامة مسابقة أبطال الدوريات في كل قارة، ومع ذلك انتظمت اقامة البطولة كل عام بدءا من العام 2005 في اليابان والامارات والمغرب وقطر، لكن اللقب لم يخرج في المرات الست عشرة الماضية عن بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، بل كان اللقب من نصيب بطل القارة العجوز في السنوات الثماني الماضية، في ظل الفارق الفني الكبير مع بقية أبطال القارات، خصوصا مع استمرار خطف عمالقة الاندية الأوروبية لأبرز المواهب العالمية، لكن الذي تغير انه في السنوات الثماني الاخيرة لم يعد الطرف الثاني في المباراة النهائية من أمريكا الجنوبية، بل تقاسمتها معها فرق من افريقيا (الرجاء المغربي في 2013) وآسيا (كاشيما الياباني في 2016 والعين الاماراتي في 2018) وكونكاكاف (تيغريس المكسيكي في 2020). ولهذا بدأ الفيفا مع رئيسه الحالي جاني انفانتينو منذ 2016 التفكير في توسيع نظام مونديال الأندية ليشمل 32 فريقاً تشارك مرة كل أربع سنوات، لتحل مكان المسابقة الحالية وأيضا مكان كأس القارات للمنتخبات التي تسبق اقامة نهائيات كأس العالم بعام. على ان يشارك فيها كل الأبطال ووصافائهم في المواسم الأربعة الماضية باختلاف أعداد الفرق من مختلف القارات، لكن مع اعتراض الاتحاد الأوروبي (يويفا)، قرر التحديث على ان تقام بمشاركة 24 فريقاً سنوياً في كل صيف بدءاً من 2019 في الصين، لكن أيضا مع اعتراض اليويفا، قرر بدء تطبيق النظام الجديد في صيف 2021، لكن مع تفشي وباء كورونا، الذي قاد الى تأجيل العديد من المسابقات الكبرى، على غرار «يورو 2020» و«كوبا أميريكا» بالاضافة الى أولمبياد طوكيو الى الصيف الماضي، فان الفكرة لن ترى النور الا في 2023 مع اقامة نهائيات كأس العالم في قطر في نهاية العام الجاري.
الأمور تسير الى حل يرضى كل الأطراف، ما عدا اليويفا، التي ستتضرر مسابقاته، كدوري الأمم، لكن الأمر كله يتعلق بالأموال، وقيمة المداخيل التي وعد الفيفا ان يحصل كل مشارك في البطولة المستقبلية أضعاف ما يتقاضاه بطل النسخة الحالية والذي لم يزد على 5 ملايين دولار فقط.
أسمح لي بالاختلاف معك، حيث لا يوجد مفهوم عدالة، على أرض الواقع يا (خلدون الشيخ)، تعليقاً على مقالك المهم بعنوان (مونديال الأندية ينتظر العدالة أكثر من المداخيل!) والأهم هو لماذا، وما دليلي على ذلك؟!
لأن على أرض الواقع، جائحة كورونا، فرضت على طوكيو (أولمبياد 2020)، وفرضت على بكين (أولمبياد 2022)، مفاهيم جديدة في معنى المنافسة، من أجل الحصول، على شرف تنظيم أي سباق، في أي نوع من أنواع الرياضات، خصوصاً بعد طرد اللاعب (الصربي) من (أستراليا) وبطولة التنس، لرفضه أخذ اللقاح، رغم كونه بطل العالم، في هذا المجال.
ثم ظهرت هناك إشكالية أخرى، من هذه الجائحة، هل أي إتحاد، من أجل خلق إيرادات لأهل (المهنة)، أم إيرادات للإتحاد (نفسه)، خصوصاً، مع فرض قيود على (الحضور) أو حق البث، أو حتى (الإعلانات)، هنا؟!
أي هل تدوين لغة القانون هو للتنظيم، أم هو من أجل الاستعباد، لزيادة الإيرادات لممثلي الإتحاد أو السلطة والحوكمة في أي مجتمع أو دولة؟!??
??????
تم إفساد كرة القدم ومتعتها بالاموال والبطولات الكثيرة والتي كثير منها ليس له أي معنى أو هدف سوى جني المزيد من المال