الدوحة: قبل أيام من انطلاق منافسات كأس العالم لكرة القدم المرتقب في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، تؤكد قطر جاهزيتها الكاملة لاستقبال جماهير البطولة وتوفير أماكن الإقامة اللازمة لهم.
ويأتي ملف الإقامة والسكن على رأس الملفات المهمة التي أولتها الجهات المعنية في قطر الأولوية، حيث أكملت الفنادق استعداداتها لاستقبال زوار ومشجعي بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، لتتوشّح مرافقها بملامح المونديال.
تؤكد التوقعات أن الفنادق ستشهد مستويات إشغال كاملة (100 بالمئة) على وقع ارتفاع وتيرة تدفقات السياح والزوار إلى قطر قبل وخلال فترة البطولة الأبرز دوليا.
وفي هذا الإطار بلغت تجهيزات الفنادق ذروتها، حيث حشدت قواها العاملة وقدراتها اللوجستية لاستقبال الزوار، وبالتزامن مع ذلك سجّلت حجوزات الفنادق مستويات قياسية مع اقتراب انطلاق المنافسات.
ومع استمرار العد التنازلي لانطلاق البطولة، اقتربت مبيعات تذاكر كأس العالم FIFA قطر 2022 من 3 ملايين تذكرة.
وتصدّرت دول قطر والولايات المتحدة والسعودية وإنكلترا والمكسيك والإمارات والأرجنتين وفرنسا والبرازيل وألمانيا، أعلى معدلات الطلب على التذاكر.
وتنطلق البطولة في 20 نوفمبر بمباراة الافتتاح بين منتخبي قطر والإكوادور على ملعب “البيت” في أول مونديال كروي يقام في الشرق الأوسط والعالم العربي.
وعلى مدى 29 يومًا، ستشهد البطولة 64 مباراة، على أن يسدل الستار على المنافسات في 18 ديسمبر/ كانون الأول، تزامنًا مع اليوم الوطني لقطر، في ملعب “لوسيل” الذي يتسع لـ80 ألف مشجّع.
ولا تقتصر خيارات إقامة الضيوف على الفنادق بفئاتها المختلفة، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء القطرية (قنا)، بل تتوفر شقق ووحدات سكنية موزعة داخل البلاد، وفِلل وقرى المشجعين وبيوت العطلات التي تضمّ الكثير من الخيارات الترفيهية، إلى جانب سفن سياحية ومراكب توفر أكثر من 5 آلاف غرفة فندقية عائمة.
وأتاحت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الفرصة أمام المواطنين والمقيمين في قطر، لاستضافة ذويهم وأصدقائهم خلال البطولة.
ودعت المشجعين القادمين إلى قطر لحضور مباريات المونديال لتقديم طلبات للحصول على بطاقة “هيا” الرقمية، التي تعد بمثابة تصريح دخول إلى قطر، وتتيح لحاملها مجموعة من المزايا من بينها استخدام وسائل النقل العام مجاناً في أيام المباريات.
ومؤخرًا أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن توفر أكثر من 70 ألف ليلة فندقية إضافية لضيوف قطر، خلال فعاليات الحدث العالمي.
هذه المؤشرات تعكس بوضوح نموّ قطاع السياحة والضيافة بالسوق القطري بوتيرة متسارعة.
في السياق ذاته، تزايدت وتيرة عروض السكن والإقامة للمشجعين وزوار قطر مع الأخذ في الاعتبار توفّر كافة الخيارات والأسعار.
وفي هذا السياق دعت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المشجعين لمتابعة منصة وكالة قطر لأماكن الإقامة بشكلٍ منتظم، حيث ستجري إتاحة مزيد من الفنادق وآلاف الغرف الإضافية قبل انطلاق المونديال.
وأشارت إلى أنه بإمكان المشجعين حجز الغرف التي تبدأ أسعارها من 120 دولارًا أمريكيا في الليلة الواحدة للفرد في غرفة مزدوجة، من خلال منصة وكالة قطر لأماكن الإقامة، فيما تتنوع فئات الفنادق المخصصة لخدمة زوار البطولة من نجمة واحدة إلى 5 نجوم، وتشمل سلاسل فنادق عالمية وأخرى محلية.
قبيل انطلاق المنافسات بأيام قليلة، كشفت “قطر للسياحة” (مؤسسة حكومية) عن افتتاح أكثر من 20 فندقا ومنتجعا ووجهة سياحية جديدة في البلاد.
وأكدت أن هذه المعالم السياحية ستكون جاهزة لاستقبال المشجعين، كما أن عام 2022 يمثل عامًا غير مسبوق في مسيرة تطوّر البلاد وتحوّلها إلى وجهة سياحية عالمية، وتطلعها إلى زيادة عدد زائريها إلى 6 ملايين زائر سنويًا بحلول عام 2030.
وتتولى “قطر للسياحة” مسؤولية المساعدة على تطوير السياحة في قطر من خلال الهيكليات والسياسات الجديدة، على اعتبار أن قطاع السياحة فريدٌ لاعتماده على قطاعات أخرى من أجل تحقيق النجاح.
بحسب الخبير السياحي علي صبري، فإن “فنادق قطر جاهزة لاستقبال زوار ومشجّعي بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022”.
ونقلت “قنا” عن صبري قوله، إن الفنادق مستعدة من حيث تجهيزات الغرف وتوفير الاحتياجات اللوجستية من المأكولات والمشروبات وأدوات النظافة والتعقيم، كما درّبت كوادرها جيدًا للتعامل مع الضيوف وتلبية احتياجاتهم.
وتابع: “يوجد تعاون وتنسيق بين الفنادق والجهات المختصة بالدولة فيما يتعلق بتأمين الاستعدادات اللوجستية وتوفير كافة احتياجات الفنادق من المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى، لتزويد الفنادق بكل ما تحتاجه وبشكل مستمر وفي أية لحظة.
وحول المستويات السعرية للحجوزات لفت صبري، إلى أن الأسعار متفاوتة وحسب تصنيف الفنادق والخدمات التي يتضمّنها الحجز، لافتًا إلى تدرّج القيمة السعرية من نجمة واحدة إلى 5 نجوم.
ولفت إلى “تضمين بعض الفنادق لخدمات كاملة ووجبات فطور وغداء وعشاء، ومواصلات من وإلى المطار، وأماكن الترفيه والسياحة والاستادات (الملاعب)، وغيرها من الخيارات المريحة والممتعة”.
وأشار صبري إلى “توافر غرف تناسب معظم مستويات الدخل للمشجعين والزوار”، كما نوّه إلى أن “الخيم الصحراوية والفنادق العائمة جميعها ضمن الخيارات التي يمكن الوصول إليها بكل يسر وسهولة”.
وفي سياق تعدد الخيارات المتاحة للإقامة، قال المهندس محمد عبدالله الملا، المدير التنفيذي لميناء الدوحة القديم، إن “الميناء سيستضيف 3 فنادق عائمة خلال المونديال، تتسع لاستضافة ما يقارب 12 ألف شخص”، مشيراً إلى إمكانية “حجز غرفها من خلال منصة الإسكان الخاصة بالمونديال”.
وأوضح في تصريحات لـ”قنا” أن “الفنادق العائمة ستصل أيام 10 و14 و18 نوفمبر الجاري، وهناك حجوزات من خلال المنصة الرسمية، ويتم طرح عدد من الغرف تواليًا”.
ولا تقتصر أماكن الترفيه على الفنادق وحسب، إنما تشمل المعالم السياحية الجديدة أماكن للترفيه وشواطئ ونوادي ودُور فنون وثقافة ومتاجر تسوق، وفنادق ومنتجعات جديدة، فضلاً عن مراكز للتسوق ومتاحف ومتنزهات ترفيهية.
وتأتي معالم ووجهات الجذب الجديدة التي تمّ تدشينها خلال العام الجاري، ضمن سلسلة المشاريع السياحية لتلبية احتياجات المشجعين وزوار قطر من أماكن للترفيه والسكن والتسوق، بجانب توافر منافذ الأطعمة والمشروبات.
وتم تحديد مجموعة واسعة من خيارات الترفيه التي تم إعدادها خصيصًا للمشجعين والزوار خلال البطولة، حيث يستضيف مهرجان FIFA للمشجعين الذي يقام على كورنيش الدوحة، ما يصل إلى 40 ألف مشجّع كلّ يوم خلال أيام البطولة.
وسيكون حضور المهرجان مجانيًا، وستُعرض خلاله المباريات بشكل مباشر على شاشات عملاقة، كما سيشهد استضافة فنانين مشهورين عالميًا، وأنشطة كرة قدم مميزة، وعروضًا متنوعة وألعابًا نارية.
وأبرز معالم الترفيه التي عملت “قطر للسياحة” على تطويرها أو استحداثها: جزيرة المها، لوسيل ونتر وندرلاند، درب لوسيل، جزيرة قطيفان الشمالية، نادي كورنثيا لليخوت، ويست ووك، شاطئ 974، شاطئ لا مار، شاطئ مكاني، متحف الفن الإسلامي الذي سيعاد افتتاحه، ومتجر برانتان الدوحة الذي يُفتتح لأول مرة خارج فرنسا.
(الأناضول)