لندن-“القدس العربي”: في حين كانت الذاكرة الجماعية لسكان محافظة تعز، جنوب اليمن، تربط ذكريات القمع وسوء الإدارة باسم “صالح” الذي أثار لزمن طويل مشاعر العداء من قبل سكانها، يقول موقع “ميدل إيست آي” في تقرير نشره، اليوم الأحد، إنه ينضم الآن فقراء المحافظة إلى مسلحي طارق صالح، ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والذي يعتبره الكثيرون، لا سيما، أهالي تعز، أنه مسؤول عن مئات القتلى في المحافظة. وأشار التقرير إلى أن السبب الوحيد الذي يدفع بأهالي المحافظة إلى الانضمام لصفوف صالح هو المال، وبالتحديد المال الإماراتي. ويذكر التقرير إن لصالح أعداء كثر في المحافظة، لا سيما في صفوف حزب الإصلاح، الذي يمول من قبل السعودية وفي الوقت ذاته يعد عدواً للإمارات.
وأشار التقرير إلى أن طارق متهم بقيادة حملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين عام 2011، ثم خدم في صفوف قوات عمه كرئيس مخلوع في عام 2014 حتى تم قتله من قبل الحوثيين بعد محاولته الانقلاب عليهم والانضمام إلى صفوف القوات الحكومية والتحالف بقيادة السعودية والإمارات عام 2017.
وبعد ذلك، قام طارق بجمع قوات عمه، ممولا ومسلحاً من قبل السعودية والإمارات لإنشاء قوات المقاومة الوطنية والمؤلفة بشكل أساسي من أعضاء الحرس الجمهوري سابقاً. ولم يكن صالح محبوب في تعز، وكان نشاطه يقتصر على الساحل الغربي. أي في الحديدة وعلى مقربة من المخا. إلا أنه في الآونة الأخيرة تتزايد أعداد قواته في تعز إذ جذب ارتفاع الرواتب التي يقدمها العديد من شبان المنطقة. ويذكر التقرير أنه رغم ذلك، بقيت العداوة والمنافسة بين صالح وحزب الإصلاح ثابتة لا تتغير، رغم كونهم جزء من الحلف ذاته.
ويذكر التقرير أن راتب المقاتل في قوات المقاومة الوطنية تزيد 10 أضعاف عن رواتب المقاتلين في الجيش اليمني. وتابع أنه جذب الراتب المرتفع المقاتلين في صفوف القوات التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي من مغادرة مناطق سيطرة الحوثيين والانضمام إلى قوات صالح.
وأفاد التقرير إلى أن المقاتلين في المقاومة الوطنية التي استبدلت القوات السودانية والإماراتية في الساحل الغربي، يحصلون على رواتبهم بالريال السعودي، في حين يتلقى المقاتلون في القوات الحكومية رواتبهم بالعملة المحلية.
وأشار التقرير إلى أن انتهاء المعارك بين قوات الإصلاح وقوات صالح، اليوم الأحد، علماً أن الإصلاح هو ممثل الحكومة في تعز إلا أنه لم يتمكن من فرض قراراته على جميع الجهات، ولكن في المقابل، أكدت مصادر من المنطقة لـ”ميدل ايست آي” أن قوات طارق صالح غير مرغوب بها ولا تملك أي سلطة للبقاء في تعز، مؤكدين أن أموال الإمارات هي التي تدمر تعز والبلاد بأكملها.
نقل الموقع عن أحد المقاتلين في صفوف الشرطة التابعة لحزب الإصلاح قوله: “نحن نعتبر قوات طارق ميليشيات لأنها ليست موالية لحكومة هادي”، متابعاً: “إذا كان هدفهم قتال الحوثيين فبإمكانهم العودة إلى الساحل الغربي بدل الانتشار في تعز”. وأكد أحمد أنه رغم الرواتب العالية، المواطنون يرفضون وجود مقاتلي المقاومة الوطنية في قريتهم إلا أنهم يخافون منهم ولذلك لا يعلنون ذلك جهرا.
واعتبر أحمد أن أموال الإمارات هي التي دمرت تعز، إذ نجحت في تقسيم الجيش. وختم قائلاً: “الكثيرون فقدوا وظائفهم، وانتسب بعضهم للقوات المدعومة إماراتياً بحكم الحاجة”.