برلين ـ «القدس العربي»: بمناسبة مرور ربع قرن على سقوط جدار برلين، وجهت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل أمس الاحد كلمتها للألمان و للعالم بأسره معتبرة أن سقوط الجدار هو اشارة على أن الأحلام يمكن أن تصبح حقيقة وبأنه يمكن تغيير الامور دائما نحو الافضل.
وقالت ميركل أن سقوط الجدار ما هو الا إشارة أرسلها الأمل، لكي يخبرنا بأنه يمكن تحسين حياتنا للأفضل، وبأن الاوضاع القاسية في أوكرانيا والعراق وسوريا وفي أماكن أخرى في العالم تتعرض للقمع وتحكمها الديكتاتورية لن تبقى للابد، وأقول للسكان هناك الذين يطالبون بحريتهم وبحقوقهم هناك أمل. وكما سقط جدار برلين ستذهب مشاكلكم.
وعمت الاحتفالات مدينة برلين حيث كان سقوط الجدار بداية النهاية للحرب الباردة وتقسيم المانيا، واختار المشرفون على الحفل عمل فني تقدم به الاخوان كريستوفر ومارك باودر لاعادة بناء جدار برلين مرة أخرى ضوئيا، حيث وضعت سبعة آلاف بالونة مضيئة في أماكن وجود جدار برلين، وتم اغلاق بعض من الطرقات الواصلة بين الشرق والغرب ليشعر السكان في الواقع القاسي الذي عاشته المدينة وقت التقسيم، وتم اطلاق البالونات مساء حيث من المفترض أن تصل الى الدول المحيطة بالمانيا كبولندا شرقا وبحر البلطيق والدنمارك شمالا. وستطلق اولى البالونات من بوابة براندبورغ والاخيرة من جسر جادة بورنهولمر نقطة العبور الاولى بين برلين الشرقية وبرلين الغربية التي فتحت في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989
وخلافا للذكرى العشرين لم يدع اي رئيس دولة او حكومة حالي للمشاركة في الاحتفالات بغية التركيز بشكل افضل على تكريم الشعب، إلا أن ميخائيل غورباتشيوف (83 عاما) اخر زعيم للاتحاد السوفياتي والذي ينسب اليه بشكل واسع انه اتاح الفرصة لتحقيق الوحدة الالمانية كان موجودا، حيث جرت العادة أن يكون دائما في لائحة كبار الزوار.
كما أن مشاركة المايسترو الاسرائيلي الارجنتيني دانيال بارنبويم (وهو من أشد المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني وصديق مقرب للراحل ادوارد سعيد) أضفت على الحفل بهجة كبيرة للسمعة العالمية التي يحطى بها هذا الفنان. وتوجه العديد من سكان برلين الى موقع الجدار السابق مع حلول الظلام حاملين مصابيح علقت على جباههم لاتباع مسار الجدار الذي كان يحيط ببرلين الغربية على مسافة 155 كلم ليجعل منها مدينة جزيرة في قلب ما كان يسمى بجمهورية المانيا الديموقراطية.
من ناحية أخرى كشفت تقارير اعلامية ألمانية بأن وقت سقوط جدار برلين، مساء التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989 ،كانت انغيلا ميركل، المستشارة الالمانية اليوم، موجودة في نادي الساونا ببرلين الشرقية وتحلم بالذهاب الى برلين الغربية لتذوق المحار.
وأفضت ميركل بكلامها خلال لقاء جمعها مع طلاب من مدارس برلين بمناسبة احتفالات سقوط الجدار، وقالت ميركل «يوم الخميس، دائما ما كنت اذهب الى الساونا مع احدى صديقاتي، وحين سقط الجدار كنت بالساونا، وكنا نتكلم عن برلين الغربية وقلت بأن طعم المحار في فندق كمبينسكي» الفخم في برلين الغربية سيكون لذيذا بالتأكيد».
وقبل ان تذهب الى الساونا في ذلك المساء، اتصلت بوالدتها التي تعيش على بعد 80 كلم شمال برلين وقالت لوالدتها على الهاتف «انتبهي يا امي، شيء ما يحصل اليوم». اقفلت الخط وذهبت الى نادي الساونا. فقد تناهى الى مسمعها للتو أن الالمان الشرقيين باتوا يتمتعون بحرية السفر. والجدار يسقط، لكن احدا لم يصدق بعد. واعترفت ميركل «لم افهم فعلا ما كان يقال. وكانت عائلتها تتندر بالقول بأن»هذه طرفة».
ولدى عودتها الى المنزل، قالت «رأيت الناس الذين يتوجهون» نحو نقطة العبور التي تبعد مئات الامتار فقط عن منزلها. وذكرت ميركل «كنت وحدي لكني رافقت الجماهير، وفجأة وجدنا انفسنا في الشطر الغربي من برلين». وشربت انغيلا ميركل اول كأس بيرة المانية غربية في شقة لا تعرف مستأجريها ثم عادت مسرعة الى منزلها.
الا أن ميركل أعترفت أمام الطلبة بأن حلمها لم يتحقق ، وبأنها لم تذهب أبدا لتناول المحار في فندق كمبينسكي مع والدتها كما كانت تتمنى دون أن تذكر السبب.
علاء جمعة
صحيح أن المايسترو الإسرائيلي الأرجنتيني دانيال بارنبويم من أشد المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني، ولكنة أيضًا من أشد الداعمين للصهيونية العالمية، على الرغم من عنصريَّتها وشوفينيَّتها المتخفِّيتين تحت ستار شكلٍ متطرفٍ من أشكال القومية الاجتماعية، المقابل اللغوي الحرفي للنازية.
وهذه الازدواجية الموقفية والمبدئية ستظلُّ تثير العديد من إشارات الاستفهام غير المريحة حول موسيقار من مستوى دانيال بارنبويم، كما هي الحال تمامًا في ازدواجية الشاعرين ت. س. إليوت وإزرا باوند (وأمثالهما من الغربيين)، وازدواجية الشاعر أدونيس والكوميدي دريد لحام (وأمثالهما من العرب)!!!
احسنت يا اخ يقظان، ا الطائفية، فمن التجني بمكان ان يقارن هولاء ال… حتى ولو كان مع أرذل الصهاينة.