تونس ـ «القدس العربي»: تمكن اثنان وأربعون نائبا يمثلون مختلف المدن الليبية من عقد اجتماع مغلق في أحد الفنادق في طرابلس، أمس الخميس، لبحث وضع لائحة داخلية تنظم الاجتماعات المقبلة لمجلس النواب. وحضر جلسة البرلمان، المُعطل منذ سنة 2014 بسبب الصراع بين سلطة القائد العسكري للمنطقة الشرقية خليفة حفتر، وحكومة الوفاق الوطني في الغرب، برئاسة فائز السراج، عمداء بلديات وأعيان من المنطقتين الغربية والوسطى. ويعترف المجتمع الدولي بمجلس النواب الذي يرأسه عقيلة صالح المؤيد لحفتر، لكنه لا يعترف بـ«الحكومة المؤقتة» برئاسة عبد الله الثني التابعة له، والتي تتخذ من مدينة البيضاء (شرق) مقرا لها.
كلمات للنواب تطالب بوقف هجوم حفتر…و345 قتيلا حصيلة المعارك
وأوضح النائب عن طرابلس حمودة سيالة في تصريحات إلى «بوابة الوسط» الليبية أن اجتماع أعضاء من مجلس النواب أمس في طرابلس، وهو الأول منذ سنوات، خُصص لبحث وضع لائحة داخلية للمجلس، تنظم الاجتماعات المقبلة لأعضائه. وأضاف أن الكلمات التي ألقيت في الاجتماع المغلق «أكدت على ضرورة وقف الحرب وانسحاب قوات حفتر من محيط العاصمة طرابلس». وأفاد سيالة أن النائب الصادق الكحيلي اختير رئيسا للجلسة، ومن المقرر أن يعقد المجلس جلسة أخرى الأحد المقبل، سيُخصصها لحلف اليمين الدستوري من قبل النواب المقاطعين للمجلس.
ميدانيا أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، أمس الخميس، أنّ الفرق التابعة للجهاز أخرجت عددا من العائلات العالقة قرب الاشتباكات جنوب طرابلس. وبثت الصفحة الرسمية للجهاز على موقع «فيسبوك» أنّ فرق الإنقاذ والطوارئ التابعة له قامت بإخراج عائلات كانت عالقة في منطقة القبايلية في عين زارة، لكنها لم تُعط تفاصيل عن عدد تلك العائلات ولا عن وجهتهم بعد الخروج من طرابلس، التي تُعتبر أكبر تجمع للنازحين في ليبيا. كما أعلن الناطق باسم جهاز الإسعاف أسامة علي أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من توفير ممرات آمنة لخروج بعض العائلات العالقة في أماكن الاشتباكات جنوب طرابلس.
وأدى استمرار المعارك على مقربة من الأحياء السكنية إلى سقوط مزيد من الضحايا، إذ تحدثت منظمة الصحة العالمية أمس عن مقتل 345 شخصا وإصابة 1652 آخرين في معارك طرابلس، بالإضافة إلى نزوح نحو تسعة وثلاثين ألفا، غالبيتهم من المدنيين. وأفاد سكان في طرابلس تم التواصل معهم بالهاتف أن الدوائر الوزارية لحكومة الوفاق الوطني تمارس نشاطها بشكل عادي، وخاصة في مجال التكفل بالجرحى، إلا أن الأمم المتحدة نبهت في بيان صحافي إلى أن «الأعمال العدائية تؤثر على المنشآت الطبية والعاملين في المجال الصحي»، مشيرة إلى مقتل أربعة منهم منذ بداية أعمال العنف، كما أكدت أن 11 سيارة إسعاف تضررت جراء المعارك.
سياسيا دخلت ألمانيا بقوة على خط الأزمة الليبية، من خلال تأكيد المستشارة أنغيلا ميركل على ضرورة أن تتبنى أوروبا موقفًا مشتركًا حيال الأزمة الليبية «التي سهلت بروز مجموعات مسلحة في منطقة الساحل» على ما قالت. وطالبت ميركل التي كانت تتحدث أمام طلاب جامعة واغادوغو أمس الخميس، في إطار جولة قصيرة على دول الساحل، الجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد حفتر بإيقاف الأعمال العسكرية في المنطقة الغربية (طرابلس).