نشرت قبل أيام على «إنستغرام» صورة لي ولابنة أخي الرضيعة، أجدد أعضاء العائلة، على خلفية لشجرة الكريسماس مهنئة بالأعياد المجيدة. جاء أحد التعليقات يقول «نتمنى نشوفج دكتورة تهنين المسلمين في راس السنة الهجرية»، ليثير التعليق في نفسي فكرتين، الأولى خاصة بالكيفية التي يرانا الناس بها ويحكمون علينا من خلالها، والثانية بالصفة الوعظية التي يحملونها لأنفسهم ويفرضونها على غيرهم وإن كان بألطف الطرق.
لماذا يا ترى افترض المعلق، وأنا لا أعرفه شخصياً، أنني عادة لا أهنئ برأس السنة الهجرية؟ والأهم، لماذا يتمنى أن أهنئ أنا بهذه المناسبة؟ ما الذي يعنيه له أو للعالم الإسلامي تهنئتي أنا بالمناسبة هذه؟ ما قيمة هذه التهنئة أصلاً إذا ما قدمتُها بناء على «تمني» أحد القراء أو درءاً للحرج أو محاولة لإثبات حياديتي؟ أي معنى للتهنئة، للمديح، للتعبير عن المحبة والاحترام، إذا أتت كلها لا بطريقة طبيعية صادقة نابعة من الذات وإنما بطلب من الآخرين أو إحراجاً منهم؟
يقول د. علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين: «يعتقد الواعظون أنهم كلما غالوا في وعظهم وصعدوا في نصائحهم إلى أجواز السماء كان ذلك أدعى إلى تحسين أخلاق الناس وإلى السمو بها. فهم يظنون أن الواعظ بتحليقه هذا يستطيع أن يرفع أخلاق الناس معه. كأن الأمر عندهم يشبه أن يكون سحباً آلياً نحو الأفق الأعلى. فهم يسحبون والناس من تحتهم يرتفعون» (75). بغض النظر عن نسبية صحة الموعظة أصلاً، من المثير للتفكير اهتمام الأفراد بالفعل الوعظي في أساسه، على اعتبار أنه جذر فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما يحوله إلى واجب على كل متدين. وفي حين أن الوعظ يفترض منه إفادة الآخرين، إلا أن المتحقق منه في الغالب هو تضخيم أنا الواعظ وتعزيز فكرة «ارتفاع» شأنه عند الآخرين من خلال قدرته على «رفعهم» معه إلى درجات أخلاقية أعلى. هنا يجب ملاحظة أن الوردي في تحليله المقتبس أعلاه لربما يقصد الوعاظ «الرسميين» مثل مثلاً خطباء المساجد أو شيوخ الدين، إلا أن توصيفه ينطبق على كل أفراد مجتمعنا المتدين تقريبأً والذين يرون بضرورة مشاركتهم في هداية الآخرين وتوجيههم الطريق الصحيح عن طريق الوعظ المستمر.
يقول الوردي إن هؤلاء الوعاظ «كأنهم يتصورون بأن تقويم الأخلاق أمر يشبه المساومة في شؤون التجارة» (75) وذلك من حيث رفعهم قيمة سلعتهم الأخلاقية عالياً بما يفوق قدرة «الموعوظين». ويكمل شرحه للفكرة قائلاً إنه «نسي هؤلاء بأن الأخلاق البشرية ليست كالبضائع التي تباع وتشترى. فالطبيعة البشرية لها نواميسها التي لا يمكن تخطيها، ومن خالف في وعظه تلك النواميس كان كمن يحرض الناس على العصيان. والإنسان حين يرى الهدف الخلقي بعيداً عنه بعداً شاسعأً يتملكه اليأس ويأخذ عند ذلك بإهماله والاستهتار به» (75). هنا يشير د. الوردي إلى أن صعوبة «القدوة الخلقية العالية» تجعلها كعنقود العنب الذي بعد أن حاول الثعلب مراراً وتكراراً التحصل عليه لم يستطع، بادر قائلاً: «إنه على أي حال عنب حامض!» (76) وعليه، فإن فرض الوعظ «المثالي»، مع التحفظ على معنى مثالي والأخذ بعين الاعتبار نسبيته، سيكون له في رأي الوردي أثر معاكس. يقول الوردي ضارباً مثلاً حول ذلك بأن «فلاسفة التربية الحديثة يشجعون تلاميذهم على الرقص واللعب والضحك، وعلى تعاطي الغرام في وضح النهار، ولسان حالهم يقول: ارقصوا في النور ولا ترقصوا في الظلام. وهم بهذا نصحوا بأمر يسير لا يصعب تنفيذه. أما وعاظنا فقد أنذروا بعذاب الله كل من يحب أو يرقص حتى ولو كان كالطير… يرقص مذبوحاً من الألم. وتراهم يأمرون الناس بالتزام الوقار والسكينة وخمود الأنفاس، غير دارين بأن هذا الوقار المصطنع سوف يخفي وراءه رقصاً نفسياً من طراز خبيث» (76).
مما لا شك فيه أن التعالي على الناس بالوعظ المثالي يصيبهم باليأس، مثلما هي دافعة لليأس فكرة استحالة أن يخلو إنسان من ذنب أو خطيئة وأنه على ذلك، كل البشر واصلون النار بدرجة أو بأخرى ولمدة أو لأخرى قبل أن يصل المستحق منهم للجنة. مثل هذه الأفكار التي يفترض أن الغرض منها هو تحفيز الخوف الدافع للطاعة وتنفيذ الأوامر الوعظية المثالية، هي في الواقع تأتي بنتائج عكسية من حيث تثبيط الهمم وتثبيت اليأس من إمكانية تحقيق المطلوب، وبالتالي تفادي العذاب. أحياناً يكون نتاج هذا الوعظ أبعد من تحفيز اليأس فقط، وقد يؤدي في الواقع إلى تحريك الشرور والدفع بها لملأ الفراغ الذي يترك غياب الأمل من القلوب في تحقيق المطلوب والوصول للصورة الخيرة المرضية للرب كما يصفها الوعاظ، ما يحقق نتائج ليست عكسية فقط، ولكن متضادة ومدمرة كذلك.
وكأني قد ابتعدت كثيراً عن الفكرة الأولية التي دفعت للذاكرة بكلمات الدكتور علي الوردي، فالوعظ اللطيف الخفيف الذي تلقيته من الشخص الكريم من خلال «إنستغرام» لم يكن بكل تأكيد عسيراً أو على درجة من المثالية المستحيلة، إنما كان بكل بساطة غير لائق اجتماعياً (فهو وعظ عوضاً عن أن يهنئ) وهو غير لائق شخصياً (فأنا لا أعرف الشخص وهو لا يعرفني، وليس هناك ما يستدعي أن يفترض هو صورة لأسلوب حياتي الاجتماعية، كما وليس هناك أي مبرر أو صلة اجتماعية توعز له تقديم نصيحة أو موعظة بدت متطفلة متصنعة تود أن تشير إلى تقوى الواعظ أكثرمن الاهتمام بمصلحة الموعوظ).
يبقى السؤال، لو أنني هنأت بالسنة الهجرية المقبلة، هل سيكون للتهنئة قيمة حقيقية لدى هذا الرجل؟ هل ستكون لها أهمية؟ هل ستغير فكرته عني؟ هل سيتصورها خالصة حقيقية أم فقط لإثبات موقف ودرء تصور؟ أي نتيجة من هذه الموعظة تحققت هنا عدا إزعاج القراء بهذا المقال؟
رغم اني مش من عشاق تويتر لكن حافتح حساب علشان اتواصل مع تغريداتك.. شكرا على مساهماتك التنويرية في مجتمعاتنا البائسة
*الاخ ابن الوليد : جمعة طيبة وعظم الله اجرك بالكاتب شحرور هذا من باب ادب الخلاف
*٢. متى وانا اطلب منك ان تخبرني اين ورد لي حرف واحد فيه تكفير وتهديد؟ ومن اخبرك انني سابيت ودموعي على مخدتي ان واتهمني احد بمثل هذه التهم !! هل هي الحاجة الملحة الى تنميط المختلف عنا عبر اتهامات بانه يهدد ويكفر على طريقة مصطلح الارهاب الذي البس للمسلمين من قبل اكبر دولة ارهابية !فقط لانه يناقشنا علميا !! قديييييييمة وخشبية !هههه
* النزوع الى اتهام اشخاص لا يحنون رؤوسهم لاي فكرة تطرحها ويناقشونك نقاشا منقطا علميا ويناقشون د ابتهال وغيرها بالمناسبة ولا يرهبهم الارهاب الثقافي هو عمل يرقى الى رتبة الارهاب الثقافي حسنا تنتقديننا بشدة فلنقل انك تكفيرية هذه هي التهمة الرائجة في سوق الافلاس الفكري والمنطقي
! اتهام الاشخاص بدلا من مناقشة الافكار يدل على انك تحتاج فنجان قهوة لتهدأ !وعموما انت معزوم على فنجان شاي فلسطيني بالميرامية فقط لتستعيد ذاكرتك جيدا وانصحك ان لا تضيع وقتك في مناقشة ( واعظة تكفيرية ) عموما شكرا لانك جعلتني اقهقه وانا غارق في الانفلونزا وبدا لي صوتي كصوت عصفور بح صوته !
أخت غادة، هل تريدين مني أن أكتب لك أسطر فارغة .. انا كتبت “بين السطور” و ها انت قد قفزت مرة أخرى ?
.
عضم الله أجرك كذلك و جميع المسلمين في الفقد محمد شحرور. فأنت تعرفين ما قدمه للإسلام و كيف أن القرائة
الفقهية الموجودة عصية على التطور .. حتى إن اتبث للفقهاء أن واحد زائد واحد يساوي اثنين فعلا .. تراهم لا يريدون
هذه المعرفة .. لان ابن فلان قال عن ابن فلان .. سيأتي الرويبضية دات عصر .. و سيتبثون لكم أن واحد زائد واحد تساوي اثنين.
.
ان أحببت أن اعطيك أمثلة من بين السطور فانتظري .. سأفعل على المباشر في مناسبة قادمة، فلا يمكن لكم أن تتخلوا على هذا ..
*اخ صفاقسي ! مساء الخير
**الذي جرم من يعظ الناس هو د ابتهال وليس انا!
*انا عندما اناقش هنا منسجمة مع نفسي تماما فلا ارى التنظير لفكرة ما جريمة !لكن ان تمارس مواعظك على الناس دهرا ثم تكتب مقالا تتهم فيه من يقوم بنفس العمل على الضفة الاخرى بانه مستعل وتحاول تنميط كل مصلح على انه يدعو الى مثالية يخونها وانه مستعل فهذا تعبير عن ازمة نجاح في مواجهة الفكر الديني !
*ان تحاول تنميط الاخر المختلف على انه مستعل ان نظر لفكره وان تسمح لنفسك في ذات الوقت بممارسة ذلك فهذا احتكار وتمييز يتوجب تذكيرا بان حضرة الكاتبة مع حفظ الالقاب تفعل ذلك طوال الوقت فلماذا تتحمله من غيرها وتحاول تنميطه انه نوع من الاستعلاء وتتجاهل دور المصلحين العالميين في دائرة الاسلام وغيره !
..يتبع لطفا
يا غادة …
أنا لم أذكر في تعليقي الأول الموجه لك كلمة جريمة أو مجرم …أنا قلت فقط إن مواعظك الأسبوعية أكثر من مواعظ الكاتبة.
اسمحي لي بالقول إنه قد تبين لي من خلال تعليقاتك الكثيرة أن الحماس والعاطفة الجارفة وعدم تشغيل الحاسة النقدية هي التي تقودك لفهم ما تقرأينه والشك في نوايا وعقيدة من يخالفك ، وهو ما لا يليق بك وأنت كما يبدو في ريعان الشباب.
يا غادة أنت تتمنين أن يمتثل الآخرون ويتطابق فهمهم للدين مع فهمك له ، لذلك العالم كله محصور في ذهنك في ثنائيات متضادة: متدين أو علماني ، مؤمن أو كافر ، دار الكفر أو دار الإيمان..الخ ، والعالم كما خلقه الله أوسع بكثير من هذه الثنائيات الضيقة.
يا غادة يا عزيزتي … الدين للديان والناس مذ خلقوا وهم مختلفون في أمورهما وفي فهمهما ، ولو كانا واضحين وضوح الشمس لاتفق البشر عليهما.
حفظ الله لك يا غادة شبابك ومتعك بوافر الصحة.
اخي صفاقسي اولا شكرا لروحك الاستيعابية ولك ان تقيم ما تشاء وهذا خقك لكني فقط بينت وجه احتجاجي على الكاتبة انها تنهى عن الوعظ والتبشير الفكري وتعطي الحق في ذلك لنفسها
٢. اخي صفاقسي لا اقسم العالم بتاتا كما تظن لا يوجد في الدنيا ابيض واسود فقط نحن في رحلات الاعتناق نتقلب في التساؤل نتبنى دهرا فكرة ونتركها في شجاعة ضمير ان تبين لنا اعواجاجها ..هذا هو الانسان خليط من افكاره وانتقاداته وحسه الروحي وبصمته الثقافية التي حتما ستلون شيءا ما فيه باتجاه التمرد عليها او اعتناقها او المزج في اخذ بعض وترك بعض عمري ٤٥ عاما وحماسي ليس عيبا فانا اراه حقا فعلا وارى ان علي ان اسكت ان ظلمت فكرة ما واسأل حتى اخي العزيز عبد الرؤوف انا لست درزية ظلم اخدهم الدروز بوصف ليس صحيحا بتاتا فلم ابتلع كلامه بالصمت رغم كونه من نفس العائلة الروحية والفكرية التي انتمي اليها ان نقول ما نراه رشدا او خيرا او منطقا عقليا وان لا نخجل في رفض ما يقوله محموع في ركن ما هي شجاعة الضمير دون تشدد والحماس لما نراه حقا ليس عيبا واتفق معك انني في التعليق اقول اكثر مما تقول الماتبة لكني لو كتبت عمودا لن تكون مساحتي اكبر وهنا نقاش طبيعي ان يتوسع او بتقلص بحسب من يناقشك وليس عمودا محددا واكرر شكري لك على دماثتك
**تتمة ثم انني اسجل استغرابي من احتفال الكاتبة بميلاد واحد من اعظم وعاظ البشرية وهو المسيح عليه السلام فهل كان مستعليا وهو ليس مجرد( واعظ) عادي بل انه يطرح نفسه نبيا !!في الاسلام والها في المسيحية لهذا استغرب احتفالها بميلاد نبي في الاسلام واله في المسيحية وهي تعتبر الفكرة الدينية محض ضلال واسطورة اين الانسجام والولاء للحقيقة التي تعبر عنها الكاتبة !
* ارى ان من حق من يرى في فكرة انها محقة صحيحة ومستنيرة ان يبشر بها ود ابتهال تبشر طوال سنوات بالعلمانية وتصف الناس بانهم مجرد.حفنة اتباع لاساطير دينية وتنتقد من يفعل ذلك على الضفة الاخرى ايديولوجيا !فاين الموضوعية واين هو فكر المرءاة الذي يفرض على صاحبه محاكمة فكرية ذاتية قبل اجرائها مع الاخريز فقط لانه يشعر بازمة تجاههم انها عين السيكولوجيةالمتعالية التي ينتقدها المقال !
صباح النور د.ابتهال :
الوعظ.. سلوك اجتماعي يتبناه عدد ليس بالقليل من المسلمين بشكل مباشر او غير مباشر ،وان كان بسيطا في تدينه . وهذا مرده لفكرة “الامر بالمعروف والنهي على المنكر ” وكتاب وعاظ السلاطين للمفكر العراقي علي الوردي فيه دراسة عميقة على ضوء علم الاجتماع والتاريخ غنية ومهمة للغاية . اعجبني الفصل الذي تخدث فيه بتفصيل كيف يختلف الوعظ بين الحاكم والعامة وكيف يهوّن على الاول ويهوّل على الثاني .
*الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سلوك انساني عام وليس خاصا بالاسلام وليس طريمة الا عنظ من يعتبرون هذا خقا لكل صاحب فكرة الا المسلم
٢. الوردي تحدث عن فئة محددة هي علماء السلاطين والكاتبة تحاول التسلق على هذه الفكرة لتجعلها عامة فالواعظ الفذ عمر المختار شنقته السلطات الاستعمارية وكان مدرسا للقرءان الكريم والامام الشهيد حسن البنا اغتالته بريطانيا وكان واعظا ثوريا اثرت مواعظه على مستوى العالم ومالكوم اكس كان مذلك ومحمظ باقر الصدر كان كذلك والقسام اعدمته بريطانيا هو و٤٠٠ محاهد ضد الاحتلال والسجون تمتليء اليوم بالعلماء وعلى راسهم سلمان العودة في السعودية فهلا افهمتني هل تخص ىمقالة الوردي هؤلاء ! ام انه استخدام تعميمي فيه تجاهل لاكثرية علماء الشريعة المنااضلين والشهداء رحم الله ارواح علماء المغرب العربي الذين اذابتهم فرنسا في القدور المغلية فعلا ان زماننا هو زمان تعميم كلام الوردي على الصالح والطالح فرصة لنتخلص من عقدتنا تجاه الاسلام السياسي !
صباح النور نايلة .. اراك تحبين الوعض .. هل هذا صحيح … ⚡
.
Ok .. دعيني اعطي مواعض ربما تكون في محلها .. و لك ان تحتجي علي ان أحببت.. فلك كل الحق.
.
يا اختي .. بناءا على نتائج علم النفس .. انتهت علوم التربية إلى النتيجة المهمة جدا و هي ” النصيحة تطلب” ..
.
يعني النصيحة بدون طلب ليست في محلها و ليست منتجة .. و كما في المقال قد تكون سلبية contre-productif
.
انا كنت لا أحب النصائح من أبي رحمه الله .. و كان فقيها شوية حاملا للذكر الحكيم ..
.
النصيحة تطلب .. خصوصا مع الاولاد في سن المراهقة و هنا النصيحة الزائدة خطر كبير فعلا.
.
بإمكان الوالدين أن يفعلوا أمام أطفالهم اشياءا بدون نصيحة .. الطفل سيأخذ ما يحتاجه من أبويه..
.
انا مع اولادي بمجرد أن أنسى هذه القاعدة .. و أبدأ في تأنيب خفيف حتى أرى الجو أصبح مكهربا عندهم ايذانا بغلق اذنيهم
لكل خطاب … و سرعان ما “ابدل الجو” بمزحة او قفشة مضحكة .. لربط الاتصال مرة مرة اخرى .. و احاول ان يحدثني اولادي
كيف يرون هم تحسين امرهم .. و هنا يمكنني أن اتناقش معهم و اعطي افكاري لكن ليس بأسلوب تعالي .. و كأنني مثالي ..
.
دمت بخير نايلة. يمكنك ارسال صواريخ ارض ارض علي ان أحببت..
مساء الخير اخت غادة :
صحيح ؛ الامر بالمعروف”كمعنى انساني او اخلاقي”، لنقل النصح بالخير وتفادي الشر بأشكاله المحسوسة مثلا هو سلوك انساني عام يمارس بطرق وانماط مختلفة كمثال بسيط في الحياة العامة قانون المرور وضرورة الالتزام به مارة او سائقين ؛ او تثمين سلوكات ايجابية ثمارها طيبة كالصدق والامانة والالتزام ..الخ
كل هذا ربما يختلف في تسميته شكلا ؛لكن الاشكال يقع في جوهر الوعظ الديني والذي يرتبط مباشرة بالحساب والعقاب في اليوم الآخر .وهذه هي الجزئية التي تناولتها د.ابتهال وعقّبت عنها في تعليقي السابق.
وهنا يتكرر كل مرة النقاش والجدال الابدي ذاته كل مرة لذلك النقاش يذهب حتى خارج طرح الكاتبة ،ونجد انفسنا مثل كل مرة في الحديقة .
اما بخصوص المناضلين والمجاهدين فأكيد هم اكثر من ان يمكننا حصرهم ولاينقص الايمان من عظمتهم شيئا .
مساء النور ياابن الوليد :
تبليتني عيني عينك ههه؛اين كتبت نصيحة دلّني عليها ؟
تماما كماتفضلت ؛لاتقدم النصيحة الاّ لمن يطلبها منك مباشرة ،عدا ذلك هو تجاوز في حق المنصوح واستفزاز لامبرر له وان حسنت النية .
هذه الحياة نخطأ ونصيب ونتعلم من اخطائنا يا صديقي.
نهاية اسبوع طيبة اتمناها لك ياابن الوليد .
قرائتان أسبوعيتان تهبطان بردا و سلاما على قلبي ……جريدة ” البطة المغلولة ” الفرنسية و مقالات الحكيمة إبتهال الخطيب …..” فأهني كل أسبوع فؤادي على نصيبي ” ….أسوم ب….” ثومة الخالدة ” ….(أم كلثوم )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي رياض اجازة طيبة في استنبول ولكنها باردة جدا في هذا الوقت ولكنها جميلة وعظيمة وتستحق الزيارة
* شكرا اخي رياض يبقى الاسلام دينا عظيما عالمي التاثير عابرا للجغرافيا وعملاقا لا يبليه الزمان وهو الدين الذي يفرض على اتباعه تجديدا على رأس كل مائة سنة وعموما يبدو ان المصلح ان كان دوكنز او سيمون دي بوفوار منحته كنيسة التشدد العلماني العربي صكوك غفران وان كان اسلاما او مسيحية فهو تعال او قطيعية !! عموما انا اليوم انتشيت الاخوان صفاقسي وابن الوليد يصفانني (بالواعظة !!) ورغم انني اتفهم الازمة التي دفعتهما لهذا الوصف الا انه شرف لا ادعيه ولست على قدره وشكرا للمتابعة اخي رياض.
المشكل اخي رياض هو ان هناك فضائيات مملوءة بالهراء العلمي ولا يصمد منظروها لنقاش منطقي ويبدؤون يسقطون تهمهم على غيرهم فاللغة التي هي لغة النص قواعد مفتوحة يستطيع الفقيه وغيره ان يستقي منها ادلته ولا يمكن للفقيه ولا لغيره ان يكسر عنق لغة كاللغة العربية ! لانها ببساطة لغة يتحدثها المؤمن والكافر ولكن عندما يحشر هؤلاء في زاوية تحاكم افكارهم الى العقل والمنطق ولغة النص التي لا ريب انها من ادواته يملؤون الدنيا صراخا عن التكفير ووووو والتنوير والقراءة ( الجديدة ) حتى لو كانت لا علاقة لها بالعقل ولا المنطق وتعجز عجزا مدويا عن الانسجام فجماعة عنزة ولو طارت لديهم خصومة مع الفقهاء لانهم يحتاجون الى هزة رأس وتصفيق للتنوير حتى لو اتى بابعد الافكار عن التنوير ودل على ظلام دامس التغيير والنقد سنة انسانية ولكن لها ضوابط كي تمر يجب ان تكون مقنعة منطقية مش يجي واحد يحكيلك في خطأ في لغة القرءان عنجد اشي بصدم !!
المشكل مع فقهائنا الكرام هو أنه عوض النقاش يبدؤون بالاستيلاء بالوعض …
.
ان لم ينجح هذا الأسلوب اخرجوا “و كان الإنسان أكثر جدلا” و هم هنا يعنون أكثر جدالا … لكن لا يهم .. يطوعون اللغة
من اجل تخويف مخاطبهم … عليه أن يتوقف … يتوقف كي لا ينكشف المستور … جدلا أصبحت جدالا و لا أحد ينتبه ..
.
ان لم ينجح هذا الأسلوب اخرجوا له حديث الرويبضة … و أحاديث مشابهة …
.
ان لم ينفع حاولوا إخراج مخاطبهم من الملة … و إن لم يستطيعوا فقد يحاولون إخراجه من العروبة .. و ذلك أضعف الإيمان…
.
كل هذا كي يبقى ما قاله أسلافنا حقيقة غير قابلة للنقاش … حتى على حساب الدين و القرآن نفسه و خطابه العالمي.
.
ثم تراهم يفتخرون بأن الإسلام عصي على التحريف … و الاسلام براء … العصي على التغيير هو قرائتهم هم فقط …
.
اما الاسلام فلكل عصر … و إعجاز القرآن هو تباث النص و حركية المحتوى اصلا. لكن مبدأ “و لو طارت معزة” لا يهزم ?
الأخت غادة الشاويش لا أدري لماذا تتكبدين عناء الرد على هؤلاء.أي عامي لم يبلغ أي مستوى فكري وظل حبيس نمط معين من التنشئة الأسرية إنما يعبر عن أزمته الشخصية فاتركيها له.فليس هناك أفكار تستحق النقاش.
اخي نزار انا في كثير مما اكتب قد لا يهمني الكاتب نفسه لسبب واحد ان التعصب ليس لديه قدرة على استقبال رسالة نقد او حتى مقاربة تصحيح لانه ليس فكرا موضوعيا بل ( كراهية) تلوي عنق الفكر وتمارس ازدواجية هذا يستفزني حتما حتى ولو كان المتهم ليس الاسلام!
* هناك طرف هام ثالث يقرأ يا اخي نزار ومن الموضوعية ان يسمع الرأيين وهذا ما اعتبره ولاءا لما اراه حقا فطوال حياتي اكره الظلم واول الظلم ظلم الاسلام العظيم والمصيبة انهم هم المتهمون باراقة الدماء ولسا بيحكو عن ( الارهاب )!
نفس الأسلوب في كل المقالات: موقف شخصي حصل مع الكاتبة تحوله إلى قضية كبيرة وتبني عليه مقالاً وكلها حالات فردية شاذة لا يقاس عليها
المهم نحن ما عرفنا “ايش مزعلكم” إذا أحد انتقدكم بأسلوب عنيف زعلتوا وهذا حقكم
وإذا نصحكم أو أبدى رأيه بأسلوب هادئ زعلتوا
بعدين هو إذا كان قصده ينصح فهذا حق لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب في الإسلام شريطة أن يكون بالتي هي أحسن وهو لم يفرض شيئا وليس عنده سلطة لكي يفرض..
طيب انتي عندما تكتبين وتدعيننا إلى هذه القيم والأخلاقيات الليبرالية كل جمعة لماذا تفرضيها علينا؟! ستقولين أطرح رأيي، وهو أيضا يطرح رأيه..
بعدين لا تقارني وعاظ السلاطين بالناس العاديين
هؤلاء ليس لهم سلطة وأفعالهم فردية لا يقاس عليها دائما نحكم على المجتمع بالتوجهات الرسمية الغالبة وليس بتصرفات شخص عادي ارسل كومنت صغير لتأخذيه وتبني عليه مقالاً وتعمميه على كل الناس.وه.