بيروت- “القدس العربي”: توجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، إلى الولايات المتحدة لترؤس وفد بلاده إلى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بعد مشاركته في لندن مع عقيلته في مراسم الجنازة الرسمية للملكة إليزابيت الثانية.
ومن المقرّر بعد عودة ميقاتي أن يتم حسم موضوع التعديل الحكومي المحدود من خلال استبدال وزيرين درزي وشيعي بوزيرين آخرين بعد غض النظر عن استبدال وزير الطاقة المسيحي وليد فياض، فيما سيبقى وزير الاقتصاد السنّي أمين سلام في منصبه إلا في حال اتفاق رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي على اسم بديل ترضى عنه كتلة نواب عكار.
وسيتم التشاور في الاسم الدرزي البديل لوزير المهجرين عصام شرف الدين بحيث يُرضي الأمير طلال أرسلان، الذي التقى أمين عام حزب الله حسن نصرالله في الأيام القليلة الماضية، ولا يستفز رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. أما وزير المال البديل ليوسف خليل فسيختاره رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو الوزير والنائب السابق ياسين جابر، وقد لوحظ أن بري تعاطى باستخفاف مع الوزير خليل وقاطعه في جلسة مناقشة الموازنة ولم يدعه يكمل كلمته.
وقد دعا المكتب السياسي لـ”حركة أمل”، في بيان، إلى “تحمّل المسؤوليات الوطنية والدستورية، وخلق المناخات الإيجابية بغية الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والظروف الضاغطة التي يعاني منها اللبنانيون على أكثر من صعيد خاصة في قضية المودعين وأزمة القطاع المصرفي والانهيارات في الواقع النقدي”. وأضاف “في خضم المهلة الدستورية المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية، تشير الحركة إلى وجوب تزخيم حركة الاتصالات للتوافق والدفع بإتجاه إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري والوطني الكبير، إذ ترى أن موقع رئاسة الجمهورية لا يجوز على الإطلاق الركون إلى فكرة شغوره”.
تزامناً، برز التباس في موضوع هبة الفيول الإيراني التي تحدث عنها أمين حزب الله، إذ لم يصدر موقف إيراني واضح بشأن هذه الهبة. ونُشر في بيروت موقف للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني يلفت إلى “أن طهران تحاول مساعدة لبنان على حل مشاكله الاقتصادية، ولا سيما بشأن الطاقة، ومن هذا المنطلق تأتي منحة النفط للبنان”، مشدداً على “أن مساعدة دول المنطقة هي جزء من سياساتنا، وهذا ينطبق على لبنان أيضاً”. وأضاف “بناء على طلب الحكومة اللبنانية، أعلنت إيران استعدادها لدعم لبنان. والحوار بين البلدين مستمر بهذا الخصوص، وإننا نتفاوض مع لبنان في إطار حزمة متكاملة لحل مشكلات لبنان بشأن النفط والكهرباء والطاقة”، لكنه قال بحسب ما نُقل عنه “لا حديث عن تقديم أي منح مجانية”.
وكان موضوع الفيول الإيراني قد حضر بقوة بعد حديث نصرالله عن استعداده لجلبه من إيران كهبة للبنان، وأعقب ذلك دعوة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للموافقة على العرض باستقدام الفيول الإيراني مجاناً لتشغيل معامل إنتاج الطاقة في لبنان”، مستدركاً “هذا ليس إيماناً منّي بأن هذا سيحصل، بل لعدم ترك الشعب اللبناني عرضة للأقاويل التي لا ترتكز إلى أي أساس من الصحة”.
وفي أعقاب عرض أمين عام حزب الله، عُقد أكثر من اجتماع بين رئيس الحكومة ووزير الطاقة الذي أعلن أن وفداً فنياً سيقوم بزيارة إيران للاطلاع على مواصفات الفيول الذي يحتاجه لبنان والكميات التي ستكون متاحة له. ونقل فياض عن ميقاتي تأكيده “أن الهبة ليست مشروطة”.
وفي سياق متصل، التقى وزير الطاقة السفير القطري في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي وبحث معه في سبل التعاون بين البلدين ولاسيما متابعة المساعي القطرية لمساعدة لبنان في المواضيع المختلفة ومن ضمنها قطاع الطاقة والموارد النفطية.