بيروت- “القدس العربي”:
اختار رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبناني نجيب ميقاتي منبر بكركي للرد على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس السابق ميشال عون اللذين زارا الصرح يوم الجمعة الفائت “لتحريض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على ميقاتي” واعتبار جلسة مجلس الوزراء في غياب رئيس للجمهورية ومقاطعة 8 وزراء “غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية وضربة قاتلة للطائف”.
وقد شرح الرئيس ميقاتي للبطريرك الراعي الدوافع التي جعلته يعقد جلسة لمجلس الوزراء بمَن حضر على الرغم من تمني بكركي اعادة النظر في الجلسة وتأجيلها. وقال رئيس الحكومة بعد الزيارة “لمست لدى صاحب الغبطة حرصه الشديد على أن يتم انتخاب الرئيس في أسرع وقت. وغبطته يعلم ونحن نعلم ان الامر ليس مرتبطاً بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب، وبالتالي نحن اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه أي قرار سوى تسيير امور البلد والسهر على راحة المواطن وقضاياه قدر المستطاع”.
وأضاف: “من هذا المنطلق، شرحت لصاحب الغبطة الاجواء المتعلقة بالجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، انطلاقًا من اعتبار غبطته ان هناك ربما بعض الامور الدستورية والميثاقية والسياسية والطائفية. فقلت ان الجلسة دستورياً جاءت في موقعها الصحيح، وطائفياً انا لا اسمح بالحديث في هذا الموضوع بتاتاً، لان الموضوع ليس طائفياً ولا تمييز بين مواطن وآخر. اما في ما يتعلق بالميثاقية فلا يجوز في كل مرة ان نتحجج بها، وكان هناك تمثيل كامل لكل الطوائف في مجلس الوزراء. اما في الشق السياسي فالمسألة هي محور أخذ ورد، ولكن سنبقى مصرين على متابعة امور المواطنين ومعالجتها”.
وتابع “لفت نظري صاحب الغبطة إلى أنه ربما كان الافضل التشاور مع جميع الوزراء قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء. لقد اتفقنا على جلسة تشاور مع الوزراء قريباً للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة”.
وختم: “شعرت لدى صاحب الغبطة حرصه الكامل على لبنان ووحدته وبأن لبنان لن يكون يوماً مهدداً. لبنان دولة عمرها 100 سنة فلا يهددنا أحد بأي شكل من الاشكال او يهوّل علينا بوجود خطر على لبنان. هذا الامر مرفوض نهائياً، والبلد يعنينا جميعاً، وبوحدته الكاملة بين جميع أبنائه. وخلال الحديث ذكرت لصاحب الغبطة بيت شعر يقول “إن حظي كدقيقٍ فوقٓ شوكٍ نثروه. ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه”. هذا هو الواقع الذي نحن فيه، ولكننا سنستمر في جمع الطحين بأصعب الاوقات ووسط الرياح التي تجتاح البلد”.
وكان باسيل تحدث عن “أن لبنان القائم على فكرة اساسية هي الشراكة المتوازنة مهدّد”، داعياً “إلى العودة عن الخطأ الذي حصل وعدم حذف رئيس الجمهورية واختصار رئيس الحكومة تواقيع الوزراء الـ24 وتوقيع رئيس الجمهورية”.
تزامناً، بقي موضوع مرور موكب لدراجات نارية انطلق من الطريق الجديدة ذي الاغلبية السنية في اتجاه ساحة ساسين في الاشرفية ذي الاغلبية المسيحية محور متابعة لاستكشاف أبعاده وامكانية وقوف جهة حزبية خلفه بقصد إحداث شرخ بين الطريق الجديدة والاشرفية. وأكد رئيس مجلس قيادة “حركة الناصريين الاحرار” زياد العجوز “أن اهل الاشرفية والطريق الجديدة وحدة واحدة لا يجب أن تفرّقها أعمال غير مسؤولة لفتية تمّ التغرير بهم وتحوير وجهة مسيرتهم الاحتفالية بطريقة مريبة واستفزازية لم يكن لها داع”، رافضاً “زج اسم الطريق الجديدة في هذا الاشكال”، ومعتبراً أن “من حق اهل الاشرفية استنكار أي استفزاز يتعرّضون له ولكن من حقنا ايضاً وأد أي عمل مشبوه لأي فتنة يُعد لها سلفاً”.
من ناحيته، اعلن الرئيس السنيورة في بيان انه “نظر بعين القلق والريبة لحادثة تجوّل عدد كبير من الدراجات النارية، والتي حمل سائقوها الشعارات اللا رياضية في منطقة الاشرفية، وذلك في لحظة احتقان وطنية وسياسية وعلى كل المستويات”. وأكد “أن عاصمة لبنان بيروت، المدينة الواحدة الموحدة، هي التي تجمع كل اللبنانيين، وأنَّه من الواجب الآن وفي هذه الظروف الدقيقة والحساسة والاستثنائية التي يمر بها لبنان، التنبه إلى الأفخاخ المنصوبة والنوايا المبيتة، حيث يفترض بالمؤسسات العسكرية والأمنية أن تقوم بدورها الترقبي والحمائي، كما ويتوجب أيضاً على جميع المسؤولين السياسيين وفي مقدمهم نواب العاصمة أن يبادروا إلى التأكيد على وحدتها وأمنها واستقرارها وطمأنينة أهلها”، متمنياً على “جميع نواب العاصمة بيروت ان يبادروا إلى تحمل مسؤولياتهم، والدعوة للاجتماع وبأسرع وقت ممكن في منطقة الأشرفية في بيروت لوضع حد للاشاعات والاقاويل المتناثرة، وأن يؤكدوا وقوفهم صفاً واحداً في الحفاظ على وحدة العاصمة وعلى السلم الأهلي في لبنان، وعلى سيادة سلطة الدولة اللبنانية الحصرية وعلى حكم القانون والنظام”.
وفي المواقف، اعتبر السفير الامريكي السابق في لبنان الباحث في مركز ويلسون دايفيد هيل “ان فشل الحكومة واللااستقرار سيفيد حزب الله.. لهذا ندعم مؤسسات الدولة التي يريدها حزب الله ضعيفة”، ونفى ان يكون سمع في لقاءاته مع المسؤولين ان الولايات المتحدة تريد انهاء لبنان، وقال: “لن يكون مفيداً لنا بل مفيد لحزب الله”. وعن توقعه امتداد الفراغ الرئاسي لسنوات قال: “لا أتذكر اني قلت هذه العبارة، وواشنطن لا تريد ابداً ان يكون هناك فراغ ويبدو ان لا احد يريد ان يحترم الدستور والمهلة التي حددت لانتخاب رئيس”. وعن تقييمه للعقوبات على حزب الله وتجفيف موارده المصرفية قال “ان العقوبات وضعت على افراد في القطاع المصرفي وهي لم تؤثر على حزب الله مالياً للأسف”.