■ طرابلس – وكالات – قصفت طائرات حربية مجهولة مواقع في العاصمة الليبية طرابلس امس الأحد بعد ساعات من اعلان قوات من مدينة مصراتة سيطرتها على مطار العاصمة وسمع سكان طرابلس أزيز الطائرات أعقبته انفجارات عند الفجر لكن لم يتسن الحصول على أي تفاصيل فيما اعلنت ميليشيات مصراتة والكتائب الاسلامية المتحالفة معها في «قوات الفجر الجديد» سيطرتها على مطار طرابلس الدولي بعد معارك عنيفة استمرت حوالى شهر مع ميليشيات الزنتان المدعومة من اللواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر، واتهمت الامارات ومصر بشن غارات عليها في العاصمة الليبية.
وفي بلد غارق في الفوضى، أعلن البرلمان المنتهية ولايته الذي يهيمن عليه الاسلاميون نيته استئناف نشاطاته على الرغم من وجود برلمان جديد حل محله.
وقال احد قادة ميليشيات مصراتة والكتائب الاسلامية المتحالفة في «قوات فجر ليبيا» لوكالة فرانس برس إن «قواتنا تمكنت مساء السبت من الدخول الى مطار العاصمة الليبية طرابلس والسيطرة عليه بالكامل».
وأضاف أن «السيطرة على المطار جاءت بعد السيطرة على معسكر النقلية الاستراتيجي والقريب من مطار العاصمة حيث كانت تتمركز غرفة عمليات ميليشيات الصواعق والقعقاع وحلفائها من بقية مليشيات الزنتان» وأشار إلى انهم «بدأوا في تمشيط المكان لتأمينه ومن ثم تمركز القوات فيه».
وتعذر الاتصال بأي مصدر من قوات الزنتان. لكن القائد الميداني محمد الزنتاني الذي كان يقاتل ضمن لواء القعقاع داخل المطار في «قوة حماية المطار» قال لوكالة فرانس برس إن «غرفة العمليات أمرتنا بالانسحاب التكتيكي من المطار وتركه في انتظار تعليمات جديدة».
وأضاف الزنتاني ان «المعركة ما زالت في بدايتها. ربما نخسر معركة لكن الحرب بدأت من الآن» دون إعطاء مزيد التفاصيل، مؤكدا ان «الساعات القليلة القادمة هناك مفاجآت كبيرة ومن يفرح أخيرا يفرح كثيرا».
ونقلت قناة النبأ التلفزيونية القريبة من قوات فجر ليبيا صورا من داخل المطار لما قالت إنها قوات فجر ليبيا التي يتحدر معظمها من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وحلفائها من الاسلاميين في مختلف مناطق غرب البلاد.
ويظهر في الصور عدد من مقاتلي هذه المليشيات يصعدون على هياكل ما تبقى من طائرات على مدرج المطار إضافة إلى ما قالوا إنها غنائم تمثلت في أسلحة وعتاد ومدرعات قالوا إنهم حصلوا عليها بعد السيطرة على المطار.
وكان المطار الواقع على بعد 30 كلم جنوب العاصمة والمغلق منذ بداية المعارك، تحت سيطرة ميليشيا «ثوار الزنتان» منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
وتشكل السيطرة على المطار انتكاسة قوية لميليشيات الزنتان المتحالفة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يتخذ من بنغازي مقرا له ويحارب هو الآخر المجموعات الاسلامية في المدينة.
من جهة اخرى، اتهم المتحدث باسم قوات فجر ليبيا في مؤتمر صحافي مساء السبت مصر والإمارات العربية المتحدة بشن غارات جوية تهدف الى مساعدة ميليشيات الزنتان التي تدافع عن المطار في وجه الميليشيات الاسلامية.
وكان محمد الغرياني المتحدث «فجر ليبيا» اعلن السبت ان طائرة مجهولة شنت ليل الجمعة السبت غارة على مواقع قرب المطار، موضحا ان هذه الغارة ادت الى مقتل 13 مقاتلا اسلاميا واصابة أكثر من عشرين اخرين بجروح.
وحمل المتحدث البرلمان الليبي والحكومة المؤقتة المسؤولية عن الحادث معتبرا أنها «متواطئة حيال هذا الأمر».
وجاء اتهام مصر والامارات اللتين تخوضان صراعا عنيفا مع الاخوان المسلمين، على الرغم من اعلان قوات سلاح الجو التابعة للواء حفتر انها شنت غارة ليل الجمعة السبت على طرابلس واخرى الاثنين.
وكانت دول غربية عدة ومصر نفت بعد غارة الاثنين الماضي ضلوعها في الهجمات وقالت الحكومة الليبية من جهتها حينذاك انها تجهل الجهة التي تقف وراء الهجمات الجوية بينما اكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي انها نفذت بطائرات لا تملكها ليبيا وصباح السبت، قال متحدث باسم عملية «فجر ليبيا» انه يجهل تماما هوية الطائرات.
من جهته وصف مجلس النواب الليبي جماعتي «فجر ليبيا» و «أنصار الشريعة» بأنهما «جماعات إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة لشرعية الدولة» ، ومن ثم فهي «هدف مشروع لقوات الجيش الوطني الليبي، نؤيده بكل قوة لمواصلة حربها حتى إجبارها على إنهاء أعمال القتال وتسليم أسلحتها».
وأكد مجلس النواب، في بيان نقله موقع «بوابة الوسط» مساء الجمعة على أن «الحرب الدائرة الآن في البلاد هي حرب بين الدولة الليبية ومؤسساتها الشرعية، يقودها أبناؤنا من جنود وضباط الجيش ضد جماعات إرهابية خارجة عن القانون والشرعية».
وأدان المجلس بشكل كامل «أعمال الحرب والإرهاب التي تشنها الجماعات المهاجمة لمدينة طرابلس والمحاربة في مدينة بنغازي»، مؤكدا على أنه «سيسعى بكل ما في وسعه من جهد وإمكانات لإنهاء هذه الحرب بأسرع وقت ممكن».
وأضاف البيان أن «المجلس سوف يدعم قوات الجيش الوطني بكل ما يلزمها لوضع حد لهذه الحرب ، موضحا أنه حرص منذ انطلاق أعماله في مدينة طبرق المجاهدة على البحث عن أية سبل قد تكون ممكنة لوضع حد لتلك الحرب ، ولكن محاولاته قوبلت من الطرف الآخر الذي يشن حربا ويمارس أعمالا إرهابية ضد مواطنينا بالاستهانة والتجاهل التام».
ومع هذه التطورات، اعلن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته الذي انتخب برلمانا جديدا حل محله في 25 حزيران/ يونيو انه سيعقد «جلسة استئثنائية» في طرابلس «لإيجاد حلول لهذه الاختراقات التي تشهدها البلاد وضمان سيادة الدولة».
ويتمتع الاسلاميون بتمثيل جيد في المؤتمر العام السابق الذي حل محله برلمان منتخب في 25 حزيران/يونيو حصلوا فيه على تمثيل ضعيف مقابل حضور واسع لما يعرف بـ «التيار الوطني».
من جهته، اعتبر مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق في بيان ليل السبت الأحد قوات فجر ليبيا وجماعة أنصار الشريعة «مجموعتين إرهابيتين» وقال إنه سيدعم الجيش لمحاربتها.
وقال المجلس «نعتبر الجماعات التي تتحرك تحت مسمى فجر ليبيا وأنصار الشريعة جماعات إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة لشرعية الدولة»، مؤكدا انها «هدف مشروع لقوات الجيش الوطني الليبي الذي نؤيده بكل قوة لمواصلة حربها حتى إجبارها على إنهاء أعمال القتال وتسليم أسلحتها».
وبعيد ذلك، اعلنت محطة التلفزيون الخاصة «العاصمة» ان قوات فجر ليبيا هاجمت في الساعات الأولى من صباح الأحد المحطة التي تخالفها في الرأي وأقدمت على اتلاف محتوياتها واختطاف طاقمها المناوب في أعقاب إعلانها جماعة إرهابية من قبل مجلس النواب الليبي.
ويقود حفتر منذ 16 ايار/ مايو الماضي عملية عسكرية تحمل اسم «الكرامة» قال إنها لتطهير بلاده من «الارهاب» ويتواجه فيها مع مجلس يضم ثوارا سابقين ضد نظام معمر القذافي الذي أسقط في 2011 سمي بمجلس شورى ثوار بنغازي.
وهذا المجلس يضم جماعة أنصار الشريعة التي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية وتتهم بعض قادتها في الضلوع بمقتل السفير الاميركي كريس ستيفن وثلاثة دبلوماسيين في بنغازي في 2012.
ويسيطر مجلس شورى ثوار بنغازي الذي تقوده الجماعة الإسلامية على 80 في المئة من مدينة بنغازي بعد حرب طاحنة سيطر فيها على معظم معسكرات قوات حفتر، كما اعتبرت الحكومة الليبية المؤقتة جماعة أنصار الشريعة جماعة إرهابية».