الصحافية اللبنانية مي شدياق التي باتت وزيرة في حكومة سعد الحريري الأخيرة، قبل أن تستقيل مؤخراً مع باقي وزراء حزبها (القوات اللبنانية) على وقع ثورة شعبية، هي ليست ضحية للممانعة، بفعل محاولة الاغتيال التي تعرضت لها منذ سنوات، بل هي ضحية دائمة لجمهور هذا المحور، فبعد نجاتها من الموت وعلاجها عبر تركيب أعضاء اصطناعية، بدل تلك التي فقدتها، صارت هدفاً دائماً، لمؤيدي «حزب الله». هؤلاء لم يتركوا فرصة إلا واستغلوها للشماتة بالوضع الصحي الذي باتت عليه شدياق، ومع إعلان الأخيرة إصابتها بفيروس «كورونا» تصاعد الاستهداف مجدداً، ونطق جمهور «أشرف الناس» بلسان شبه موحد «تستحق ما حصل لها».
والأرجح، أن كراهية الموالين للممانعة لشدياق تتجاوز موقفها السياسي المعارض لسلاح «حزب الله» والمؤيد لـ»القوات اللبنانية» الخصم المسيحي للحزب، فهي، عقب محاولة اغتيالها باتت أكثر حدّية في التعبير عن موقفها المناهض للممانعة، إذ تظهر على الشاشات غاضبة ومؤنبة، وترفع صوتها ضد كل من يشكك بمسؤولية محور الممانعة، عن محاولة قتلها. وعليه، موقف شدياق السياسي بات خلفية لانفعالات وعواطف ومظلومية، تدافع عن حق صاحبها بالحياة، قبل أن يكون له موقف في السياسة. هذا التقدم للإنساني على حساب السياسي، أكثر ما يخيف «حزب الله»، ويشكل ما يشبه التأنيب الضميري له، أمام جمهوره وخصومه على السواء.
مي الإنسانة الضعيفة التي تصرخ للتعبير عن ألمها، أكثر ما تخشاه الممانعة، التي تريد لمؤيديها أن يكونوا «شهداء»
فالممانعة إذا اعتادت تجريد أعدائها من صفاتهم الإنسانية، عبر التخوين وتشويه السمعة، تمهيداً للقتل والاغتيال، فإن شدياق تشكل نقيضاً حاداً لهذا التكتيك، بل هي نقيض مدمر له. الإنساني الذي أراد الحزب إفقادها إياه تبعاً لميولها السياسية، عاد بقوة عقب محاولة الاغتيال، ليشكل إدانة دائمة لـ»المقاومة» وإحراجا أخلاقياً لها. والممانعة بحكم أيديولوجيتها، تفضل الشهيد على الإنسان، والمقاتل على المدني، والمؤمن على الخطاء، والنصر على الهزيمة، بمعنى أنها تصدّر لجمهورها خطاباً ما فوق بشري، يجعل من يناصرها في وهم دائم لبلوغ ما يراد له، بدل الاعتراف بالضعف والنقص، وهنا، يبدو نموذج مثل شدياق، فضّاحا جداً، فالمرأة التي فقدت أعضاء من جسدها، بفعل التفجير ذي الأسلوب الممانع، تواجه دعاية الحزب بواسطة ضعفها وقهرها وشعورها بالظلم، أي تواجه وهم القوة بحقيقة الضعف، والما فوق بشري بالبشري المحض، ما يضع أنصار الممانعة في تناقض أمام صلابتهم، لتحضر الشماتة علاجاً مثالياً، يعيد للممانع استقراره النفسي.
أن يشمت جمهور الحزب بشدياق عند كل أزمة تتعرض لها، هذا يعيد الصحافية والوزيرة السابقة، إلى موقعها السياسي الذي أرادته الممانعة، قبل حادثة محاولة الاغتيال، أي إحدى المؤيدات لـ14 آذار الطرف السياسي «العميل لأمريكا وإسرائيل»، أما مي الإنسانة الضعيفة التي تصرخ للتعبير عن ألمها، فهذا أكثر ما تخشاه الممانعة، التي تريد لمؤيديها أن يكونوا «شهداء» يتساقطون في إدلب وحلب وغيرها من مدن سوريا، وعليه، لابد من الشماتة لاستكمال مسيرة «المقاومة المظفرة» على جثث شبابها.
كاتب وصحافي سوري من «أسرة القدس العربي»
مها شدياق صحفية عربية متميزة تعرضت لا كثر الاعتداءات نذالة وخسة، وإذا اصيبت اليوم بفيروس كورونا فإننا ندعوا الله عز وجل ان يشفيها شفاء تاما،. ونقول للشامتين بها موتوا بغيظكم، فمن يحميكم من ان يزيل هذا البلاء عنها ليحل بكم
قبل الاغتيال وبعده لا تمثل مي شدياق ولا حزبها فكرا عروبيا او تحرريا يستحق الاحترام لقد كانت المذكورة احد الابواق التي تعبر عن النارونية السياسية في ابشع تجلياتها وحزب الله ليس اطهر يداه ملوثتان بالدم الحرام ينصر الدكتاتوريات من اجل مشروع التوسع الايراني من اليمن وحتى سوريا ويرفع شعاؤات طائفية مخزية لا تليق بثائر ولا حتى بعمامة رجل دين فضلا عن البطش الداخلي الجبان لكل من يعارض تدخله الاثم وعودا على بدء حزب القوات اللبنانية ذو التاريخ الدموي صاحب سجل صبرا وشاتيلا وتدريب افراده في كيان العدو لن تنظفه محاولة اغتيال مي فمن يدافع عز القتل العنصري لا يستحق التعاطف وفي رأيي لا يحث لشيطان صغير ان يلعن شيطانا كبير وليس بعد الدم السوري ذنب
جريحة فلسطينية منشقة عن منظمة الارهاب التكفيري حزب الاسد الله سابقا !
أغلبية الناس في لبنان تشعر بمعاناة شدياق على الصعيد الإنساني. لكن لا تنسى بانها تنتمي إلى تيار سياسي أوصل اليهود إلى بيروت وتسبب بقتل عشرات الآلاف من اللبنانين، الفلسطينين وأيضا السوريين. وهذا ما فشلت في توثيقه في مقالتك.