عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية يدمرون ثمثالا اثريا في متحف الموصل
بغداد- الأناضول: دعا عادل الشرشاب، وزير السياحة والآثار العراقي الجمعة، مجلس الأمن إلى إصدار موقف واضح من تدمير تنظيم “داعش” لمتحف الموصل، شمالي البلاد، مثمناً موقف منظمة “يونسكو” الداعي إلى عقد اجتماع “طارئ” للمجلس بخصوص الحادثة.
وقال الشرشاب، في تصريحات لوكالة الأناضول، إنه على مجلس الأمن الدولي “إصدار قرار واضح بشأن ما حصل من تدمير لمتحف الموصل، وأن يطبق قراره السابق (رقم 2199) بحزم والقاضي بمنع تداول الآثار المسروقة من العراق، وأن تتولى دول الجوار منع حركة الآثار العراقية المسروقة”.
وأضاف أن العراق “على اتصال مباشر مع يونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) التي تتولى مهمة حماية التراث العالمي ومن بينها التراث العراقي”، مشيراً الى أن مطالبة اليونسكو بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن “موقف مهم يدلل على الحرص على حماية الآثار العراقية”.
ودعت إيرينا بوكوفا، مديرة منظمة “يونيسكو” إلى عقد اجتماع “طارئ” لمجلس الأمن بعد ساعات من نشر تنظيم “داعش”، أمس الخمس، تسجيلاً مصوراً يظهر عناصره، وهم يدمرون عشرات القطع الآثرية في متحف الموصل.
وفي بيان أصدرته، واطلع عليه مراسل (الأناضول)، قالت بوكوفا إن “هذا الاعتداء أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق، لهذا تواصلت مع رئاسة مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي، كمكون أساسي من أمن البلاد”. ولم يتحدد بعد موعد عقد هذه الجلسة.
وأعربت مديرة منظمة (يونيسكو) عن “صدمتها العميقة” تجاه التسجيل المصور، وأكدت في البيان “إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود إلى آلاف السنين”.
وأوضحت أن “بعض التماثيل التي دمرت، بحسب التسجيل، تعود إلى مدينة حضر التاريخية المدرجة على لائحة يونيسكو للتراث العالمي، الواقعة على مسافة 100 كلم جنوب غرب الموصل”.
وتوعد أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي، في بيان أصدره الخميس، تنظيم “داعش” بمعركة قريبة تنهي وجوده في محافظة نينوى (شمال)، ومركزها مدينة الموصل، بعد ساعات من نشر التنظيم التسجيل المصور الخاص بتدمير محتويات متحف الموصل.
وبث تنظيم “داعش” الخميس، تسجيلاً مصوراً يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف نينوى بمدينة الموصل، والذي يعد أحد أهم المتاحف في العالم.
وظهر في التسجيل، الذي اطلع عليه مراسل (الأناضول)، متحدث من “داعش” يقف أمام تمثال أثري كبير في متحف نينوى الأثري وأشار بيده إلى التمثال قائلاً “إن هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله”.
وبعد انتهاء عنصر “داعش” من حديثه ظهر عناصر آخرون من التنظيم يهمون بدفع ورمي تماثيل أثرية عديدة وتحطيم أخرى بالمطارق وبالمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية لتصبح قطعاً صغيرة.
وظهر في التسجيل لوحات تعريفية شارحة بالقطع والتماثيل الأثرية التي تم تحطيمها تظهر أن بعضها يعود للقرن الثامن قبل الميلاد.
ويسيطر تنظيم “داعش” على مدينة الموصل ومساحات واسعة شمالي وغربي وشرقي العراق وأخرى في جارتها سوريا، منذ يونيو/ حزيران الماضي، ويعمل عادة على هدم الأضرحة والمزارات والآثار في المناطق التي يسيطر عليها بحجة أنها “أوثان ويعبد فيها غير الله”.