بيروت- “القدس العربي”:
رأى النائب التغييري وضّاح الصادق أن “لا حسن نصر الله ولا نتنياهو يعرفان إذا كان الوضع سيبقى على حاله في الجنوب أم لا”، وأكد أن “ما بعد حرب غزة غير ما قبلها”، معتبراً “أن الانتصار يكون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة لها جيشها ومطارها وسفاراتها مقابل تخلّي إيران عن أوراقها التي تستغلها بحجة القضية الفلسطينية”.
وعلّق على زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، فقال “لغاية اليوم لم يحمل أي شيء بل حمل نفسه وجاء إلى لبنان”، وأضاف “سعت فرنسا بداية لتسوية هي بدعة سليمان فرنجية مقابل نواف سلام وقد أجهضناها كمعارضة ثم عاد ببدعة الرسالة التي طلبها من النواب والتي اعتبرتها مساً بالسيادة”، مشيراً إلى “أن المطلوب من فرنسا واللجنة الخماسية والمجتمع الدولي لعب دور واحد هو المحفّز والضاغط لتطبيق الدستور والقوانين، وعدم العودة للعب لعبة السلطة القديمة على شكل تسويات”.
ورأى أن الحديث عن مقايضة بين عدم دخول حزب الله في الحرب مقابل الإتيان برئيس موال له هو “افتراضات”، وأضاف “حزب الله لا يملك قرار الدخول أو عدم الدخول في حرب بل القرار لإيران التي إذا طلبت منه الدخول تكون هي التي تحصل على ثمن وليس الحزب”، وسأل “هل الثمن هو رئيس الجمهورية؟ لا أتصوّر، وهل الإيراني المرعوب اليوم أكثر من الجميع قادر على القول لن أدخل الحرب مقابل ثمن؟! هو لم يدخل الحرب حماية لرأسه لأنه في وضع سيئ جداً اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً ومالياً، وإذا دخل في الحرب لن يخرج منها سالماً”.
وفيما يلي وقائع الحوار الذي أجرته “القدس العربي” مع النائب وضاح الصادق:
– لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال بكل صراحة، في رأيي لا حسن نصر الله ولا نتنياهو يعرفان إذا كان الوضع سيبقى على حاله في الجنوب أم لا، وأنا أكره التحليلات والتوقعات. وحول النيات المبيّتة كذلك لا أعرف ماذا تخبئ إنما أقول إنه يجب على الأقل أن يكون هناك ضبط للوضع من الجهة اللبنانية وهذا تمنٍ ولن يكون أكثر من تمنٍ، لأنه إذا كان هناك قرار إيراني بالدخول بالحرب سيدخلون من خلال الجنوب وإذا كان هناك قرار إسرائيلي أمريكي بالدخول في الحرب سيدخلون من خلال الجنوب.
– بالتأكيد ما بعد الحرب غير ما قبلها، فهي هددت إسرائيل وبالتالي لن يقبل الإسرائيلي ولا الأمريكي ولا الأوروبي أن يكون ما بعد الحرب مثل قبلها، ويريدون أن يعملوا ضمانة كاملة لإسرائيل في محيطها هذا من جهة ومن جهة أخرى لقد فرضت الحرب قناعة عند المجتمع الدولي ألا حل للمشكلة الفلسطينية إلا بإقامة دولة مستقلة. وأتصوّر أنه هنا يكون الانتصار وليس بتحرير الأسرى لأنهم اعتقلوا حوالي 4 آلاف من الضفة مقابل إطلاق سراح نحو مئة. ولا الانتصار هو بالمعركة والصمود لأنه يجب ألا ننسى أن هناك عشرات آلاف الضحايا والجرحى مع إبادة مدينة وتهجير شعب. الانتصار الأبرز في هذه الحرب بالنسبة إلي هو بإعادة فرض القضية الفلسطينية على المجتمع وفرض القناعة عند الجميع أن لا حل لهذه القضية إلا من خلال دولة مستقلة بالكامل وليست تحت رعاية أحد، دولة لها استقلاليتها الكاملة ولها جيشها ومطارها وسفاراتها وكيانها وأمنها وسلامها، إنما لا أعتقد أن أي منظمة عسكرية أو ميليشيا عسكرية في المنطقة ستكون منتصرة بل سيكون مصيرها مطروحاً على طاولة المفاوضات بين الأمريكي والإيراني وهذان الطرفان هما مَن يقرران.
وبعد الحرب سنخرج من مقولة حزب الله والحشد الشعبي والحوثي ونعود إلى مقولة إيران وأعتقد أن وزير الخارجية الإيراني كان واضحاً في كل زيارة يقوم بها بهدف إيصال رسالة أنه هو صاحب القرار ليفرضوا أنفسهم وليحجزوا كرسياً على طاولة المفاوضات.
هنا نتحدث أيضاً عن افتراضات ونيات لست خبيراً فيها ولا أعرف بماذا يفكّر أي طرف، ولكن اعتقادي حول هذه المقايضة أن حزب الله لا يملك قرار الدخول أو عدم الدخول في حرب بل القرار لإيران التي إذا طلبت منه الدخول تكون هي التي تحصل على ثمن وليس الحزب، هذا عرف خاطئ. هل الثمن هو رئيس الجمهورية؟ لا أتصوّر في ظل ضخامة المشهد أن لبنان ورئيس الجمهورية هما في مكان ما في الواجهة ولا الثمن المناسب للدخول أو عدم الدخول في حرب. هل الإيراني المرعوب اليوم أكثر من الجميع قادر على القول لن أدخل الحرب مقابل ثمن؟! هو لم يدخل الحرب حماية لرأسه لأنه في وضع سيئ جداً اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً ومالياً، وإذا دخل في الحرب لن يخرج منها سالماً. لذلك، الإيراني منذ أن حصلت عملية 7 أكتوبر تنصّل منها في اليوم التالي و”صار يحلف” أنه لم يعترف بها. وأعود لأقول إن الثمن هو دولة فلسطينية مقابل تخلي إيران عن أوراقها التي تستغلها منذ سنوات بحجة القضية الفلسطينية فيما هي ليس لديها اشكالية تاريخياً مع إسرائيل ولم تُطلَق رصاصة بين إيران وإسرائيل إنما يستخدمون شبابنا ودم شبابنا في هذا الموضوع.
كل ما ورد في الإعلام تكهنات ولغاية اليوم لم يحمل لودريان أي شيء بل حمل نفسه وجاء إلى لبنان، بداية سعت فرنسا لتسوية هي بدعة سليمان مقابل نواف سلام وقد أجهضناها كمعارضة ثم عاد ببدعة الرسالة التي طلبها من النواب، وإذا لم أكن مخطئاً كنت النائب الوحيد الذي ردّ عليها بشكل مباشر واعتبرها مساً بالسيادة، وبعدها لم يتم أي اجتماع بيني وبينه لأنهم اعتبروا أن ردي غير مناسب، لكنني أبلغت موقفي للسفير السعودي وكذلك للسفير الفرنسي الذي التقيته الاسبوع الماضي في مجلس النواب وسأكرره للودريان غداً.
نصح لودريان بعدم العودة إلى لعبة التسويات واعتبر الحديث عن مقايضة “افتراضات”
فبالنسبة إلينا فرنسا واللجنة الخماسية والمجتمع الدولي عليهم لعب دور واحد هو المحفّز والضاغط لتطبيق الدستور والقوانين، لأن الغرب يدّعي حماية الدستور والقوانين وحقوق الإنسان- وهو ما صار خلف ظهرنا بعد حرب غزة- ولكن علينا رسم خط بين المرحلة الماضية التي أوصلتنا إلى هنا والمرحلة الحالية التي يجب أن ننطلق منها إلى المستقبل، فإذا أرادوا العودة للعب لعبة السلطة القديمة على شكل تسويات، لا نفضل البقاء على وضعنا الحالي في انتظار أن ننتهي من هذه السلطة لنعيد بناء البلد على أن نكمل ونبني بلداً أعوج.
على لودريان والفرنسيين واللجنة الخماسية أن يعرفوا أن تطبيق القوانين والدستور هو الأساس في أي عملية مقبلة، وسأكرر ما قلته للودريان وللسفير الفرنسي من أننا لم نصل إلى هنا بسبب هزة أرضية أو فيضان أو زلزال أو حرب إنما وصلنا إلى هنا بسبب فساد سلطة سياسية سرقتنا ونهبتنا على مدى 10 و15 سنة وهدمت مؤسسات الدولة ومازالت تهدمها بنية مبيتة وواضحة.
أختم أن لودريان يأتي حاملاً ورقتين هما: حث لبنان على انتخاب رئيس لأن هناك مرحلة بعد حرب غزة سيكون للبنان دور فيها في حال عقد مؤتمر دولي وتفترض أن يتمثل لبنان برئيسه، هذا ممتاز إنما كيف سننتخب رئيساً؟ بتطبيق الدستور، هذا ما يجب أن يعرفه الفرنسي ليضغط على الجهات التي كانت قريبة له ولا أعرف ما هو وضعها حالياً من أجل تطبيق الدستور.