مدريد – رويترز: ذكرت شركة الطاقة الإسبانية «ناتورجي» أمس الثلاثاء أن عقود التوريد المبرمة مع الجزائر لا تتضمن أي بنود قد تتأثر بالتغير في هيكل الملكية.
وتأتي تلك التعليقات رداً على ما نقلته رويترز عن مصدر مُطَّلِع قال إن الجزائر ستوقف تسليم الغاز إلى «ناتورجي» إذا قررت بيع أسهمها لشركة أخرى.
ولم يُسّمِّ المصدر الشركة التي قد تشتري أسهم «ناتورجي»، لكن شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» ذكرت الشهر الماضي أنها تجري محادثات مع أكبر ثلاثة مساهمين في «ناتورجي»، ما قد يؤدي إلى عرض استحواذ كامل على أكبر شركة غاز طبيعي في إسبانيا.
وقال متحدث باسم الشركة لرويترز «لم يكن هناك على الإطلاق أي بنود في عقود التوريد (العقود الحالية تنتهي في 2031/2030) يمكن أن تتأثر بالتغييرات المحتملة في هيكل ملكية أي من الطرفين». وأضاف «حدثت تغيرات من هذا النوع في وقت سابق ولم تتأثر العقود».
وتضررت العلاقة بين الجزائر والإمارات في السنوات القليلة الماضية إذ كانت الإمارات والمغرب من بين دول عربية عززت علاقاتها مع إسرائيل في إطار ما يسمى باتفاقيات إبراهيم.
والجزائر والمغرب ندان إقليمان. وتدافع الجزائر عن القضية الفلسطينية وتنتقد الاتفاقيات.
ورفض متحدثون باسم وزارات الطاقة والاقتصاد والخارجية الإسبانية التعليق على احتمال قطع إمدادات الغاز الجزائرية. ولم تتلق رويترز تعقيب من الحكومة الجزائرية حتى الآن، فيما ردت «طاقة» بأنها «لا تعلق على شائعات أو تكهنات في السوق»، في حين لم ترد حكومة الإمارات على طلب للتعليق.
وتشير أحدث معلومات أبلغتها الشركة للأسواق في 2022 إلى أن لدى «ناتورجي» عقود توريد غاز مهمة مع شركة النفط والغاز الجزائرية المملوكة للدولة «سوناطراك» بنحو خمسة مليارات متر مكعب سنوياً.
ويتفاوض الطرفان على أسعار العام الجاري، علاوة على أسعار العام الماضي بأثر رجعي.
وتفيد بيانات شركة «إناغاس» الإسبانية المُشَغِّلة لشبكة الغاز الطبيعي أن الغاز الجزائري شكّل نحو ثُلُث إجمالي واردات إسبانيا من مصدر الطاقة الحيوي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
ويأتي الجزء الأكبر من الإمدادات عبر خط أنابيب «ميدغاز» التي تملك فيه «ناتورجي» حصة أقلية بينما تستحوذ «سوناطراك» على 51 في المئة. وتحوز شركة الطاقة الجزائرية أيضاً أربعة في المئة في نظيرتها الإسبانية.
وأشادت «ناتورجي» بعلاقتها الممتدة منذ أكثر من 50 عاماً مع «سوناطراك».
وأضافت «خلال كل هذه السنوات، لم تحدث أي انتهاكات من أي من الطرفين. ولم يخرق أيهما العقود حتى في الأوقات الحساسة سياسياً».
وذكرت «طاقة» الشهر الماضي إنها تجري محادثات مع شركتي الاستثمار المباشر «سي.في.سي» و»جي.آي.بي»، التي تملك كل منهما حصة تزيد على 20 في المئة في «ناتورجي»، لشراء حصتيهما.
وأضافت أنها تجري محادثات مع شركة «كرايتيرا»، أكبر مساهم في «ناتورجي»، والتي تملك حصة قدرها 26.7 في المئة، تتعلق باتفاقية شراكة محتملة.
ورفضت «كرايتيرا» التعليق على مستقبل تسليم الغاز الجزائري.