غزة: لم يتمكن زوار قطاع غزة قبل الحرب من قضاء رحلتهم كما كانوا يخططون، بل كانت تلك الزيارة مرحلة مفصلية في حياتهم شاهدوا خلالها الدمار والموت في كل مكان.
واليوم ولأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر / تشرين الأول المنصرم، تمكنت دفعة من حملة الجوازات الأجنبية من مغادرة القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وقال عدد من مغادري القطاع أثناء وجودهم الأربعاء، عند معبر رفح الحدودي استعدادا لمغادرتهم لقطاع غزة إلى مصر.
وتمكن 335 شخصا من الأجانب والفلسطينيين مزدوجي الجنسية من مغادرة القطاع بناء على طلبات تقدموا بها، عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية قبل 26 يوما، وفقا لسلطات المعابر الفلسطينية.
وبحسب شهاداتهم، فإن جميعهم تعرضوا لظروف مرعبة كادت أن تودي بحياة بعضهم خلال تواجدهم في القطاع بفعل حرب الجيش الإسرائيلي الذي قالوا إنه “لم يكن يميز أي هدف وكان يضرب بشكل عشوائي كل مكان”.
الطفلة حلى السيد سعيد شقورة، فلسطينية تحمل الجنسية الليبية، قالت: “جينا (أتينا) من ليبيا وتعرضنا للترحيل والتهجير من بيتنا بغزة (نتيجة الغارات)”.
وأضافت أنها كانت وأمها تمشيان وتتنقلان من مكان إلى مكان (بسبب القصف والتهجير) ولا تدريان متى يمكن أن يخطفهما الموت.
وتابعت: “نمشي بالموت، وأطفال غزة يتعرضون للموت والإصابات”.
ومضت قائلة: “بدي (أريد أن) أطلع ما بدي أموت، أنا وامي أجينا هان (أتينا إلى هنا)، بدي أطلع عشان شفنا (شاهدنا) الويل وتهجرنا، وكذا مرة تعرضنا للموت”.
وزادت وكلها أمل في حياة بعيدة عن الدمار والقتل خارج القطاع: “بدنا نطلع برة غزة حتى لو مش راح نرجع مرة ثانية”.
بدوره، قال مازن الدنف، فلسطيني يحمل الجنسية الألمانية: “آخر مرة جيت (أتيت) قبل سنتين، من ثم أجيت في 26 سبتمبر الماضي، وصارت الحرب في غزة ووظللنا عالقين”.
وأضاف: “لنا 25 يوما.. السفارة أبلغتنا أن احتمال كبير يتم فتح معبر رفح ويغادر أصحاب الجنسيات الأجنبية”.
وتابع: “حرب مرعبة جدا ما في أي أهداف واضحة الضرب عشوائي، وعملية انتقام من الشعب الفلسطيني والحرب مرعبة لأي انسان عايش بالبلد”.
ولفت إلى أنه “لا يوجد لجيش الاحتلال أي هدف ويضرب بكل مكان بشكل عشوائي”.
من جانبه، قال هشام عدوان، متحدث هيئة المعابر الفلسطينية، من أمام معبر رفح: “تم إبلاغنا من الجانب المصري أن المعبر سيعمل لخروج 81 جريحا من الإصابات الخطيرة نتيجة العدوان، إضافة لكشف وصلنا من الجانب المصري لأصحاب الجوازات الاجنبية ما يقارب 500 اسم”.
وأضاف عدوان: “نعمل لتسهيل سفر هؤلاء الناس بكل أريحية”.
وتابع: “ندعو مصر لفتح المعبر بشكل دائم ومستمر لخروج المسافرين من غزة بشكل طبيعي بالإضافة أن لدينا أكثر من 20 ألف جريح وآلاف الإصابات خطيرة”.
وتمنى عدوان أن يظل معبر رفح مفتوحا بشكل كامل ومستمر لعلاج الجرحى في مستشفيات العالم.
ومنذ 26 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة دمر خلالها أحياء سكنية كاملة، مما أسفر عن استشهاد 8796 من الفلسطينيين بينهم 3648 طفلا، وإصابة 22219 آخرين، وتسببت بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.
(وكالات)