ناخبو مالي اختاروا التغيير.. واعلان النتائج الجزئية للانتخابات سيشعل التوتر بين كيتا ومنافسيه
31 - يوليو - 2013
حجم الخط
0
مالي ـ رويترز : قال وزير الإدارة المحلية في مالي الثلاثاء إن رئيس الوزراء السابق ابراهيم أبو بكر كيتا متقدم بفارق كبير ويمكن أن يفوز من الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية. ومن المرجح أن يؤدي الإعلان عن النتائج الجزئية إلى إشعال التوترات بين مؤيدي كيتا ومنافسيه الذين يقولون إنهم سيطعنون في النتائج إذا لم تكن هناك جولة ثانية. وشارك الناخبون بأعداد كبيرة في الانتخابات التي أجريت يوم الأحد رغبة منهم في بداية جديدة بعد انقلاب اذار/ مارس 2012 الذي أتاح لانفصاليين ومقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة السيطرة على شمال البلاد في العام الماضي. وتدخلت فرنسا وأرسلت آلاف الجنود لمواجهة المقاتلين الإسلاميين في كانون الثاني/ يناير مما جعلهم يتفرقون في الصحراء والجبال.واتسمت عملية التصويت بالهدوء وأشاد المراقبون بالانتخابات بصورة كبيرة. وقال الكولونيل موسى سينكو كوليبالي للصحفيين في العاصمة باماكو ‘هناك مرشح واحد هو إبراهيم أبو بكر كيتا المتقدم بهامش كبير مقارنة بمرشحين آخرين.’ وأضاف ‘إذا تأكد (فهذا يعني) أنه لن تكون حاجة لإجراء جولة ثانية.’ وأوضح أن هذه النتائج تمثل ثلث الأصوات من الدوائر الانتخابية في أنحاء البلاد. ورفض كوليبالي الذي تتولى وزارته تنظيم الانتخابات مطالب من الصحافيين ذكر أرقام محددة لكنه قال إن النتائج تعكس التصويت في أنحاء البلاد وإن اللجنة الانتخابية أكدتها. وبعد دقائق من إعلان هذه النتائج أطلقت السيارات والدراجات النارية أبواقها وهتف أنصار كيتا في الشوارع قائلين ‘إي.بيه.كا’ في إشارة إلى الحروف الأولى لاسمه والتي يشتهر بها.وقال أحد السكان إن الناس اختاروا التغيير. وكيتا له ثقل سياسي كبير في الانتخابات. فقد شغل مناصب وزارية في الحكومات السابقة وعمل رئيسا للوزراء خلال الفترة من 1994 إلى 2000. كما أن كيتا رأس البرلمان عندما كان رئيسا لحزب تجمع مالي قبل أن يقوم بمحاولات فاشلة لتولي الرئاسة في انتخابات 2002 و2007. وأطلق كيتا حملته الانتخابية بناء على وعود باستعادة ‘شرف’ مالي ومعروف عنه صرامته التي يعتقد الكثير من أبناء مالي إنها صفة لازمة لاستعادة سيادة القانون في أنحاء البلاد. وقال محمدو سيسوكو الذي يعمل مدرسا ‘النتائج الجزئية تظهر بوضوح ما الذي يشغل شعب مالي. لأنه بعد 20 عاما من سوء الإدارة المروعة فإن إصابة الناس بالضجر وحاجتهم للتغيير أمر غير مفاجيء’. وقال سيلا عمر الذي يعمل في مجال الاتصالات إن نسبة المشاركة كانت غير عادية. مضيفا ‘سعادتنا غامرة لدرجة أننا لا يمكننا حتى أن نصف مشاعرنا.. لأنه في ظل هذه النسبة الكبيرة من المشاركين وهذا الفارق الكبير.. لم نر شيئا كهذا من قبل في هذا البلد’. وأتيح لنحو 6.8 مليون ناخب مسجل في مالي الاختيار من بين 26 من المرشحين رجالا ونساء. ومن بين منافسي كيتا وزير المالية السابق صميلة سيسيه ورئيس الوزراء السابق موديبو سيديبي وكذلك درامان ديمبيلي وهو حديث العهد نسبيا بالسياسة واختير مرشحا لحزب التحالف الديمقراطي في مالي اكبر الأحزاب في البلاد والذي كان من المتوقع أن يستميل الشباب. وانتقد سيسيه الذي يشغل المركز الثاني حتى الآن الإعلان عن النتائج. وانضم إلى ديمبيلي الذي جاء في المركز الثالث وسيديبي للشكوى من العملية الانتخابية يوم الاثنين. وشكت جبهة الديمقراطية والجمهورية التي تشكلت في العام الماضي لمواجهة الانقلاب من أن مئات الآلاف تم استبعادهم من الانتخاب بسبب عيوب فنية. وقال كوليبالي إن الكثير من أبناء مالي الذين يعيشون خارج البلاد لم يتمكنوا من التصويت وإن كل الجهود تبذل لحل المشكلة في الانتخابات القادمة. وقبل الانهيار الذي حدث في العام الماضي اكتسبت مالي سمعة البلد المستقر وأصبحت ثالث أكبر منتج للذهب في افريقيا. ووعدت الجهات المانحة التي قطعت المساعدات بعد الانقلاب بتقديم أكثر من ثلاثة مليارات يورو لجهود إعادة الإعمار بعد الانتخابات. وسيتعين على الرئيس الجديد الإشراف على محادثات السلام مع مقاتلي الطوارق الذين وافقوا على إجراء الانتخابات في المناطق التي يسيطرون عليها لكنهم لم يلقوا السلاح بعد. كما أن الانتخابات الناجحة ستتيح لفرنسا خفض وجودها العسكري في مالي من نحو ثلاثة آلاف جندي. كما أن بعثة من الأمم المتحدة قوامها 12600 جندي تنسحب بالتدريج. ويأمل المانحون أن يتمكن ابناء مالي من خلال التصويت بأعداد كبيرة من إحياء الديمقراطية التي لم تحدث قدرا كبيرا من الحماسة في الداخل وأذكت الفساد وأسفرت عن نظام ضعيف لم تفرض عليه رقابة.