نادت بتطبيق الشريعة منذ ان تأسست بعد سقوط نظام القذافي وكفرت الحكومة الليبية
27 - نوفمبر - 2013
حجم الخط
0
طرابلس – أسامة بن هامل : ‘أنصار الشريعة’ أو ‘كتيبة أنصار الشريعة’ تلك الجماعة التي نادت بتطبيق الشريعة الإسلامية منذ أن تأسست بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول 2011، عادت هذه الأيام للشارع بعد أن دخلت على خط المواجهة مع الجيش الليبي. ومواجهات الاثنين التي اندلعت في بنغازي (شرق البلاد) بين عناصر أنصار الشريعة وقوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي، والتي أسفرت عن سقوط 9 قتلى وحوالى 50 جريحا، هي الأولى من نوعها بين القوات النظامية والمجموعة الإسلامية في عموم البلاد، خاصة وأن السلطات تتجنب أي مواجهات مع المجموعات المسلحة بوجه عام، وتحاول السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد بسبب انتشار السلاح وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة. و’أنصار الشريعة’ التي أعلنت بعد مواجهات بنغازي، وعلى لسان أحد أعضائها ويدعى محمود البرعصي على إحدى القنوات الليبية الخاصة، أن تنظيم القاعدة ‘قدوتها’، وأنها لا تعترف بالحكومة الليبية المؤقتة الحالية التي وصفتها بالحكومة ‘الكافرة’، لا تتمتع بالقبول الكافي لدى الشارع اللليبي الذي أبدى رفضه لها، ووصفها بـ’البلاء’ الذي أصيب به عموم ليبيا، بحسب العديد من المتابعين للشأن الليبي. وقال البرعصي في تصريحاته التلفزيونية ‘نحن قدوتنا فقط الشيخ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، و’الديمقراطية كفر’، داعياً إلى مقاتلة ‘قوات الصاعقة’ التي اشتبكت معها عناصر تنظيمه في بنغازي، واعتبر أن قتالهم ‘جهاد’، قائلاً: ‘نحن أنصار الشريعة لا نعترف بالدولة الليبية سواء كانت حكومة أو مؤتمراً (البرلمان الليبي). وفي بيان لها أصدرته في أعقاب مواجهاتها مع الجيش الليبي في بنغازي، قالت الجماعة إننا ‘لسنا ضد بناء جيش يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية ويكون ولاؤه لله ورسوله’. ولعل ما يترجم الرفض الشعبي لهذه الجماعة، ما أقدم عليه محتجون غاضبون، أمس من خلال اقتحامهم مبنى تابعاً للجماعة في أجدابيا إلى الغرب من بنغازي، وذلك احتجاجاً على الاشتباكات التي شهدتها بنغازي بين عناصر الجماعة وقوات الجيش الليبي. ويُعرف عن هذا التنظيم أو الكتيبة أو الجماعة المحسوبة على ‘التيار الجهادي’ أنها ‘تجمع عسكري يضم مقاتلين ثوريين شاركوا في الإطاحة بحكم العقيد الراحل معمر القذافي تحت لواء كتيبة ‘راف الله السحاتي’ التي انفصل عنها محمد الزهاوي الجهادي السابق بأفغانستان وعضو الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة في منتصف أيار/ مايو من العام الماضي ليؤسس ما عرف بـ’جماعة أنصار الشريعة’. ومنذ تأسيس جماعته، أعلن الزهاوي أن هدفهم هو ‘تطبيق شرع الله’، وما لبث أن تفرع عن الجماعة التي تتخذ من بنغازي (كبرى مدن الشرق الليبي) مقراً لها، فروعاً أخرى في سرت (وسط)، وأجدابيا، ودرنة (شرق)، في حين لم يسجل لها أي تواجد في جنوب وغربي البلاد. ومن أبرز قيادات الجماعة، فوزي العياط، وأحمد التير، وهما من أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة المحسوبة على القاعدة، إلى جانب سفيان بن قمو السائق السابق لأسامة بن لادن، وأحمد أبو ختالة المتهم بقتل السفير الأمريكي ببنغازي العام الماضي . ونسبت إلى الجماعة المشاركة في عدة هجمات بما فيها الهجوم الذي قُتل فيه السفير الأمريكي ببنغازي وثلاثة دبلوماسيين آخرين في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما تنفيه الجماعة وتقول إنه ‘لا صلة لها بهذه الهجمات’. ولا يعرف في الوقت الحالي، موقف الكثير من القيادات السياسية في ليبيا الجديدة ممن كانوا بارزين في تيارات إسلامية إزاء أنصار الشريعة ، فعبد الحكيم بلحاج أحد أبرز مؤسسي الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة هو أحد قادة الثوار ويترأس حزب ‘الوطن’ السياسي، كما أن عبد الوهاب القايد المقاتل السابق في أفغانستان وشقيق أبو يحيى الليبي أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة الذي قتل في افغانستان، يشغل الآن مقعد نائب في البرلمان الليبي، ويتزعم كتلة ‘الوفاء للشهداء’ الاسلامية داخل البرلمان . والجماعة التي أشهرت السلاح مؤخراً في الشارع الليبي، معروف عنها قيامها بعقد ملتقيات دعوية واسعة النطاق داخل بنغازي وعدد من المدن شرق ليبيا، فضلاً عن قيامها بحملات إغاثية، وتقديم مساعدات إبان انتهاء ثورة 2011 ضد القذافي وهذه الجماعة التي وصفت الحكومة الانتقالية في ليبيا بـ’الكافرة’ أُسندت لها خلال العام الحالي، المشاركة في ضبط الوضع الأمني، وحماية بعض المقار الحيوية في مدينة بنغازي. وتعيش ليبيا أوضاعاً أمنية متدهورة، وتصاعداً في أعمال العنف، وذلك في وقت تواجه فيه الحكومة الانتقالية صعوبات في إنشاء قوات جيش وشرطة، وتستعين بانتظام بالثوار السابقين الذين حاربوا نظام القذافي في السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد؛ بسبب انتشار السلاح، وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة. ‘الاناضول’.