«ناسا» تنشر «أروع صورة» تصل للإنسان من الفضاء.. ماذا تحتوي؟

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»:  نشرت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» مؤخراً الصورة الأكثر روعة حتى الآن والتي تمكن تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي من التقاطها.

وشاركت الوكالة صورة لما يشبه بطريقاً وبيضة، على بعد حوالي 326 مليون سنة ضوئية من الأرض، حسب ما نشرت العديد من وسائل الاعلام بما فيها جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي أوردت تقريراً مفصلاً عن الصورة اطلعت عليه «القدس العربي».
لكن التلسكوب في الواقع التقط مجرتين، تعرفان باسم ARP 142 انضمتا إلى ضباب أزرق يتكون من النجوم والغاز.
وبدأ التفاعل بينهما منذ ما بين 25 إلى 75 مليون سنة، عندما مر البطريق المسمى في الأصل NGC 2936) والبيضة (NGC 2937 بجانب بعضهما البعض لأول مرة.
ويعتبر «جيمس ويب» أقوى تلسكوب تم إطلاقه إلى الفضاء على الإطلاق، وهو متخصص في التقاط الأشعة تحت الحمراء، ولهذا السبب تمكن من تصوير هاتين المجرتين بتفاصيل مذهلة.
وقال مارك كلامبين، مدير قسم الفيزياء الفلكية في وكالة «ناسا» في مؤتمر صحافي: «في غضون عامين فقط، غيّر جيمس ويب نظرتنا للكون، مما مكّن هذا النوع من العلوم ذات المستوى العالمي ودفع ناسا إلى جعل هذه المهمة حقيقة واقعة».
وفي يوم الجمعة الماضية، الذي صادف مرور عامين منذ أن كشفت «ناسا» عن أول صور فضائية تم الحصول عليها من «ويب» أصدرت وكالة الفضاء صورة جديدة بالأشعة تحت الحمراء القريبة والمتوسطة للمجرتين المتفاعلتين.
ويرصد «ويب» ضوء الأشعة تحت الحمراء باستخدام مجموعة من أداتين، كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة «NIRCam» وأداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة «MIRI».
وتكتشف «NIRCam» الضوء الصادر من النجوم والمجرات الأولى في عملية التكوين، كما تكتشف تجمعات النجوم في المجرات القريبة، والنجوم الشابة في أجسام مجرة ​​درب التبانة وحزام كويبر.
أما جهاز «MIRI» فيتميز بكاميرا وجهاز قياس الطيف، الذي يفصل الضوء الوارد حسب تردده ويسجل الطيف الناتج. ويمتلك «MIRI» أيضاً أجهزة كشف حساسة يتيح له رؤية الضوء المنزاح نحو الأحمر من المجرات البعيدة والنجوم المتكونة حديثاً والمذنبات المرئية بشكل خافت بالإضافة إلى الأجسام الموجودة في حزام كويبر.
ويسمح هذا للعلماء برؤية الأجسام الكونية غير المرئية بالعين البشرية، وقد أدى ذلك إلى بعض الاكتشافات الرائدة.
وفي العامين الماضيين منذ إطلاقه، قام «ويب» بتصوير أقدم المجرات المعروفة في الكون، والمراحل غير المرئية سابقاً لتكوين النجوم، والمزيد من الأشياء الأخرى.
وهذه الصورة الجديدة هي مثال آخر على قوة تليسكوب «ويب» في الكشف عن الأشعة تحت الحمراء.
وقبل أن تختلط المجرات، كان شكل البطريق يشبه مجرتك الحلزونية المتوسطة الغنية بالغاز والغبار، لكن جاذبية البيضة شوهت شكلها، والآن يلمع مركزه مثل العين، وشكلت أذرعه المجرية صورة منقار، ورأس، وعمود فقري، وذيل.
وقد أدى التفاعل بين هاتين المجرتين إلى سحب الغبار من الغاز الرقيق إلى المناطق الداخلية للبطريق، ما أدى إلى تكثيفها وتكوين نجوم جديدة.
ويمكن ملاحظة ذلك في «السمكة» التي يحملها البطريق في منقاره، وفي «ريش» ذيله، وفقا لوكالة «ناسا». وفي الوقت نفسه، ظل شكل البيضة دون تغيير إلى حد كبير.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها مجرة ​​إهليلجية، ما يعني أنها مليئة بالنجوم الهرمة وتحتوي على كمية أقل من الغاز والغبار الذي يمكن سحبه بواسطة قوى الجاذبية الخارجية. ولو كانت كلتا المجرتين حلزونيتين، لما تبلورت هذه الصورة الفريدة.
وفي الزاوية اليمنى العليا من لقطة «ويب» توجد مجرة ​​أخرى، وهذه المجرة، التي تسمى «PGC 1237172» تبعد حوالي 100 مليون سنة ضوئية عن الأرض. ولاحظها «ويب» من الجانب، ولهذا السبب ظهرت من الحافة. وهي مليئة بالنجوم الشابة التي تتلألأ باللون الأزرق الساطع في الصورة.
وفي الخلفية، تعج صورة «ويب» بمجرات أبعد، حيث يوضح هذا مدى حساسية أجهزة «ويب» للأشعة تحت الحمراء وعالية الدقة، وفقاً لوكالة «ناسا».
وعلى الرغم من أن البطريق والبيضة يشتركان في رقصة كونية، إلا أنهما لا يزالان على بعد حوالي 100 ألف سنة ضوئية من بعضهما البعض، ولكن هذا في الواقع قريب جداً على المقاييس الكونية.
وفي نهاية المطاف، سوف يندمجون في مجرة ​​واحدة، لكن هذا لن يحدث قبل مرور مئات الملايين من السنين. وفي هذه الأثناء، سيواصل «ويب» استكشاف وتوثيق أبعد مسافة من الكون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية