بيروت- “القدس العربي”:
أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية، مطلقَ النار على مدخل السفارة الأمريكية في عوكر قبل أيام، وهو اللبناني محمد مهدي حسين خليل من برج البراجنة في الضاحية الجنوبية.
وقد اعترف المتهم بإطلاقه النار على السفارة، وتم ضبط السلاح المستعمل في العملية. وبعدما ذهب الاعتقاد إلى أن اطلاق النار هو رسالة سياسية في توقيتها وأبعادها للسفارة الأمريكية، لم تُقنع الرواية الأمنية التي تسرّبت عن التحقيق الأولي كثيرين، بل شكّلت مادة للسخرية من قبل بعض الإعلاميين والناشطين، خصوصاً بعدما قيل إن الموقوف يعمل سائق “دليفري” في شركة توصيل خاصة، وأنه أطلق النار بعد تعرّضه لإهانة سابقاً من أحد المولجين بأمن السفارة.
وكتب رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” فارس سعيد، عبر حسابه على منصة “إكس”: “لم أقتنع برواية إطلاق النار على السفارة الأمريكية من خلال delivery غاضب”.
وعلّقت الصحافية دنيزعطا الله: “اللهم ارزقني بعضاً من فائض قوة سائق توتيرز، وابعد عني موهبة الإخراج الضحلة”. كذلك كتب الصحافي بيار عطا الله: “ليس هناك أكثر رمزية من الدليفري man لإيصال الرسائل”.
وغرّد الصحافي محمد بركات: “وقفة كوميدية مع مطلق النار على السفارة الأمريكية… قال طلع عامل توصيل ديليفري على خلاف مع أمن السفارة. الشي لوحيد المنطقي هو إنو الرصاصات ديليفري. المرة الجايي خلاف على ديليفري ممكن يفوّتنا بحرب عالمية. يبدو في مجموعة انتقلت إلى الجريمة الكوميدية”، وأضاف ساخراً: “عمليات القتل الآتية: زحطة على قشرة موزة، حادث سيارة، رصاص طائش”، وختم بوسم: “السفارة في العمارة، والسفير في الأسانسير”.
وكتبت مريم سلّوم في إشارة إلى حزب الله: “شكلهن هال 100 ألف مقاتل آخر كم سنة عم يشتغلوا ديليفري بارت تايم”.
من ناحيته، لم يشأ عضو “كتلة الكتائب” الياس حنكش، التشكيك في تقرير القوى الأمنية وضرب صدقيته، وقال لـ”القدس العربي”: “في بلد لبنان على فوهة بركان، والكل يبعث رسائل للكل من المستغرب أن نرى شيئاً سخيفاً تُرجم في أكثر من اتجاه، وأنا كنت من الأشخاص الذين انتبهوا، وهنأت العاملين في السفارة بالسلامة من دون أن أتهم أحداً، وقلت إن لغة الرصاص مردودة لأصحابها”.
لكنه أضاف: “الغريب أن يقع حادث من هذا النوع في منطقة تحتوي على حضور أمني وعلى كاميرات، وأن تتم فيها تصفية حسابات بهذه الطريقة وأن يطول الوقت لاكتشاف العملية أكثر من 24 ساعة وحتى أكثر من ربع ساعة”. وأكد حنكش “أن الفلتان الأمني وتصفية الحسابات بالطريقة الشخصية يزداد عندما تغيب الدولة، وهنا نعود إلى تفلّت السلاح وهيبة الدولة الموجودة في مناطق والغائبة في مناطق أخرى، إنما هذه الحادثة كان لها وقعها بترجمات سياسية وتحليلات”.
في المقابل، تبنّى البعض في فريق 8 آذار/ مارس هذه الرواية ومن بينهم الصحافي حسن علّيق الذي لفت إلى أن الشاب الموقوف “أوصل بدراجته النارية ديليفري إلى عوكر، قال له حارس السفارة “إنقبر انطر تحت”، ابتلع الإهانة لعدة أسابيع ثم حمل رشاشه وانطلق إلى عوكر وأفرغ أقل من نصف مخزن باتجاه الوكر، ثم وضع بندقيته في حقيبة الدليفري وعاد إلى منزله”.
في غضون ذلك، اتصل وزير الداخلية بسام مولوي بالسفيرة الأمريكية دوروثي شيا، وأبلغها بتوقيف مطلق النار، وكانت السفيرة أعلنت بعد زيارتها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: “أننا لا نشعر بالخوف إثر هذه الحادثة وأن إجراءاتنا الأمنية متينة جداً”.