بورتسودان: أعلن ناشطون سودانيون، الاثنين، أن عدد القتلى بمدينة الهلالية بولاية الجزيرة ارتفع إلى 350 مدنيا جراء هجوم قوات الدعم السريع منذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي الأيام الأخيرة تزايدت اتهامات محلية ودولية لقوات الدعم السريع بـ”ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية” بحق المدنيين بولاية الجزيرة (وسط)، دون صدور تعليق من تلك القوات شبه العسكرية.
وتجددت الاشتباكات بين “الدعم السريع” والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر، على خلفية انشقاق القيادي بصفوف قوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه لقوات الجيش.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، سيطرت “الدعم السريع” بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها “ود مدني” مركز الولاية.
وتسيطر “الدعم السريع” حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وقال “نداء الوسط” (كيان مدني سوداني يضم مجموعة ناشطين) في بيان، إن “الحصار الجائر الذي تفرضه الدعم السريع على عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء العزّل لا مبرر له”.
وأضاف البيان: “فاقت أعداد الضحايا 350 شهيداً وشهيدة وراوحت أسباب الوفاة بين التسمم الغذائي والجوع والعطش، وتدهور الحالة الصحية وعدم الحصول على الأدوية والرعاية الطبية” .
وأشار إلى أن “عمليات الدفن للضحايا تتم بشكل جماعي وتجاوزت التكفين اللازم ومراسم الدفن المعهودة”.
وأمس الأحد، قال “نداء الوسط” إن حصيلة ضحايا الهلالية بلغت 315 قتيلا “20 شهيدا منهم ارتقوا جراء إصابتهم بطلقات نارية، و295 جراء التسمم وتدهور الحالة الصحية”.
وبعد أن اتهمت الخارجية السودانية الخميس، الدعم السريع بقتل 120 مدنيا بمدينة الهلالية، أعلنت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) الجمعة، ارتفاع عدد قتلى الهلالية إلى 200.
من جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، الاثنين، إن “التقارير التي تفيد بأن جنود الدعم السريع قاموا بتسميم مئات السودانيين في مدينة الهلالية صدمت الضمير”.
وذكر بيرييلو على منصة “إكس” أن “تسميم الطعام في بلد يعاني بالفعل من المجاعة هو عمل شنيع، وإذا تأكد ذلك يجب على قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ’حميدتي’ الإجابة على هذا السؤال” .
ووفق مصادر محلية، تواصل “الدعم السريع” مهاجمة الهلالية، التي تعد إحدى كبرى مدن شرق ولاية الجزيرة، وتفرض حصارا على عشرات الآلاف من سكانها.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
(الأناضول)