بيروت ـ «القدس العربي»: في ظل الحديث عن تقشّف حكومي في لبنان ورغبة في زيادة الإيرادات، انشغلت بيروت ومواقع التواصل الاجتماعي أمس برغبة وزير الاتصالات محمد شقير بإلغاء الدقائق الستين المجانية التي أقرّت في عام 2014 للمشتركين في الخطوط الخليوية «الثابتة» اللاحقة الدفع Postpaid، معتبراً أن إلغاء هذه الدقائق المجانية سيزيد إيرادات الدولة بنحو 25 مليون دولار.
بعد قراره إلغاء الدقائق الستين المجانية للخطوط الثابتة باعتبار أن أصحابها «ميسورون»
وإذا كان الوزير شقير فشل في إقناع الوزراء بخطوته، فقد ووجهت خطوته بانتقاد وبسخرية من قبل نواب وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً لجهة إصداره بياناً يوضح فيه أن طلبه «إلغاء الـ60 دقيقة مجانية المعطاة للمشتركين للخطوط الخليوية اللاحقة الدفع (الثابتة)، إنما يطال الميسورين لا أصحاب الدخل المحدود أو متوسطي الدخل». وجاء في بيانه أنه «يوجد اليوم حوالى 4 ملايين و400 الف خط خلوي، منها 600 ألف خط ثابت معظمها لأشخاص ميسورين وأحوالهم جيدة»، مشيراً إلى أنه «من بين الـ600 الف يوجد فقط 3 في المئة أو 4 في المئة أصحاب دخل متوسط، فيما الغالبية الساحقة هم من الميسورين».
وأضاف شقير، وهو في الأساس رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان «نسأل من انتقد هذه الخطوة، هل الدعم يوجّه لهذه الفئة أو لمن يحتاج فعلاً الدعم من أصحاب الدخل المحدود والفقراء وطلاب المدارس والجامعات، والذين يستخدمون خطوطاً مسبقة الدفع وعددها حوالى 3 ملايين و800 ألف؟». واعتبر»أن خطوته هذه خطوة أولى تساهم في تحقيق وفر مالي من مكان ما، «كي أتمكّن في مرحلة لاحقة من توفير الدعم لهذه الشريحة العريضة والتي هي أحق من غيرها بأي دعم ومهما كان حجمه».
في المقابل، سأله نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان «اذا كانت وزارة الاتصالات تريد التوفير فلماذا وافقت على دفع 16 مليون دولار لفرش إحدى شركات الهاتف الخليوي؟». وسخر ناشطون من بيان وزير الاتصالات، فكتب الاعلامي جورج عاقوري غامزاً من امتلاك الوزير مجموعة شوكولا «باتشي» الفاخرة في لبنان «معالي الوزير إذا أنا مثبّت خطي مش يعني كل يوم باكل Patchi أنا من جماعة الـ Unica»، في إشارة الى نوع الشوكولا الذي يأكله الفقراء ومتوسطو الدخل. وعلّق طوني كسّاب قائلاً « عمّو وزير الاتصالات في فرق بين الميسورين يللي متلكن والميسورين يللي خطهم ثابت؟ عمّو جبلك شي مستشار يعلمك كيفية تشجيع المستهلك على استعمال الشبكة».
وقالت هالة سامي بو سعيد «وزير الاتصالات مطلّع عليي دعاية إني من الميسورين لأنو خطي ثابت… صيت غنى ولا صيت فقر! بس نحنا من المنتوفين معاليك». واعتبر روبير البيطار أننا «كنا ناطرين من معالي الوزير شقير يبشّرنا إنو رح يصير عنا إنترنت سريع ورح يصير فينا نعمل اتصالات بلا ما يقطّش الخط، ولكن… «. وتوجّه بيار بجاني الى من سمّاه «الوزير العبقري» بالقول «أعيدوا الـ 500 دولار التي سرقتموها من أصحاب الخطوط الثابتة قبل أن تطالبوا بالمزيد». وكتب طوني هيكل «إذا لغيتوا الدقائق المجانية بالخطوط الثابتة…إن شاء الله ما بتبقالكن ولا دقيقة فرح بحياتكن يا أفسد طبقة على وجه الكرة الأرضية «. وكانت شركة «ألفا» بعثت برسالة إلى وزارة الاتصالات تشير فيها إلى أن خطوة الوزير شقير ستؤدي إلى انتقال مشتركين إلى الخطوط المسبقة الدفع، ما يلغي الجدوى الاقتصادية لهذه الخطوة.