الناصرة ـ ‘القدس العربي’ يُواصل رئيس الوزراء الإسرائيليّ تحدّي الإدارة الأمريكيّة، دون أنْ يأبه لردود الفعل من واشنطن، ويستبق الأحداث، وتحديدًا وثيقة الإطار التي سيعرضها وزير الخارجيّة الأمريكيّ جون كيري، فقد أفادت صحيفة ‘معاريف’ العبريّة، أمس الأربعاء، أنّ نتنياهو ألمح إلى أن الدولة العبريّة ستتعامل بانتقائية مع الوثيقة التي يعتزم وزير الخارجية الأمريكيّ جون كيري طرحها خلال أسابيع، وقال إنّ إسرائيل غير ملزمة بقبول كل ما يطرحه الأمريكيون في وثيقة الإطار، على حدّ تعبيره.
وفي ردّه على تصريحات وزير الإقتصاد في حكومته ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت الرافضة لفكرة إقامة دولة فلسطينية، قال نتنياهو، في كلمة ألقاها في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، إنّ الجمهور الإسرائيلي يرفض دولة ثنائية القومية. علاوة على ذلك، ذكرت الصحيفة أنّ نتنياهو تطرّق إلى مستقبل المفاوضات، وقال: قريبًا سنعرف إذا ما كان هناك مجال لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين، والحل يجب أن يكون دولتين قوميتين واعترافاً متبادلاً بينهما، في إشارة إلى المطلب الإسرائيلي للإعتراف بيهودية إسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه قيادة السلطة الفلسطينيّة في رام الله. وتابع رئيس الوزراء الإسرائيليّ قائلاً إنّه في إطار الحل الدائم على الدولة الفلسطينية أنْ تكون منزوعة السلاح، لهذا ستكون بعض رموز السيادة محدودة، وعليها أن تعترف بالدولة العبريّة بأنّها دولة يهوديّة، وأضاف، بحسب الصحيفة: نحن نصّر على الإعتراف بالدولة اليهودية كدولة قومية للشعب اليهودي، وهذا هو لب الصراع، الصراع ليس على الأراضي أو المستوطنات ولا حول الدولة الفلسطينية، على حدّ قوله. جدير بالذكر أنّ بينيت كان قد أعرب أمس الأوّل عن رفضه لفكرة الدولة الفلسطينية معتبرًا أنها ستُغرق إسرائيل باللاجئين، وقال: لو قدر للفلسطينيين أن يحكموا الإسرائيليين لقتلوهم. وهاجم فكرة نتنياهو بإبقاء مستوطنين تحت السيادة الفلسطينية، معتبرا أنّ جوهر الصهيونية هو السيادة وبغير السيادة لا وجود للصهيونية، على حدّ قوله.
على صلة بما سلف، قالت صحيفة ‘هآرتس’ العبريّة الأربعاء أنّ مسؤولين في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، طالبوا وزير الإقتصاد ورئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، باعتذار علنيّ، عن هجومه على نتنياهو، محذرين من أن رفضه من شأنه أن يهدد سلامة الائتلاف الحكومي.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من نتياهو أنهم نقلوا رسالة لبينيت طالبوه فيها بالإعتذار العلني والصريح عن هجومه على نتنياهو، وإلا فإنّ تشكيلة الحكومة ستكون في خطر. وأكدوا على أنّهم أوضحوا له أنّ عدم الإعتذار سيترتب عليه ثمن، على حدّ تعبيرهم. وقالت الصحيفة أيضًا إنّ مسؤولين في ديوان نتنياهو وصفوا بينيت بأنّه وقح، ولفتوا إلى أنّ أسلوبه الذي يفتقر للمسؤولية لن يمر دون رد.
وأضافوا: إذا لم يعتذر فإنّه يهدد سلامة الائتلاف الحكومي، لدينا بدائل كافية، وحكومة بدون بينيت يمكنها أن تهتم أيضًا لأمن الدولة كالحكومة السابقة، على حدّ قولهم. وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ قد أوضح الإثنين من هذا الأسبوع للصحافيين الأجانب، بأنّ نتنياهو لا يعترض على بقاء أقلية من المستوطنين تحت السيادة الفلسطينية في إطار الحل الدائم.
وجاءت هذه التصريحات بعد انتقادات وجهت لكلمة نتنياهو في مؤتمر دافوس التي أكد فيها بأنه لن يقوم بإخلاء أي مستوطن. وهاجم بينيت هذه التصريحات ووصفها بأنه تعكس فقدان القيم.
للماذا لا تقوم إسرائيل بتحدى أميركا،الدولة التى رعتها وأمدتها بكل أسباب الحياة وحافظت على وجودها منذ إنشاءها. نتنياهو يقول إنه سيتعامل بإنتقائية مع الوثيقة التى يعتزم وزير الخارجية الأميركى طرحها خلال أسابيع وأن إسرائيل غير ملزمة بقبول ما يطرحه الأميركيون. آخر من أيد وجهة النظر الإسرائيلية، هو اتلرئيس الأميركى بالأمس عندما أشار لإسرائيل على أنها دولة الشعب اليهودى. إسرائيل تصر على السلطة الفلسطينية،الإعتراف بها كدولة للشعب اليهودى قبل بدء أى حديث معها. لو إعترفت السلطة بإسرائيل على أنها دولة الشعب اليهودى، فإن هذا يعنى لا وجود لأى إنسان غير يهودى على أرض إسرائيل، التى هى بمفهوم نتنياهو وكل قادة إسرائيل،أنها الأرض التى كان يطلق عليها مسمى فلسطين من البحر إلى النهر. أعتقد أن نتنياهو بإصراره على إعتراف السلطة بذلك، فإنه ينصب فخا للسلطة الفلسطينية للحصول على إعترافها بيهودية الدولة الذى تتبناه أميركا بالكامل كما جاء بالأمس على لسان الرئيس أوباما وقبله على لسان وزير الخارجية كيرى. فى هذه اللحظة،سيقول نتنياهو للسلطة لا مكان لكم عندى، إسرائيل بإعترافكم هى للشعب اليهودى وليست لأى شعب آخر. إسرائيل خدعت العرب كثيرا وحصلت على الكثير مما تريد، سواء الإعتراف بها كدولة أصيلة فى المنطقة وليست محتلة. هذا ما أكدته إتفاقيات أوسلو وكامب دافيد ومبادرة السلام العربية. هل ستصل إسرائيل بسبب قوتها العسكرية والمساندة الأميركية العمياء لها، إلى حد طرد فلسطينيى 48 وكذلك طرد السلطة وشعبها المتواجد فى الضفة الغربية (يهودا والسامرة) وطرد فلسطينيى قطاع غزة، هذا ما أتوقع حدوثه إذا إنطلت الخديعة على السلطة والعرب وإعترفوا بيهودية الدولة…
اللهم بدد شملهم و اذقهم شر نفوسهم و صب عليهم العذاب صبا
انت بطل يا نتنياهو، لست معك÷ فانا احد ضحاياك، لكني كمتابع للقضية الفلسطينية او لنقل الحكاية الفلسطينية فاني معجب بجراتك وشجاعتك وتصميمك على مواقفك، احترم مبدئيتك في اذلال الخصم، واكبر فيك دفاعك المستميت عما تعتقد انه يخدم كيانكم الغاصب ،اشعر بضيق صدر وصعوبة في التنفس وانا اشاهدك تصافح الحاكم العربي وانت جالس، واغبطك وانت تفرض شروطك على اكبر دولة في العالم، واحترمك اكثر وانت تقولي انتقي ما يناسبني واتخلى عما يزعجني او لا يحقق مصالحي.
هكذا قيادة صهيونية فذة لا شك انها كنز استراتيجي لبلدها، اما ننحن في العالم العربي ، فنختلف جذريا معكم، لو فينا محمد بن القاسم او طارق بن زياد او موسى بن نصير او خالد بن الوليد او عبد الناصر او صدام حسين، أي شخص، او قائد يظهر أي قدر من الشجاعة او الفطنة او الابداع فمصيره هو العزل او القتل او السجن او الاغتيال المعنوي.
الفرق بيننا وبينكم كبير جدا
ومن حق القائد ان يخدم شعبه بإخلاص، اما حكامنا فيخدون عدوهم بإخلاص، وهذا منتهى التناقض.