نتنياهو: “لقد بدأنا للتو عملية تغيير الشرق الأوسط”… والسفاح يريد من الفلسطينيين أن “يكفروا” بحماس

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ “القدس العربي”: هل الدور مقبل على مصر في الحرب التي يشنها الكيان، وسط صمت عالمي مشين؟ السؤال وجد له صدى واسعا، سواء في أحاديث المواطنين، أو بين الكتاب أو ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أشاد الفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي بإجراءات التخطيط والتنظيم، وتنسيق التعاون بين عناصر القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، وقدرتها على تنفيذ المهام المشتركة لمجابهة التهديدات الجوية المختلفة، بما يعكس الاستعداد القتالي العالي، جاء ذلك خلال مشاهدة وزير الدفاع تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة الاستراتيجي التعبوي التخصصي لأحد تشكيلات القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، الذي نفذ على مدى عدة أيام في إطار خطة التدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة. ومن مستجدات الأزمة التي تشهدها أسوان أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، أنه من خلال البحث والمعاينة تم اكتشاف قيام بعض الأهالي بعمل بيارات صرف قريبة من مصادر مياه الشرب، وأخذنا تقريرا منها لفحصها، لافتا إلى أن هناك بعض الوصلات العشوائية، وجارٍ العمل لتجديد هذه الشبكات التي من الممكن أن تؤدي للاختلاط بين المياه ومياه الصرف الصحي. وأشار وزير الصحة والسكان إلى أن هناك شائعات تترد حول عدم وجود أماكن في المستشفيات، وهذه الأمور ليس لها علاقة بالواقع والمستشفيات نسبة الإشغال بها 37% وهذا هو المتوقع في الفترة من كل عام. وأكدت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أنه لا صحة لما يتردد على وسائل التواصل الاجتماعي، أو رسائل متداولة عبر الواتساب، بشأن سوء جودة مياه الشرب، وضرورة الامتناع عن تناولها. وتؤكد الشركة أن مياه الشرب التي توفرها آمنة تماما ومطابقة للمعايير والمواصفات القياسية، وتتم مراقبتها على مدار الساعة.
ومن أخبار المؤسسة الدينية قرر الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، ضخ مبلغ (50) مليون جنيه قروضا حسنة، دون أي فوائد أو مصروفات إدارية، لأول مرة في تاريخ وزارة الأوقاف. يأتي ذلك في إطار عناية وزارة الأوقاف بالإسهام في برامج الحماية الاجتماعية، ومن منطلق تعظيم وزارة الأوقاف لمواردها الذاتية ودورها في خدمة المجتمع، علما بأن القرض يسدد دون إضافة أي رسوم أو فوائد أو مصاريف إدارية أو خلافه، حيث يتم سداد أصل المبلغ المنصرف لا غير، ويتم استيفاء القرض وفق نظام منضبط يتم تدويره. ومن القرارات الجمهورية صدر قرار بإعادة تشكيل المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، ومن بين أعضائه الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق، في أول منصب رسمي له منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2012.
مخز بالفعل
الصمت الغربي على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في عدوانها الهمجي على لبنان، والذي يصل إلى حد التواطؤ كما في حالة أمريكا، هو أمر يصفه جلال عارف في “الأخبار” بأنه مخز بكل المقاييس حتى لو ادعت هذه الدول «زورا وبهتانا» أن صمتها هو موقف من حزب الله، وليس من لبنان، فقنابل إسرائيل لم تفرق بين لبناني وآخر، وتاريخ اعتداءات إسرائيل بكل انحطاطها تسبق وجود، حزب الله نفسه، والصمت الغربي والأمريكي ليس له من تفسير إلا الانحياز الكامل لإسرائيل، والتواطؤ معها وهي ترتكب جرائم حرب تعرف دول الغرب، قبل غيرها أن السكوت عليها جريمة ستحاسب عليها، شعوبها قبل أي حساب آخر حكومة الإرهاب الصهيوني التي يقودها مجرم الحرب نتنياهو تعرف أن ما تقوم به هو جرائم حرب، ورئيس إسرائيل، هرتسوغ حرص على تأكيد عدم وجود أي صلة بين الكيان الصهيوني وجرائم انفجارات البيجر واللاسلكي، التي طالت آلاف المدنيين. ومع ذلك بدت دول الغرب وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تدين إجرام إسرائيل، في سقوط سياسي وأخلاقي مريع. ماذا لو كان العكس هو ما حدث، وكانت المقاومة اللبنانية هي من فخخت الأجهزة وأرسلتها لإسرائيل، وكانت الإصابات القاتلة قد وقعت للأطفال والنساء والمدنيين في الكيان الصهيوني.. هل كان الصمت الغربي سيكون هو الإجابة؟ إسرائيل «وسط الصمت والتواطؤ الدوليين» ماضية في إرهابها. الطائرات التي قتلت في غزة أكثر من 40 ألف شهيد حتى الآن، تنقل نشاطها إلى سماء لبنان، وتلقي أطنان القنابل الأمريكية التي لا تفرق بين طفل ومقاتل، ولا تستهدف إلا ترويع المدنيين وتدمير قرى الجنوب لدفع سكانها للنزوح للشمال.. ربما للتمهيد لعملية برية قد تكون محدودة، ولكنها كافية لإعطاء صورة الانتصار، ولو كان غير حقيقي، فالصواريخ ما زالت تنهال على شمال إسرائيل وتضرب المطارات العسكرية ومصانع الإنتاج العسكري وتعطل الحياة في الجزء الأهم «صناعيا وعسكريا» في الكيان الصهيوني. والوجود الإسرائيلي داخل الأرض اللبنانية «إذا حدث» فإن إسرائيل تعرف تكلفته جيدا. الحرب ما زالت في بدايتها، وخطر التوسع لن يترك مجالا لاستمرار الصمت أو التواطؤ مع جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين ولبنان. ربما يكون نتنياهو ومن يدعمونه قد نجحوا في تحويل الأنظار من غزة والضفة إلى لبنان، ولكن لأيام قليلة، سيقف الجميع أمام الحقيقة.
كفاية تطبيع
وقفت الشعوب العربية أمام ثورة التكنولوجيا تتساءل: ماذا نأخذ من هذا العالم الجديد؟ وما هي صورة الحياة التي نريدها؟ وكيف نتعامل مع عدو يتربص بنا ونحن لا نعرف ما يدور فيه من الخبايا والأسرار؟ كان العالم العربي كما ذكّرنا فاروق جويدة في “الأهرام” يملك أضخم ثروة عرفها التاريخ حين تفجرت ينابيع البترول والغاز تغطىي نصف البلاد العربية، وزاغت الأبصار أمام تلال المجوهرات والساعات والسيارات والقصور والفيلات والحسناوات من كل جنس.. وتدفقت على العالم العربي كل أنواع المقويات و”عودة الشيخ إلى صباه”.. ومع كل هذه الإنجازات، تدفقت مواكب التطبيع في كل الاتجاهات، وخرجت أجيال تشوهت فكرا ودينا وسلوكا.. وتسابق الجميع في إبرام صفقات السلاح وأساليب التجسس في البيوت والحانات والكنائس والمساجد ودور العبادة، وأمام كل هذه الرغبات المحمومة، كانت دعوات الشذوذ والانحراف والتخلص من الثوابت، واختلطت الأفكار وشاع الفساد في الأرض، وفجأة، بينما الشعوب حائرة بين فكر هابط وألعاب مشوهة وفرق عاجزة، انطلقت من إسرائيل أكبر وأحدث وأخطر عملية إرهابية ضد قادة حزب الله، حيث تفجرت وسائل الاتصال الحديثة في أصحابها، ليظهر الوجه الحقيقي للتكنولوجيا التي وصلت إليها إسرائيل، بينما اكتفينا نحن بمواكب المطبعين العرب الذين يطوفون حول الموائد. إن العالم، وليس الشعوب العربية فقط، يقف الآن في حالة ذهول أمام ما فعلته إسرائيل، خاصة أنها فتحت عشرات الاحتمالات أمام مستقبل غامض يهدد حياة البشرية كلها، بينما نحن نقيم المؤتمرات ونجري الحوارات حول مستقبل التطبيع والتعاون والأمن في ظل سلام عادل.. بأي سلام تحلمون؟
كلام خطير
اعتراف خطير أطلقه مجرم الحرب مؤخرا واهتم به عماد الدين حسين في “الشروق” قال نتنياهو كلاما واضحا ومحددا “لقد بدأنا للتو عملية تغيير الشرق الأوسط”. كلام نتنياهو ليس مجرد كلام طق حنك، من ذلك النوع الذي يتحدث به بعض المسؤولين في الشرق الأوسط. صحيح أن نتنياهو كذاب ومخادع ومحتال وارتكب كل الجرائم في بلاده وفي المنطقة، لكن الصحيح أيضا أنه يقود دولة تعتمد في أساس قيامها ووجودها على خرافات توراتية وأنها تمثل كل اليهود، والأخطر ليس فقط أنها متطرفة وعنصرية، لكنها تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية. ليس ذلك فقط، لكن أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة تدعمها بكل شيء من المال إلى السلاح إلى الدبلوماسية. وليس أمريكا فقط هي من تفعل ذلك، بل إلى حد كبير بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ودول أوروبية أخرى، يضاف إليهم الإعلام الدولي المؤثر والعديد من الشركات الكبرى والبنوك والسينما. كنت أتشكك كثيرا في مقولة أن إسرائيل تسيطر على العالم تقريبا، وتسخره لمصالحها، إلى أن بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحينما رأيت الانحياز الأمريكي السافر، والدعم من العديد من الدول الأوروبية، ثم عجز بقية العالم عن لجم إسرائيل، أدركت أن ما كنت أنا وغيري نتشكك فيه هو حقيقة إلى حد كبير، لأنه لا يمكن فهم وتفسير هذه البلطجة الإسرائيلية من دون اعتماد هذا المنطق إلى حد كبير. حينما يقول نتنياهو إنه يريد تغيير الشرق الأوسط فعلينا جميعا كعرب أن نتعامل مع هذا الكلام بأكبر قدر من الجدية واليقظة.
العرب لا يكترثون
فى ظهيرة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والكلام لعماد الدين حسين خرج نتنياهو وقال كلاما محددا مفاده، أن ما ستفعله إسرائيل في غزة سيكون ضخما، وأن الناس لن يعرفوا غزة الحالية. وللأسف ورغم الكذب الممنهج لنتنياهو في كل الأمور تقريبا، فقد صدق في كلامه عن غزة، التي لم تعد للأسف صالحة للحياة لسنوات طويلة، بعد أن قتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، وأصاب نحو مئة ألف آخرين وشرد أكثر من ثلثي سكان القطاع بعد أن دمر بصورة جزئية أو كلية 80% من مباني ومنشآت القطاع وبنيته التحتية، ناهيك عن احتلال القطاع بأكمله. في الأسبوع الماضي وبعد أن فعل نتنياهو كل ما فعله في غزة، استدار نحو لبنان كي ينتقم من حزب الله، لأنه غامر، وقرر دعم وإسناد الفلسطينيين منذ يوم 8 أكتوبر. عمليات حزب الله أدت إلى تطور لم يحدث في تاريخ إسرائيل منذ عقود، وهو تحويل نحو 70 ألف إسرائيلي إلى نازحين، تركوا بيوتهم في الجليل وشمال إسرائيل وعاشوا في فنادق وأماكن أخرى هربا من صواريخ ومسيرات حزب الله. ومنذ يوم الثلاثاء الماضي، أسقطت إسرائيل قواعد الاشتباك المنضبط السائدة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، وقررت إعلان الحرب على لبنان. إسرائيل وطوال عام تقريبا قتلت نحو 500 عنصر لحزب الله، واغتالت 6 من كبار قياديه، لكن منذ يوم الثلاثاء نفذت عمليات نوعية بدأت بتفجيرات أجهزة البيجر والووكي توكي ثم اغتالت هيئة الأركان القيادية لحزب الله بقيادة إبراهيم عقيل. وهاجمت القوات الإسرائيلية 1100 هدف لحزب الله وتدمير عشرات البيوت. والسؤال الأهم: هل هناك أي نقاش ودراسة جادة لكلام نتنياهو عن بدء تغيير الشرق الأوسط، وماذا نحن فاعلون كعرب إذا كان هناك ما يسمى الآن فعلا بالعرب؟
عظماء رغم الجوع
أمام هذا الصمت العالمي على مجازر السفاح نتنياهو في إسرائيل، لفت نظر الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار” ردود أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين. في تقرير صحافي نشرته “بي بي سي”، “لن نرحل ولن نترك بيوتنا ولا شوارعنا رغم ما نحن فيه من دمار وخراب ومجاعة”. “لن نذهب من الموت للموت لن نترك الشمال لنذهب للجنوب، فلا يوجد أي مكان آمن في غزة، وكل أهالي الشمال سيرفضون أي خطط إسرائيلية لإخلائه بالقوة”. هكذا تحدث كامل عجور أحد سكان شمال غزة، ردا على مقترح تقدم به عدد من الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي، على رأسهم الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند صاحب مقولة “التجويع حتى الموت هو سيد الموقف”. تنص الخطة التي يدرسها رئيس الوزراء الإسرائيلي السفاح بنيامين نتنياهو على إخلاء شمال القطاع من سكانه، وإفراغه بادعاء القضاء على حركة “حماس”. وتحويله إلى «منطقة عسكرية مغلقة»، بحيث يصبح تحت السيطرة العسكرية. كما تنص على إجلاء أكثر من 300 ألف غزي وفرض حصار على من تعتقد إسرائيل أنهم مسلحون تابعون لحركة “حماس” يتحصنون في هذه المنطقة، وقطع جميع المساعدات الإنسانية الواصلة إلى الشمال. وهو ما يجعل هؤلاء المسلحين أمام خيارين إما الاستسلام أو الموت جوعا، حسبما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية. وترى الخطة أن الحصار هو الطريقة الأكثر فعالية لإنهاء الحرب، ما يجعل عدد الضحايا أقل، سواء بين الجنود أو المدنيين. المحلل العسكري الإسرائيلي أمير بار شالوم في إذاعة الجيش الإسرائيلي قال لـ«بي بي سي» إنه يعتقد أن الجيش سيبدأ- حال التصديق على هذه الخطة- في السيطرة على جميع المساعدات التي تدخل إلى شمال قطاع غزة. وحسب الخطة، فإنه «بعد أسبوع من أوامر الإخلاء، يتم فرض الحصار العسكري الذي لا يتيح لمن يظل أي مقومات للعيش، وليس أمامه إلا الاستسلام أو الموت.
وجه الخلاف
ما تقوم به إسرائيل في لبنان من وجهة نظر عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” لا يختلف إلا في الدرجة عما قامت به في غزة، فهي تستهدف المدنيين بغرض أن “يكفُروا” بحماس ويقولوا إنها هي سبب المصائب والويلات التي حلت بهم، وليست دولة الاحتلال، وهم يفعلون الشيء نفسه، بصورة مخففة، في لبنان بغرض دفع المناطق الداعمة لحزب الله إلى التخلي عن هذا الدعم، وهي تنسى أو تتناسى أن هذا الاستهداف سيخلق حالة غضب ضد حزب الله وسيحمّله الكثيرون مسؤولية ويلات أي حرب، ولكنهم سيعودون مع جيل جديد لكي ينخرطوا في تنظيمات الثأر من إسرائيل، لأن نتائج هذا النوع من جرائم استهداف المدنيين معروفة، والعنف فيها يولِّد، بعد فترة قصيرة، دورة جديدة من العنف، ومع ذلك قد تكررها إسرائيل لأنها أصبحت في وضع استثنائى لا يردعه أحد. صحيح أن الغالبية العظمى من اللبنانيين لا يرغبون في الدخول في حرب مع إسرائيل، كما أن هناك تيارا يعتد به داخل البيئة الشيعية الحاضنة لحزب الله لا يرغب في الدخول في حرب تدمر فيها قرى الجنوب وتهدم الضاحية الجنوبية، ويضاف آلاف الشهداء المدنيين إلى مسلسل الشهداء في فلسطين، أما إيران فما زالت حتى الآن غير راغبة في حرب شاملة مع الدولة العبرية، بما يعني أنه لا يوجد ردع عسكري وسياسي قوي في مواجهة إسرائيل. استهداف لبنان، خاصة حاضنة حزب الله الشعبية، سيخصم من رصيد الحزب وسط أنصاره من أبناء الطائفة الشيعية، كما أنه سيدفعه سريعا لقبول الابتعاد عن الحدود الإسرائيلية والعودة إلى جنوب نهر الليطاني. وأخيرا سيحتاج الحزب في المستقبل المنظور لمراجعة جراحية لكثير من ممارساته السابقة، خاصة تورطه بشكل فج في الحرب السورية.
باطلة بالثلاثة
في البداية يدعونا السفير معصوم مرزوق في “المشهد” إلى أن نميز بين شرعية إبرام عقد/ اتفاق/ معاهدة، ومشروعية الوثيقة نفسها. هناك فارق دقيق بين الشرعية والمشروعية. يمكن لأي سلطة حكم أن تتقمص الشرعية، سواء في حالة اغتصاب السلطة، أو ما يسمى سلطة الأمر الواقع، ولكن ليس كل سلطة حكم تمتلك المشروعية. الشرعية هي الشكل والهيكل والإجراء وهيلمان الحكم؛ والمشروعية هي الجوهر والموضوع والحالة الدستورية الصحيحة. قرارات الشرعية الشكلية قابلة للإبطال وفق محددات قانونية حاكمة؛ قرارات المشروعية محصنة بطبيعتها، والخضوع لها من النظام العام الذي لا يجوز الاتفاق على مخالفته. الشرعية قد تكون قشرة زمنية محدودة، وطلاء على جدار أي سلطة، يتلاشى بمرور الزمن أو بغياب تلك السلطة؛ المشروعية بناء متماسك يتحدى مرور الزمن، ولا تخترقه العواصف العابرة، وإن كانت غير أبدية. في العلاقات الدولية تتعامل الدول وتتبادل في الغالب على أساس الشرعية الشكلية الظاهرة إلا أنه طبقا لاتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، تكون الاتفاقيات التي تم توقيعها بالمخالفة للمشروعية لأي طرف، أو إذا ثبت فساد تفويض المفاوض وفقا للمشروعية المحلية، أو إذا ثبت فساد المفوض بالتوقيع أو تدليسه أو خضوعه للضغط الذي أفسد إرادته، فإن تلك الاتفاقيات تكون قابلة للإبطال، أو باطلة وفقا لكل حالة. لقد وقع مصطفى النحاس معاهدة 1936، ثم قال عندما أراد إلغاءها: “لقد وقعت المعاهدة من أجل مصر، ومن أجل مصر أطلب اليوم إلغاءها ” في الحالتين، كانت لديه شرعية التوقيع، وشرعية الإلغاء للأسباب القانونية التي ذكرها، وفي الحالة الأولى اكتسبت المعاهدة مشروعيتها، وصارت جزءا من النظام القانوني المصري، وفي الحالة الثانية فقدت المعاهدة مشروعيتها، ولم تعد ترتب التزامات على طرفيها. معاهدة كامب ديفيد، ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، لا تزال شرعية بحكم إجراءات إبرامها، ولكن هناك ظلال شديدة من الشك حول استمرار مشروعيتها بعد أن نقضت إسرائيل عديد المواد الحاكمة، وخاصة تلك التي تناولت شمولية السلام، والتزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالأراضي المحتلة. في تقدير عدد كبير من رجال الفقه الدولي، سقطت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، لم يتبق منها سوى شرعية الأمر الواقع القابل للإبطال.
عاشت على كذبة
عاشت إسرائيل عمرها الماضي، كما أخبرنا رفعت رشاد في “الوطن” على خديعة السلام وأنها دولة تبحث عن الوجود والعيش بين جيران غِلاظ الطباع، قساة القلوب، أفظاظ، وقد استطاعت من خلال إعلام ممنهج ومتطور أن تكرس هذه المعاني لدى دول وشعوب العالم، وصار الغرب بناء على ما صورته إسرائيل في الساحة الدولية يتعامل مع العرب بناء على الشكل الذي صدَّرته له إسرائيل. بناء على ذلك، صارت إسرائيل الدولة المسالمة، الدولة الديمقراطية، الدولة المتقدمة في ظل مجالات ومعايير العالم وتعيش وسط بركة عربية غير ملائمة، ولذلك فإن قيامها بشن الحروب والاعتداءات المتكررة على الشعوب العربية ما هو إلا نوع من الحماية في مواجهة وحوش على شكل بشر يجب القضاء عليها. ما يحدث في فلسطين ولبنان نموذج للسياسة الإسرائيلية الثابتة، التي تعد استراتيجية دائمة للدولة الصهيونية، التي عليها أسست كيانها الدخيل على الجسم العربي وجغرافيا وتاريخ المنطقة. أرسلت إسرائيل إلى المواطنين الفلسطينيين في غزة قبل اجتياحها القطاع بالكامل رسائل، أن انزحوا بعيدا لأنها ستدمر كل شيء، وهي بهذه الرسائل أرادت أن تكرس لدى ما تبقى من اعتبارها دولة سلام، في الوقت نفسه، تعلم حكومة الاحتلال أن الشعب الفلسطيني لن ينزح وهي بالتالى ستدمر الحي والميت والأخضر واليابس وكأنها نفضت عن يديها جريمة القتل والإبادة. الصهيونية بكل مؤسساتها السياسية والعسكرية، تدرك أن مشروع إقامة الدولة الصهيونية الكبرى من النيل إلى الفرات، أي في قلب العالم لن ينجح على الإطلاق، طالما أن مساحة إسرائيل محصورة في أرض فلسطين فقط، فأي دولة كبرى يكون من شروط وجودها واستمرارها مساحة جغرافية مناسبة مهما كانت قوتها العسكرية، فشروط تعاظم مكانة دولة يرتبط بعدة معايير، أولها المساحة الجغرافية المناسبة وكذلك عدد السكان، فعدد سكان إسرائيل لا يتيح لها أن تكون دولة كبرى في المنطقة، قد تكون دولة متقدمة، لكنها تبقى معتدية ومحتلة إذا أرادت أن تعيش بين جيران يكرهونها.
وقودها الكراهية
الحرب ليست عاملا اضطراريا، أو ظاهرة طارئة لإسرائيل، إنما هي حسب رفعت رشاد، جزء من تكوينها العضوي يتمثل في جينات قادة الصهيونية، وكذلك في ثقافة شعبها الذي يحيا على كراهية العرب وحتمية اجتثاثهم من هذه الأرض التي هي أرض الميعاد، التي وعد الله بها شعبه المختار. هذا التكوين الفكري رسّخ في أعماق العقل والنفس الصهيونية وقال به جابوتينسكي، وهو يقوم على كراهية الآخر غير اليهودي وأنّ ممارسة القوة ضدّ ذلك الآخر أمر طبيعي، بغض النظر عن مدى «شرعية هذه القوة» فالتاريخ تصنعه “الأحذية الثقيلة” كما قال جابوتينسكي. كان جابوتينسكي ممثلا للعنف والعدوان الصهيوني، في حين أن بن غوريون كان يمثل أمام العالم دور حمامة السلام، ولطالما كان بين الصهاينة مَن يلعب دور الحمائم وآخرون يلعبون دور الصقور ويتبادلون الأدوار حسب الظروف التي تمر بها دولة الاحتلال. إن العنف الصهيوني وسفك الدماء صفة أصيلة في دولة الاحتلال، وقيام إسرائيل بضرب غزة ودك لبنان هو جزء أو حلقة من حلقات السلسلة العنيفة الصهيونية التي تمارسها إسرائيل، لكنها ليست صفات غريبة عن إسرائيل، فقد قال مناحم بيغين رئيس وزراء إسرائيل، الذي عقد اتفاق سلام مع السادات: «أنا أحارب، إذن أنا موجود» وهو يحاكي هنا مقولة الفيلسوف الفرنسي ديكارت: «أنا أفكر، إذن أنا موجود»، ويقول أيضا: «كن أخي وإلا سأقتلك» وهو يعتبر أساليب العنف الدموية التي مارسها الصهاينة قبل عام النكبة 1948 الطريق الوحيد والفعال لتأمين الأهداف اليهودية القومية في فلسطين.. «هذه الأساليب أشبعت رغبة جارفة مكبوتة عند اليهود للانتقام». كل الطرق تؤدي إلى دموية إسرائيل وكل التصرفات تؤكد هذه الدموية، وهي دائما في حالة تحفز واستعداد للحرب والقتل، وهذا ما جرى في غزة ويجري الآن في لبنان.
برضا بايدن والشركاء
أمام ما يحدث من حرب طاحنة، وانتقام الكيان المحتل على جميع الجبهات، اتضح بجلاء النية المبيتة للاحتلال وداعميه في واشنطن، التي تواصل إلى اللحظة إرسال أسلحتها المتنوعة إلى المنطقة، حيث أعلن “البنتاغون” إرسال حاملة طائرات وفرقاطات عسكرية إلى المياه الإقليمية في شرق المتوسط. وكما قال الدكتور خالد قنديل في “الأهرام”، بريطانيا التي دعا وزير خارجيتها ديفيد لامي إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله في جنوب لبنان، وفي الوقت ذاته يتم التصريح بحق إسرائيل في الأمن والسلم، دون الالتفات إلى الدمار والقتل والتخريب والخسائر المضاعفة المستمرة، التي سببها الكيان المحتل لفلسطين والفلسطينيين، ومعظم جبهة الغرب، في العمل على جعل الحرب قائمة، والاتجاه لتوسعة رقعتها، واختلاق أزمات متتالية لتحقيق هذا الهدف الذي يضمن مصالح تلك القوى، مع بقاء التحرك الشكلي والزيارات المجانية بهدف ما سموه وقف إطلاق النار والعمل على التهدئة. يكثف الاحتلال من الغارات والضربات الجوية بشكل متزايد، وكان آخرها إلى الآن فقط، الغارة المباشرة على الضاحية الجنوبية، بهدف إيقاع أضرار جسيمة بحزب الله باستهداف رموزه وقادته، ولكن الهدف الأكبر الذي يؤكد أنها استفزازات لمزيد من الذرائع والعمل بجهد متسارع إلى انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة، تؤثر على الإقليم بأسره. وقد امتد الصراع من غزة إلى لبنان، وبعد لبنان سوف يتجه إلى جبهات أخرى، ولتتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري، من المؤكد أنه سيؤثر على الوضع الإقليمي برمته، فالمعركة كما يبدو بدأت بالفعل، وهناك ترقب مجددا لرد محتمل من قبل حزب الله على تفجيرات الاحتلال أجهزة الاتصالات، وعلى الضربات المكثفة فوق عدد من المناطق في الجنوب اللبناني، وما بين إيران التي تسعى إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، والكيان المحتل إسرائيل الساعي لاستدامة احتلاله والعمليات العسكرية في غزة والضفة التي تتصاعد يوميا، وفي الوقت ذاته تعزيز علاقاته مع دول تشاركها القلق من “التهديد الإيراني”، وأمريكا التي تعمل على تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، ولديها مصالح استراتيجية كبيرة في المنطقة، وتعمل بخبث على الحفاظ على هيمنتها وسيطرتها من خلال حماية حليفتها إسرائيل، وتلتزم تماما بأمنها، رافضة حق تقرير المصير للفلسطينيين، دون النظر لأي حسابات خسائر أو مكاسب للشرق، تظل المنطقة فوق صفيح ساخن، وخسائر أكبر للجميع.
مجرد تسخين
اندفاع إسرائيل لضرب لبنان مفهوم أسبابه على حد رأي طارق التهامي في “الوفد”، إذ يعتبر نتنياهو نفسه قد قضى بنسبة كبيرةعلى “حماس” ما يعني ضرورة أن يتجه إلى جنوب لبنان في محاولة لشل ذراع حزب الله، حتى لا تُضرب تل أبيب من الظهر أثناء استكمال الحرب على غزة، وحتى مرحلة تسويتها بالأرض تماما. المعركة ستكون مباشرة وطويلة وعنيفة، لأن ما تفعله إسرائيل الآن هو مجرد تسخين، وتمهيد لغزو شامل جديد للجنوب اللبناني، ونحن فهمنا التكتيك الإسرائيلي الذي يسبق الغزو، ويسبق الاعتداء المباشر، فهو يبدأ بمحاولات اغتيال للقيادات العسكرية في التنظيمات التي تواجه الجيش الإسرائيلي على الأرض، ثم قصف لكل مواقع هذه التنظيمات دون استثناء، لهدم وتعطيل مصادر إطلاق الصواريخ، يعقبها غزو عسكري شامل بجنود ومعدات، ويكون الهدف الأساسي لهذا الغزو هو هدم المباني وترويع المدنيين، ثم تسوية الأرض وتمهيدها للمجنزرات التي تبحث دائما عن طريق مُعبد حتى تكون المعدات العسكرية قادرة على السير في مساحات طويلة وعريضة «بمقياس مئات الكيلومترات» وبالتالي فإن القصف العنيف الذي يجري للجنوب اللبناني وسهل البقاع حاليا هو بداية لغزو قد يحدث خلال مدة طويلة أو قصيرة، وسيستمر حتى تتوقف قدرات حزب الله تماما عن تصويب صواريخ بعيدة المدى نحو تل أبيب مشروع نتنياهو واضح، فهو يريد الاستيلاء على غزة استيلاء عنيفا بغض النظر عن الاحتجاجات الدولية، فهو لا يرى إلا مشروعا استيطانيا واسعا، مقترنا بمشروع اقتصادي مهم هو «قناة بن غوريون» التي تربط بين خليج العقبة والبحر المتوسط عبر قطاع غزة المدمر.
أطماعه لا تنتهي
هل سيتخلى نتنياهو عن الاستيلاء على غزة كاملة غير منقوصة؟ الإجابة في بداية الحرب كانت قطعا «لا» كما ذكرنا طارق التهامي، ولكن هذه الإجابة تغيرت بتعديل بسيط بعد الرفض المصري السماح لإسرائيل بطرد سكان غزة إلى سيناء، فقد وجدت إسرائيل صلابة واضحة في الموقف المصري، بل وجدت تحركات سياسية ودبلوماسية، وإظهار «عين حمرا» كانت ضرورية لمنع عملية الطرد، التي لا تقل إجراما عن مشروع طرد الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948 وهذا الموقف المصري أدى إلى تغيير الأولويات، فاتجهت إسرائيل إلى لبنان لضرب حزب الله، وقد يستمر ضرب الجنوب لفترة طويلة، مع تكرار السيناريو نفسه الذي حدث في غزة، وهو الضرب بلا رحمة، مع قتل أكبر عدد من عناصر حزب الله أو على أقل تقدير إجبارهم على النزول تحت الأرض أو الهروب إلى مناطق أخرى، بحيث ينتهي الخطر من هذه البؤرة المقلقة لإسرائيل، وبعد انتهاء المهمة شبيهة العدوان على غزة، تدخل القوات الإسرائيلية للجنوب اللبناني لتنفيذ باقي الخطة وهي، من وجهة نظري الشخصية، تحتمل الصواب والخطأ، السيطرة على الجنوب في شكل احتلال مباشر وليس الضرب من بعيد لبعيد، وهذا الاحتلال سيتيح لإسرائيل طرد جزء من سكان غزة ونقلهم في الاتجاه نحو الجنوب اللبناني، مع الإبقاء على الجزء الأكبر من السكان متكدسين ناحية الحدود المصرية بلا مأوى أو مساعدات إنسانية كافية لحياة طبيعية، استكمالا للجريمة التي بدأت مع أحداث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الأسطوانة نفسها
يصدعون رؤوسنا ليل نهار، على حد رأي هالة فؤاد في “المشهد”، بكلمات فجة لا معنى لها. يطلبون منا مزيدا من التحمل والصبر والاستغناء. لا تجد كلماتهم آذانا صاغية ليقين كل من يسمعهم أنهم لا يقدرون حجم المعاناة التي وصل إليها البسطاء المطحونون في هذا البلد الضنين، تنطلق وجوههم برغد العيش وتشي كلماتهم بحياة منعمة مرفهة تكشفها أرقام يعلمها الجميع، لدخول مرتفعة يستطيع أصحابها ببساطة تجاوز أزمة الغلاء مهما بدت فاحشة، أو على الأقل تضمن له حياة مريحة لا قلق فيها ولا مأزق يومي لتدبير أبسط الاحتياجات بالكاد ووجع القلب. وبدلا من الصمت أو التحلي بأبسط مشاعر الإنسانية، والتضامن مع آلام المطحونين لا يتوقف هؤلاء عن المزايدة والنفاق والتطبيل للحكومة، وكأنهم يعطون لها الضوء الأخضر في التمادي بسياستها الفاشلة لتسير حياة الشعب معها من سيئ لأسوأ. تتعالى أصواتهم يوميا بنصائح لوذعية، أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، كلما زادت أسعار السلع وعم الغلاء وفرض خناقه على رقاب الجميع إلا رقابهم، التي ما زالت تصدعنا بالكلمات “الممجوجة”. الحاجة التي ترتفع أسعارها قاطعها واستغن عنها، والحاجة تضيق عليك عيشتك وتجعلك غير قادر على الحياة بأدنى حالات الراحة وتشعرك بالعجز عن تلبية أبسط احتياجاتك عليك رفضها وإزاحتها والتخلي عنها وإبعادها. هكذا تنصحنا ليل نهار أبواق الإعلام الموجهة المنافقة الممجوجة متجاهلة أن حكومتنا السنية ينطبق عليها كل ما سبق على الأولى، والمطالبة بتنحيتها أو على الأقل تغيير سياستها ربما ينصلح الحال كما يتوهمون وينصحون.
بين صمت وتطبيل
نظرة سريعة للحال التي وصلنا إليها قامت بها هالة فؤاد، نجد ترديا على جميع الأصعدة. حال مدارسنا ومستوى التعليم فيها لا يخفى على أحد، تماما مثل حال جامعاتنا التي تقهقرت لذيل القائمة على مستوى جامعات العالم. ولا يقل سوءا عنهما ما وصل إليه حال المستشفيات الحكومية، بل والخدمة الصحية كلها وما شابها من ضعف وجشع وإهمال ومعاملة غير إنسانية للمرضى. والفشل الذي طال وزارات التعليم والتعليم العالي والصحة نالت منه وزارة التموين ما لا يقل قدرا، بل يفوق. ارتفاع في الأسعار وجشع تجار وأسواق بلا رقابة ودعم هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع. أما في الصناعة فحدث ولا حرج بدلا من النهوض وافتتاح المصانع والتقدم بخطى قوية في هذا المجال يتم إغلاق المصانع وبيعها بدلا من تطويرها وحل مشاكلها ودعمها. تلك الوزارات وغيرها مسؤولة عن تردي أحوالنا ويكفي ما سعت إليه بكل قوة لعمل مشروعات كلفتها ملايين المليارات، ولم تتجاهل فيها فقه الأولويات فقط لكن يبدو أن ثمارها عصية على النيل إن لم تكن مستحيلة. ويبدو أنه لن يحظى بها سوى القلة وليست الأغلبية من الشعب المطحون. الأخطر من كل ذلك تلك المشروعات الاستثمارية غير المصرية التي تستهدف الرؤوس السياحية الحيوية المصرية، من رأس الحكمة لرأس بناس وغيرها. بين سندان الغلاء ومطرقة القمع لا يواجه الشعب المطحون الخطر سوى بالصمت ودعاء العاجز، بينما لا يكف المنافقون من حملة المباخر عن تزيين الحال المتردى لأولي الأمر وكأنهم يحثونهم على المزيد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية