رئيس الحكومة نتنياهو بعيد عن أغلبية الـ 61 عضو كنيست التي ستسمح له بتشكيل حكومة يمين ضيقة، هذا ما يظهر من نتائج عينات الانتخابات. حسب العينة، كتلة اليمين – الأصوليين في الكنيست الـ 22 تعد 53 – 58 مقعداً، حسب الاستطلاعات. وحسب استطلاعين من الثلاثة استطلاعات، فإن “أزرق أبيض” سيكون الحزب الأكبر في الكنيست بفارق مقعد أو مقعدين عن الليكود. واستطلاع آخر أشار إلى التعادل بين الحزبين الكبيرين.
كفة الميزان في هذه الانتخابات هو رئيس “إسرائيل بيتنا”، افيغدور ليبرمان، الذي حصل حزبه، حسب نتائج العينات، على 8 – 10 مقاعد. كرر ليبرمان أمس وعده بأن يفرض على الأحزاب الكبيرة حكومة وحدة بدون الأحزاب الدينية. “لدينا خيار واحد، وهو حكومة وطنية ليبرالية واسعة تتشكل من إسرائيل بيتنا، والليكود، وأزرق أبيض”، أعلن ليبرمان.
حزب قوة يهودية الكهاني، الذي حصل في عدد من الاستطلاعات على 4 مقاعد لم يجتز نسبة الحسم. جزبا العمل-غيشر، والمعسكر الديمقراطي، اللذان حذرا مؤخراً ناخبيهما من احتمالية بقائهما خارج الكنيست المقبلة، حصلا -حسب العينات- على 5 – 6 مقاعد. ومع ذلك، يدور الحديث عن خيبة أمل، إذا أخذنا في الحسبان الهدف الرئيسي الذي وضعاه لأنفسهما، وهو رقم يتجاوز الـ 10 مقاعد.
عمير بيرتس، رئيس حزب العمل–غيشر يتنفس الصعداء أمس بعد نشر نتائج العينات التي منحت حزبه 5 – 6 مقاعد. في الأيام الأخيرة، خاف من أن يهبط إلى أقل من نسبة الحسم، وشاهد مصوتيه وهم يتسربون إلى “أزرق أبيض”. في إعلان نشره أمس، شكر ناخبيه على جهودهم وطلب منهم الانتظار حتى وصول النتائج الحقيقية.
وبعد نشر النتائج، واصل حزب العمل نفي انضمامه إلى نتنياهو. شخصية رفيعة في الحزب قالت أمس للصحيفة بأن “الليكود يحاول الضغط على ليبرمان كي ينضم إليه بواسطة تقارير عن ضم عمير بيرتس لحكومته. وهناك أمر واحد مؤكد، وهو أن بيرتس كما وعد، لن يجلس مع نتنياهو في الحكومة”.
في مقر الحزب بتل أبيب هدأوا بعد نشر نتائج العينات، وإن كان مصدر من حزب العمل قال للصحيفة “لقد خرجنا بأقل ضرر”. في المقابل، قال عضو الكنيست يورام مرتسيانو إن وسائل الإعلام سارعت إلى تأبين الحزب، لكن يبدو أنه نجح في الحفاظ على قوته.
مع ذلك، تتوقف لعينات حزب العمل–غيشر أرقام بعيدة جداً عن الأرقام التي ادعى بيرتس بأنه سيحصل عليها، أعلن بأن لديه استطلاعات توقعت له 7 – 10 مقاعد، وأوضح أن هدف انضمامه لاورلي ابكاسيس هو نقل مصوتين من اليمين إلى اليسار وتغيير التوازن بين الكتل.
بيرتس تلقى في الأشهر الأخيرة انتقاداً شديداً من مصوتي اليسار الذين لم يرغبوا في الانضمام لأبكاسيس التي كانت في “إسرائيل بيتنا”، والتي أيدت في السابق جدول أعمال يمينياً. و تلقى أيضاً وابلاً من الاستهزاء والغضب من المعسكر الديمقراطي؛ لأنه رفض الانضمام إليه وعرض شعبية الاتحاد الذي تبلور في نهاية الأمر للخطر. ورغم النفي خلال الحملة، إلا أن منتقدي بيرتس وأبكاسيس قالوا إنهم سينضمون إلى حكومة نتنياهو.
رئيس حزب العمل-غيشر حاول تحسين وضعه في صناديق الاقتراع بمساعدة حملة “القبة الحديدية الاجتماعية”، لكن هذا الأمر لم يظهر في نتائج العينات. في المعسكر الديمقراطي تبين أن حملة “الغعفل” التي قام بها بيرتس مؤخراً ناجعة. لقد حذر في نهاية الأسبوع الماضي من أن هبوط حزب العمل إلى تحت نسبة الحسم ستمنح نتنياهو بشكل تلقائي ائتلافاً سيوفر له الحصانة. مصادر في حزب العمل أظهرت أمس الرضى من المعطيات التي جمعت عن مصوتين معينين جاؤوا إلى صناديق الاقتراع وأبعدوا الحزب عن نسبة الحسم.
مع ذلك، متوسط الخمسة مقاعد في نتائج العينات هو تنبؤ بائس جداً لوريث مباي الذي كان حزب السلطة الوحيد خلال عشرات السنين. قبل خمسين سنة في 1969 سجل حزب العمل رقماً قياسياً وأدخل 49 عضو كنيست. في الانتخابات السابقة، في شهر نيسان، بقيادة آفي غباي، تدهور الحزب إلى حضيض تاريخي، 6 مقاعد فقط. وحسب العينات.. قد ينخفض أكثر.
بقلم: يونتان ليس وآخرين
هآرتس 18/9/2019