الناصرة ـ «القدس العربي»: تواصل إسرائيل بأعلى مستوياتها ملاحقة قيادات فلسطينيي الداخل ومحاولة نزع الشرعية عن كل من يناهض سياساتها منهم أو يؤيد مقاومة الاحتلال. وفي الحلقة الجديدة من مسلسل الملاحقات انضم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى وزير الداخلية وأوساط في الائتلاف والمعارضة لمنع تعيين نائب عربي لرئيس بلدية حيفا، لرفضه اعتبار حركة حماس أو حزب الله تنظيما «إرهابيا».
وانتخب رجا زعاترة ضمن قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عضوا في بلدية حيفا التي يقيم فيها اليوم نحو 35 ألف فلسطيني. وشمل الائتلاف الجديد في بلدية حيفا إسناد النيابة لرئاسة البلدية لعامين ونصف عام. وثارت ثائرة حزب الليكود في حيفا لبقائه خارج الائتلاف البلدي.
في بيانه قال نتنياهو أمس إنه تحدث مع رئيسة بلدية حيفا عينات كاليش وطلب منها أن تلغي تعيين زعاترة الذي يدعم حزب الله وحماس، نائبا لها. وعلل نتنياهو تدخله السافر بالقول إن هذين التنظيمين يصرحان بأنهما يعتزمان تدمير دولة إسرائيل. وتابع «آمل أنها ستلبي طلبي ويسرني أن وزير الداخلية أرييه درعي قد بدأ التعامل مع هذا الأمر، وأعلم أنه كان هناك أشخاص كثيرون آخرون تحدثوا عن ذلك. هذا الأمر لا يعقل ولأنه لا يعقل أنا على قناعة بأنه لن يحدث».
وقبل ذلك تعرض رجا زعاترة لهجوم من عدة أحزاب صهيونية، وعلى رأسهم وزير الداخلية أرييه درعي وزعيم حزب «يش عتيد» يائير لابيد، مطالبين رئيسة البلدية المنتخبة كاليش بإلغاء تعيين زعاترة نائبًا لها بسبب مواقفه السياسية.
ويؤكد رئيس لجنة المتابعة العربية العليا محمد بركة، أن «الهجمة التي يتعرض لها الرفيق زعاترة، من الفاسدين، نتنياهو ودرعي، ومعهما لبيد وجوقة اليمين الاستيطاني العنصري المنفلت، على خلفية اتفاق الاتفاق في بلدية حيفا تصب في الهجوم الواسع على مجمل فلسطينيي الداخل وخطابهم السياسي». وأكد أيضا أن هذا هجوم على الحق الأساس في التمسك بالخطاب الوطني لسياسات الحرب والاستيطان والعنصرية. وتابع «هذا سعي لنزع الشرعية عن خطابنا ونهجنا السياسي، وبالتالي نزع شرعية وجودنا في الوطن الذي لا وطن لنا سواه». وخلص بركة الى القول إن «زعاترة حصل على شرعية التمثيل من أهالي حيفا، وبالذات تمثيل أهالي المدينة العرب، ضمن كتلة الجبهة الديمقراطية». وشدد على أحقية أهالي حيفا العرب أن يكونوا شركاء في إدارة البلدية، وفي إطار السعي لضمان حقوقهم الكاملة كمواطنين متساوين.
واعتبر النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، أن هذه محاولة سافرة لإسكات الصوت الديمقراطي الصميمي لزعاترة وأهالي حيفا العرب واليهود الديمقراطيين الذين فقط قبل شهر أعطوا الثقة بقوة للجبهة. وقال إن صغار اليمين يتعلمون من معلّمهم نتنياهو كيف يكسبون الأصوات من خلال مهاجمة العرب سياسيًّا. وأضاف: «رجا زعاترة مفولذ بالعمل الوطني ولا تضيره صرخات اليمين، ولكن الأهم هو تعزيز الشراكة العربية اليهودية المبنية على الندية وعلى قيم السلام والديمقراطية والمساواة، وأن تنتصر حيفا على اليمين محليًا وقطريًا».