أسرة التحرير
بعد سبعة أيام من انضمام إسرائيل إلى النادي المتضعضع للدول المتهمة بالإبادة الجماعية، أضيفت إلى قائمة الدول، مثل إيران وكوريا الشمالية، التي أمر الرئيس الأمريكي بتجميد مداخيلها ومنع دخول جزء من مواطنيها إلى بلاده. بشكل رسمي، صدر المرسوم الرئاسي ضد أربعة مستوطنين متطرفين، لكن الشروحات التي رافقته تستهدف القيادة السياسية العليا مباشرة. فالإدارة الأمريكية تقضي لأول مرة بشكل علني بأن عنف المستوطنين المتطرفين يهدد بشكل استثنائي الاستقرار في الشرق الأوسط، ويمس بالأمن القومي وبالسياسة الخارجية الأمريكية. كان يمكن أن نتوقع من رئيس الوزراء أن يتناول الخطوة الرئاسية الشاذة باهتمام شديد، ويعد باتخاذ إجراءات حازمة بلا إبطاء لكبح عنف المستوطنين تجاه عديمي الوسيلة. لكن نتنياهو، كعادته، يفضل الكذب والتشكك بمصادر معلومات الرئيس الأمريكي. وكان مكتبه أعلن بأن “إسرائيل تعمل ضد خارقي القانون في كل مكان، لذا لا مكان للإجراءات الشاذة في هذا الشأن”.
منذ كارثة 7 أكتوبر هناك عدد لا يحصى من أحداث عنف المستوطنين المسلحين الذين يمسون بفلاحي الأرض وبالرعاة الفلسطينيين. هجر 16 تجمعاً فلسطينياً بيوتهم من رعب المستوطنين. أقصى الجيش الإسرائيلي في حالات قليلة مشاغبين من خدمة الاحتياط وصادر سلاحهم. نشطاء حقوق الإنسان الذين تجندوا لحماية المزارعين الفلسطينيين من ميليشيات المستوطنين يشهدون على غض نظر من الشرطة والجيش عن المس بالسكان الفلسطينيين. محافل إنفاذ القانون في المستويات المختلفة يخونون وظائفهم، في الدفاع عن السكان المحتلين، وبذلك ينتهكون القانون الدولي.
يأتي المرسوم الرئاسي ليذكر حكومة إسرائيل بأن كارثة 7 أكتوبر غيرت موقف الأسرة الدولية من الاحتلال الإسرائيلي في كل المناطق. ينبغي أن نرى في هذه الخطوة مقدمة للبحث الذي سيجرى في 19 شباط في “لاهاي”، عقب قرار الجمعية العمومية في كانون الأول 2022 للطلب من محكمة العدل الدولية إصدار فتوى استشارية بشأن التداعيات القانونية التي تنبع من انتهاء إسرائيل المتواصل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتخلصه من الاحتلال والمستوطنات والضم. كما أن المحكمة مطالبة بأن تتناول المكانة القانونية للأرض المحتلة والتداعيات المحتملة من جراء ذلك على دول العالم والأمم المتحدة.
87 دولة أيدت القرار و53 امتنعت. وكانت الولايات المتحدة بين 26 دولة عارضت. أما المرسوم الرئاسي فيدل على أن بايدن الذي يقف إلى جانب إسرائيل في لحظتها القاسية ويزودها بجملة وفيرة من الجزر، فيعرف كيف يستخدم العصا أيضاً وقت الحاجة، في صالح مستقبل إسرائيل.
هآرتس 4/2/2024