نتنياهو يعلن بدء رسم خرائط ضم المستوطنات والأغوار.. وأبو ردينة: خارطة فلسطين على حدود 67

حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”:

فجرت التصريحات الأخيرة لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بشأن البدء في رسم الخرائط الدقيقة لضم مستوطنات الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، وفق خطة “صفقة القرن” الأمريكية، غضبا فلسطينيا، خاصة وأنها جاءت قبل توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمجلس الأمن لإدانة الخطة الأمريكية، في الوقت الذي حذرت فيه مصادر أمنية إسرائيلية من تدهور الأوضاع الميدانية، في حال طبقت خطة الضم.

وقال نتنياهو، خلال اجتماع حكومته الأحد، إن فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن والبحر الميت والمستوطنات في الضفة “يستوجب مسحا دقيقا لهذه الأماكن”.

وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل ذلك بساعات، أن الفريق الأمريكي الإسرائيلي بدأ العمل على وضع خريطة دقيقة لضم أجزاء في الضفة الغربية بموجب خطة السلام الأمريكية الجديدة.

تخالف خطة ترامب القرارات الدولية ذات العلاقة بحل القضية الفلسطينية، وقوبلت برفض فلسطيني واسع، وبحالة غضب جماهيري لا تزال متواصلة

واختار نتنياهو مستوطنة “معاليه أدوميم”، وهي واحدة من كبرى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة، والمقامة في مدينة القدس المحتلة، ليعلن منها خلال الترويج لحملته الانتخابية عن بدء مرحلة تجهيز خطط الضم.

وقال في خطابه هناك: “نحن في خضم عملية رسم تلك الخرائط وفق ما تحددها الخطة الأمريكية”، لافتا إلى أن تجهيز الخريطة يعني تطبيق السيادة على جميع الأراضي المشمولة ضمن الخارطة، بما في ذلك المستوطنات في الضفة ومنطقة الأغوار بأكملها.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن عن خطة “صفقة القرن” يوم 28 من الشهر الماضي في البيت الأبيض، منح إسرائيل ضم الأغوار والمستوطنات، والاحتفاظ بالقدس كاملة عاصمة لها، على أن تقام دولة فلسطينية منزوعة السلاح ومقطعة الأوصال، بسبب المستوطنات التي ستلتهم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، والتي يعترف بها المجتمع الدولي على أنها أراضي الدولة الفلسطينية المنشودة.

وتخالف خطة ترامب القرارات الدولية ذات العلاقة بحل القضية الفلسطينية، حيث قوبلت الخطة برفض فلسطيني واسع، وبحالة غضب جماهيري لا تزال متواصلة.

وخلال خطابه شدد نتنياهو على استمراره في دعم خطط الاستيطان، وقال إنه بدون المستوطنات في الضفة الغربية “لن يكون هناك وجود لوطن إسرائيل”، وأشاد خلال خطابه بترامب الذي دعمه كثيرا في خطط الاستيطان، وقال إن بوصوله للحكم في أمريكا “شكل فرصة ذهبية لتغيير مجرى التاريخ”، واصفا إياه بأنه أعظم صديق لـ”إسرائيل”.

كما وصف الخطة الأمريكية “صفقة القرن” بأنها “ثورة تاريخية”، وقال إنها تدعم حق إسرائيل في تطبيق السيادة على وادي الأردن وشمال البحر الميت وجميع المستوطنات في الضفة.

وتعقيبا على تصريحات نتنياهو، قال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية إن “الخارطة التي نعرفها هي خارطة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولن نتعامل مع خرائط غيرها”.

وشدد أبو ردينة على أن خارطة دولة فلسطين هي الخارطة التي يعترف بها العالم وفق قرارات الأمم المتحدة، وهي الوحيدة التي تحقق “الأمن والسلام والاستقرار” في المنطقة والعالم. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية: “أية خرائط أخرى تعني استمرار الاحتلال ولا يمكن القبول بها”.

من جهته قال الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، في تصريح صحافي، إن إعلان نتنياهو عن بدء التعاون الأمريكي الإسرائيلي لرسم الخرائط الجديدة؛ لضم المستوطنات بالضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية يعد “امتدادا للعدوان الأمريكي الإسرائيلي المزدوج على حقوق شعبنا الفلسطيني”.

وحمل برهوم كلا من أمريكا وإسرائيل نتائج وتداعيات استمرار “هذا الصلف وهذا العدوان”، وقال: “شعبنا الفلسطيني بقواه الحية ومقاومته الباسلة لن يتردد لحظة واحدة في خوض كل المعارك، وبكل السبل والأدوات من أجل حماية حقوقه التاريخية والدفاع عنها مهما كانت التضحيات”.

وشدد على أن “فلسطين ستبقى لشعبها أصحاب الحق في هذه الأرض، ولن يستطيع ثنائي الشر الأمريكي الإسرائيلي مهما امتلكا من هيمنة وقوة أن يغيرا هذا الواقع”، مشيدا بصمود سكان الضفة والقدس، وبالعمليات “النوعية” التي قال إنها “أربكت حسابات العدو”، مؤكدا على أهمية “تكثيف الفعل الشعبي والمقاوم بكل وسائله وأشكاله، والاستبسال في خوض معركتهم المقدسة”.

وأكد أن مصير الاحتلال سيكون إلى “زوال”، مضيفا: “مقاومتنا مستمرة لانتزاع هذا الحق وصولا لتحرير كامل تراب فلسطين”، وطالب الكل الفلسطيني بسرعة التحرك لتوحيد جهوده الكفاحية والنضالية، والاستعداد لمواجهة هذا الخطر الداهم، وإسقاط هذه المؤامرة.

ولم يكن انتقاد خطة الضم من الجانب الفلسطيني فقط، حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” عن مصادر أمنية في تل أبيب قولها إن قرارا إسرائيليا بشأن ضم مناطق في إطار خطة السلام الأمريكية “قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع في المنطقة”.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن قلقة من ظاهرة “تقليد الهجمات” الأمر الذي قد يؤدي إلى “المزيد من التصعيد”.

جدير ذكره أن 100 نائب ديموقراطي في مجلس النواب الأمريكي وقعوا على مذكرة، أكدت عدم رضاهم عن خطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب، وحذروا خلالها من أن الخطة ستؤدي الى تجدد حلقة العنف في إسرائيل والمناطق الفلسطينية، وتعرض اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والدول العربية للخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية