الناصرة- “القدس العربي”: تفيد استطلاعات الرأي المتتالية أن حالة التعادل بين المعسكرين الصهيونيين المتصارعين على السلطة في إسرائيل على حالها، عشية الانتخابات البرلمانية المبكّرة، في الأول من تشرين ثاني/نوفمبر القادم، رغم أنها الخامسة في أقل من أربع سنوات. وتبقى حالة التعادل هذه على حالها، وتسبب مأزقا سياسيا داخليا في إسرائيل رغم الانقسام الجديد داخل المشتركة، ومشاركة الأحزاب العربية في ثلاث قوائم، وتدني نسبة تصويت المواطنين العرب إلى نحو 40%، مع العلم أن النسبة ارتفعت عدة نسب مئوية في الأيام الأخيرة نتيجة تضامن القائمة التي تبدو أضعف، قائمة “التجمع الوطني الديموقراطي” برئاسة النائب سامي أبو شحادة.
ويتوافق عدد من المراقبين المتابعين على أن حالة التضامن مع “التجمع”، ومع أبو شحادة بصورة شخصية، تنبع من صورة “الحلقة الضعيفة” من بين الأحزاب العربية نتيجة “تواطؤ” “الجبهة” و”العربية للتغيير” عليه في الساعة الأخيرة وإبقائه خارج المشتركة. رغم أن الحقيقة مختلفة، وأن “التجمع” أيضاً يتحّمل هو الآخر مسؤولية التفكّك الجديد لـ “المشتركة” لكنه يحظى في الذهنية العامة لدى فلسطينيي الداخل بصورة “الضحية”، مما يكسبه موجة من التعاطف، خاصة من أوساط كانت تركت حزب “التجمع” في السنوات الأخيرة، ومن أوساط كانت قررّت الإحجام عن المشاركة في عملية الاقتراع بدوافع مختلفة، منها ما يتعلق بأداء الأحزاب العربية وبجدوى العمل البرلماني وخيبة الأمل من “حكومة التغيير”، وغيره. كذلك يتمتع سامي أبو شحادة بشعبية خاصة بسبب آداب الكلام الراقية التي يتمتع بها كـ “سياسي مؤدب يجيد التحدث بالعبرية بقوة لكن بهدوء”حتى عندما يتحدث عن خصومه،ذ خاصة أنه قادم من مدينة يافا بكل ما فيها من دلالات رمزية فلسطينية.
حالة التعادل هذه ظهرت في الاستطلاعات الأربعة الأخيرة التي بثتها قنوات التلفزة العبرية في الأيام الأخيرة حيث يحظى معسكر “الليكود” برئاسة نتنياهو بـ 60 مقعدا في أفضل حالة، مما يعني أنه يحتاج لمقعد واحد على الأقل لتشكيل حكومة والعودة لسدة الحكم بعد سقوطه قبل عام ونصف العام وبفضل الأحزاب العربية. هذه الحالة دفعت نتنياهو هذه المرة أيضا كما في المرة السابقة لتغيير التعامل مع أصحاب حق الاقتراع العرب والانتقال في التعامل معهم من الاستعداء إلى الاحتواء والتخدير في محاولة لإبقائهم في البيوت وعدم المشاركة في عملية الاقتراع، وربما من أجل اقتناص أصوات منهم.
جاء تغيير نتنياهو التكتيك الانتخابي مع العرب (15% من أصحاب حق الاقتراع في إسرائيل) بعدما شن حملات تحريض معادية لهم في جولات انتخابية سابقة دفعتهم للمشاركة في إقبال متزايد على الصناديق لمعاقبته والرد عليه بأصواتهم، خاصة أنه شكّل تهديدا مباشرا على القدس وعلى مجمل القضية الفلسطينية بتحالفه مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وعلى خلفية اقترابه من الهدف المنشود، وفقاً لاستطلاعات الرأي، عاد نتنياهو يغازل الناخبين العرب، مذكرا بـصفته “أبو يائير”، الصفة التي منحه إياها بعض المواطنين العرب من باب السخرية خلال جولاته وزياراته للبلدات العربية في النقب، حيث شوهد داخل خيمة بدوية وهو يصب القهوة “السادة” بنفسه وكأنه صاحب البيت في محاولة خبيثة للتقرب من العرب بشكل عام، ومن بدو النقب بشكل خاص.
وهذه المرة يكّرر “أبو يائير” الكرة وسط محاولات لاستغلال التراشق المتواصل بين الأحزاب العربية، بدلا من إدارة نقاش سياسي، طامعا بأن يساهم ذلك في إبقائهم في البيوت عازفين عن المشاركة في عملية الاقتراع مما يصب الماء على طاحونته وفق الحسابات الانتخابية والمعايير الحسابية. وهذا ما دفع حزب “الليكود” لإطلاق حساب في “التيكتوك” تحت عنوان “الشيخ أبو يائير” يظهر فيه نتنياهو وترافقه أغان بدوية تمجّد القوة بهيئة رئيس وزراء يعنى بكل المواطنين دون تمييز.. وكل ذلك في محاولة لتخدير العرب من خلال الاهتمام بعدم وجود عدو مشترك لهم يدفعهم للصناديق للثأر منه.
كما يحاول “الليكود” برئاسة نتنياهو استغلال حالة الغضب في الشارع العربي للتقرب للعرب من خلال حملة دعائية تشدد على أن نتنياهو يعد بالقضاء على خطر الجريمة المتفشية داخل البلدات العربية، علما أنه هو من يتحمل مسؤولية استشراء الجريمة والمجرمين، وفق تقارير إسرائيلية أيضا تؤكد أن حكومات نتنياهو أطلقت أيدي المجرمين في السنوات الأخيرة كي تنال من فلسطينيي الداخل وإشغالهم بحالهم واستنزافهم وضرب مناعتهم الأهلية والوطنية وتفتيتهم لمجموعات بدلا من أقلية وطن قومية فلسطينية الهوية. في اجتماع انتخابي لحزب “يوجد مستقبل” برئاسة يائير لبيد قال نائب وزير الأمن الداخلي يوآف سغالوفيتش في بلدة كفركنا، يوم الخميس الفائت، إن إسرائيل كدولة قادرة على مكافحة الجريمة وعصابات الإجرام في البلدات العربية، لو أرادت لكن حكوماتها فضلت تجاهل الجريمة لغاية في نفس يعقوب، داعياً العرب للخروج للصناديق كي لا يعود نتنياهو للسلطة ونبكي جميعنا عربا ويهودا”.
في واحد من صفحات “الليكود” في “التيكتوك”، حيث الفئات العربية الشبابية، يقول نتنياهو “عدت لكم بعد غياب لكن الأسد لا يكترث بالذئاب”، ويحاول الفيلم القصير إظهاره زعيما قويا يتمتع بـسحر الشخصية الكاريزما. وفي شريط آخر يزعم نتنياهو أنه هو الوحيد القادر على تشكيل حكومة مستقرة قوية تعمّر أربع سنوات يتخللها ازدهار للجميع، كما جاء في شعارات كتبت بالعربية.
في فيديو دعائي آخر يطل نتنياهو واعداً بحماية الأمن الشخصي لكل مواطن من العرب، متجاهلا دور حكوماته في نمو وتفاقم الجريمة، وتابع: “نجحنا في الماضي بالقضاء على عصابات الإجرام اليهودية، وسنفعل ذلك مع عصابات الإجرام العربية أيضا”.
وبذلك يطمع نتنياهو أن يحقق مبتغاه معولا على الذاكرة القصيرة للجمهور بعد حملات تحريض متتالية على فلسطينيي الداخل منذ أن شارك في أول انتخابات برلمانية له عام 1996، ووقتها رفع شعارا عنصريا “نتنياهو جيد لليهود”، وأطلق عدة تصريحات تحريضية، منها “العدو الأخطر علينا هنا يعيش بيننا”، وفي المرة قبل الأخيرة حاول تهويش اليهود على العرب بالقول كذبا إن العرب يتدفقون بجماهيرهم لصناديق الاقتراع من أجل السيطرة على الدولة”.
في التزامن أطلقت قائمة التحالف المكونة من “الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة”، برئاسة النائب أيمن عودة، و”العربية للتغيير”، برئاسة النائب أحمد الطيبي، حملتها الانتخابية تحت عنوان: “نؤثّر بكرامة”. وهذه رسالة مضادة لـ “القائمة العربية الموحدة”، برئاسة منصور عباس، التي شاركت في الإئتلاف الإسرائيلي الحاكم الحالي واتهمت بتخطي الخطوط الحمر وببيع المبادئ مقابل وعود بتلبية مطالب حياتية و”فتات”.
المفروض أن يمسك الدلة باليسار والفنجان باليمين حتى يقدّمه باليد اليمنى.لكنه قلب الحالة كما هو معتاد على التقلّب.
كيف لهم شرب القهوة والشاي مع قاتلهم ومغتصبهم، ولماذا نذهب بعيدا ونلوم العرب الآخرين على التطبيع
برز الثعلب يوماً/ في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي/ ويسب الماكرينا
واطلبوا الديك يؤذن/لصلاة الصبح فينا
فأجاب الديك عذرا/ يا أضل المهتدينا
مخطئ من ظن يوماً/أن للثعلب دينا
أمير الشعراء أحمد شوقي
هههههههه بل أبو نفاق وعنصرية بغيضة مقيتة ?