نجاة الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف من محاولة اغتيال
3 - أبريل - 2014
حجم الخط
0
إسلام اباد – وكالات: نجا الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الذي وجهت اليه محكمة خاصة هذا الاسبوع تهمة ‘الخيانة العظمى’ في سابقة في البلاد، من تفجير صباح امس الخميس قبل قليل من مرور موكبه في اسلام اباد، بحسب السلطات. وقال لياقات نيازي المسؤول الكبير في شرطة اسلام اباد ان ‘قنبلة زنتها اربعة كيلوغرامات مخبأة في قناة مياه تحت جسر انفجرت قبل حوالى عشرين دقيقة من الموعد المقرر لعبور موكب الرئيس السابق’. ووقع الانفجار بعيد خروج مشرف من المستشفى العسكري في روالبندي حيث قضى الاشهر الثلاثة الماضية تحت المراقبة بسبب مشكلات في شرايين القلب، متوجها الى منزله في شاك شهزاد بضواحي العاصمة. وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة محمد نعيم ان ‘الانفجار لم يسفر عن اي اصابات’ مشيرا الى ان الرئيس السابق كان الهدف المرجح للهجوم. وفور وقوع الانفجار بدلت السلطات مسار موكب مشرف الذي اتهم الاثنين ب’الخيانة العظمى’، وهي تهمة تصل عقوبتها الى الاعدام في باكستان. ويتهم القضاء الجنرال مشرف حليف الولايات المتحدة الذي حكم البلاد بين 1999 و2008 ب’الخيانة’ بسبب فرض حالة الطوارئ وتعليق الدستور واقالة قضاة في 2007. ويقول مشرف (70 عاما) الذي اكد براءته من هذه التهم انه ضحية حملة ثأر يدبرها خصومه السياسيون ولا سيما رئيس الوزراء نواز شريف الذي شكل هذه المحكمة الاستثنائية في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ونجا مشرف الحليف الرسمي للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب، من ثلاث محاولات اغتيال. وفي 14 كانون الاول/ديسمبر 2003، انفجرت قنبلة بعد دقائق على مرور موكبه المصفح في روالبندي القريبة من العاصمة. وبعد ذلك بـ11 يوما، نجا من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة اوقعت 16 قتيلا. وفي تموز/يوليو 2007 فتح مسلحون النار على طائرته قبيل اقلاعها . وفي الاشهر الماضية، عثرت الشرطة على متفجرات بالقرب من فيلا مشرف، وهو ما شكك به البعض اذ اعتبر معلقون ان انصار مشرف داخل قوات الامن يريدون اظهار ان حياته في خطر داخل البلاد. واذا كان مشرف يتمتع بحرية التنقل في البلاد الا انه لا يسمح له بالسفر الى الخارج لان اسمه مدرج على قائمة الاشخاص المحظور عليهم مغادرة البلاد. وسعت اوساط مشرف مجددا خلال الايام الاخيرة لاقناع السلطات السياسية والقضاء بالسماح له بالرحيل الى الخارج لزيارة والدته المريضة في الامارات. وصرح مصدر في وزارة الداخلية ان ‘وزارة الداخلية ردت على مشرف بانه تم رفض طلبه رفع الحظر على السفر لانه ملاحق في عدة قضايا’. والى جانب قضية الخيانة هذه، فان القضاء يلاحق مشرف للاشتباه بضلوعه في اغتيال منافسته السابقة بنازير بوتو والقيادي المتمرد من بلوشستان اكبر بقتي، فضلا عن تورطه في الهجوم الدموي الذي شنه الجيش على اسلاميين متحصنين في المسجد الاحمر في اسلام اباد. إلى ذلك، قال مسؤولون أمس الخميس إن باكستان أفرجت عما لا يقل عن 16 سجينا من طالبان في خطوة صدق عليها رئيس الوزراء نواز شريف وتهدف إلى إحياء عملية السلام الهشة مع الحركة المتشددة. وكانت حركة طالبان الباكستانية قد دعت في الأول من آذار/ مارس إلى وقف إطلاق النار لمدة شهر لكنها قالت هذا الأسبوع إنها لن تمدده لعدم جدية الحكومة في تلبية مطالبها. وتضمنت المطالب الإفراج عن 800 سجين تقول طالبان إنهم مواطنون أبرياء وكذلك انسحاب الجيش من أجزاء من المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان. وأكد حاكم وزيرستان الجنوبية إسلام زيب أن الحكومة أفرجت عن سجناء لم يشاركوا في قتال القوات الحكومية وذلك لتعزيز جهود المصالحة. وقال ‘أفرجت الإدارة السياسية في وزيرستان الجنوبية عن 16 رجلا في الأول من نيسان/أبريل.’ وأضاف ‘ليسوا من القادة الرئيسيين وإنما رجال قبائل أبرياء ألقي القبض عليهم خلال حملات البحث المختلفة في وزيرستان الجنوبية في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية.’ ومضى قائلا إن كل المفرج عنهم من قبيلة محسود وهي إحدى قبائل البشتون الرئيسية التي تعيش في وزيرستان الجنوبية بشمال غرب باكستان. وقال إنه سيتم الإفراج عن 100 سجين آخرين على قائمة طالبان خلال الأيام القليلة القادمة. ولم يتسن الاتصال بمفاوضين من طالبان للتعليق. وأكد مسؤولو مخابرات نقل السجناء إلى معسكر زاري نور التابع للجيش في مدينة وانا. وقال مسؤولون أمنيون إنه تم تسليم السجناء إلى مكتب حاكم المنطقة وإنه سلمهم بدوره إلى طالبان. وقال مصدر بمكتب رئيس الوزراء إن شريف صدق شخصيا على إطلاق سراحهم في دلالة على ما يبدو على رضوخه لضغوط حركة طالبان ومقاومته للنداءات المنطلقة من داخل الجيش باتخاذ موقف عسكري أشد في معاقل المتشددين.