الجزائرـ ‘القدس العربي’: قالت مصادر أمنية جزائرية إن الغموض لا يزال قائما بخصوص مصير مختار بلمختار المعروف باسم ‘الأعور’ قائد كتيبة الموقعون بالدم والقيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والذي قالت السلطات التشادية إنها قضت عليه في شمال مالي في نفس التوقيت مع إعلانها القضاء على عبد الحميد أبي زيد قائد كتيبة طارق بن زياد .
وأضافت المصادر ذاتها أن العملية التي استهدفت قبل أيام موقعا لشركة ‘أريفا’ الفرنسية التي تستغل مواقع اليورانيوم في النيجر خلفت تساؤلات حول مصير مختار بلمختار، خاصة وأن كتيبة الموقعون بالدم التي كان يقودها هي من تبنى الاعتداء على الشركة الفرنسية، مؤكدة على أنه حتى الآن لم يقم تنظيم القاعدة بتأكيد خبر مقتل بلمختار، خلافا لما كان عليه الأمر بالنسبة لأبي زيد.
وأشارت إلى أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن نجل بلمختار المسمى أسامة عبد الرحمن هو من يقود العمليات التي تقوم بها كتيبة الموقعون بالدم في منطقة الساحل، علما أن هذا الأخير لا يتجاوز من العمر 18 عاما، مشددة على أن الكلاشينكوف كان اللعبة المفضلة بالنسبة له لما كان طفلا.
وأوضحت أن عدم ظهور أي تسجيل مصور لبلمختار يعزز فرضية مقتله، لكن إلى غاية كتابة هذه السطور من الصعب تأكيد أنه اختفى نهائيا، علم أنه سبق الإعلان عن مقتله أكثر من مرة، قبل أن يتبين أنه ما زال على قيد الحياة.
من جهة أخرى ذكرت المصادر ذاتها أن الحركة العربية من أجل تحرير أزواد، والتي قامت بالإعلان عن تأسيس تنظيم دولي لها، قامت باختيار الجزائري علي زاوي الخبير في الشؤون الأمنية كرئيس شرفي لها، علما أن زاوي سبق له أن حارب الجماعات الإرهابية خلال تسعينيات القرن الماضي، التي عرفت فيها الجزائر أزمة أمنية كادت تؤدي إلى سقوط الدولة في براثن الجماعات المتطرفة، كما قامت الحركة العربية للأزواد مجددا بتوجيه الدعوة إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا من أجل إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين، الذين تم اختطافهم من طرف متشددين في مدينة غاو، عقب الاضطرابات الأمنية التي عرفتها مالي، بزحف الجماعات المتشددة على باماكو، وإعلان الحركة الوطنية لتحرير أزواد عن قيام دولة أزواد في الأقاليم الشمالية، وكذا الانقلاب العسكري على الحكومة المركزية في باماكو، الأمر الذي فتح الباب لفوضى عارمة.
وأكدت المصادر نفسها على أن الدبلوماسيين الجزائريين الثلاثة الذين لا يزالون بين يدي حركة التوحيد والجهاد مضى عليهم أكثر من عام وهم رهن الاختطاف، وهو ما يمثل تهديدا بالنسبة لحياتهم، علما أن الجماعة الخاطفة أقدمت على تصفية الدبلوماسي طاهر تواتي، في وقت ظلت الخارجية الجزائرية تؤكد أنها لا تملك الأدلة التي تجعلها تقطع أن تواتي تعرض للتصفية الجسدية، بعد انتهاء المهلة التي منحتها الجماعة الخاطفة من أجل استجابة السلطات الجزائرية لمطالبها فيما يتعلق بإطلاق سراح عدد من قيادات تنظيم القاعدة، فيما تمكنت السلطات الجزائرية من التوصل إلى إطلاق سراح ثلاثة دبلوماسيين كانوا قد خطفوا أيضا من غاو، والذين تم نقلهم إلى الجزائر مباشرة بعد الإفراج عنهم.
من جهة اخرى أدانت محكمة جنايات مجلس قضاء ولاية أدرار بأقصى جنوب الجزائر، 7 متهمين بأحكام تتراوح بين المؤبد و15 عاماً سجناً في قضية تهريب أسلحة ومخدّرات ودعم جماعة أبو زيد الإرهابية شمال مالي.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة (الخبر) الجزائرية مساء الإثنين، أن المحكمة برّأت 4 متهمين من تهمة الانتماء لمجموعة إرهابية، وأدانت 3، منهم واحد في حالة فرار، بدعم جماعة إرهابية والمتاجرة بالمخدرات والأسلحة الحربية الصنف واحد.
وينحدر 5 من المتهمين السبعة من مدينة المنيعة (900 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائر)، وكانوا ينشطون في التجارة عبر مسار الخليل بشمال مالي، والمنيعة مرورا بولاية أدرار (1500 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائر).
وقد ضبطت مصالح الأمن لدى أحد أفراد المجموعة قطعتي سلاح من نوع سيمونوف، وكمية معتبرة من الذخيرة ومخدرات، وقد سبق أن أدانت محكمة جنايات أدرار 5 من المتهمين السبعة بالسجن 12 عاماً.
ويعتبر الجزائري عبد الحميد أبو زيد، واسمه الحقيقي محمد غديري، أحد قادة العمل المسلح في الصحراء وشمال مالي، وهو زعيم ‘كتيبة الصحراء’ التابعة لتنظيم ‘القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي’، وكان أُعلن عن مقتله بمالي في غارة جوية فرنسية في 23 شباط/فبراير الماضي من دون أن تؤكد السلطات الفرنسية الخبر.