قرأت للتو عن الهجوم الذي تعرضت له الإعلامية أسما شريف منير قبل فترة، بسبب وصفها للشيخ محمد متولي الشعراوي بالمتطرف، على «فيسبوك». يبدو أن الموضوع لاقى تصعيداً كبيراً بسبب اعتراض المصريين، بشكل رئيسي، على أي مساس بشخص الشعراوي، معتبرينه فوق أي وكل نقد. في الواقع، الشيخ الشعراوي هو جزء رئيسي من ذاكرة جيلي على مستوى العالم العربي كافة، فقد كبرنا مع خطبه التي كانت تذاع باستمرار، وتشبعنا بحب أسلوبه الذي كثيراً ما كان يطغى على الفحوى الإشكالي، والذي لولا هذا الإسلوب المحبب البسيط في الطرح لما كان قد وجد كل هذا القبول.
في مخيلتي، لم يكن الشعراوي في يوم متطرفاً، إنما هو تقليدي تماماً، نمطي جداً، وصريح وواضح فيما يعتقد. وحين عدت لمراجعة بعض خطبه من خلال «يوتيوب» الذي لربما كان ليعتبره هو من بدع المشركين، تأكدت لدي فكرة نمطيته وتقليديته. لم يأت الشيخ الشعراوي بجديد، ولم يؤلف شيئاً خارج كتب التراث، إنما لم يعتمد الإخفاء، كما لم يتوجه للقراءة التطويرية الإنسانية التي من شأنها أن تخفف من وقع المعنى الحرفي للتفاسير والقراءات القديمة. فمما ورد في كلام الشيخ الشعراوي أن قال إن مهمة المسلمين «إعادة الخلافة للمؤمن في الأرض، وكل الذين حاولوا أن يخرجوا عن ملك الله بمعصيته ستحاربونهم»، داعياً ضمنياً إلى محاربة كل غير المسلمين تقريباً. في موقع آخر، يصف الشعراوي كل من يخالف الحدود الدينية من قطع يد ورجم مثلاً بأنهم أصحاب «الرحمة الحمقاء»، داعياً الناس أن «ارجعوا لحكامكم وقولوا لهم اقطعوا يد السارق»، وقال إنه في حال تجنب حد الجلد، فإن في ذلك «شك أنكم آمنتم بالله واليوم الآخر».
يصف الشعراوي «المشركين» بأنهم أصحاب عقيدة، هي نفسها «قذرة ونجسة»، ليستفيض موضحاً أن «النجاسة المعنوية نفس النجاسة الحسية»، ثم يوغل في الوصف قائلاً: «شموهم، تجدوهم زنخين، لأنهم لا يتطهرون من حدث، ولا يغتسلون من جنابة»، ثم أشار إلى قول البعض بأن «لو أنني سلمت على مشرك ويده رطبة… لا بد أن أغسل يدي، إنما إن سلمت عليه وإيده جافة ناشفة بيكفاي أني أمسحها…ده احتياط عشان يبين لك أن دول يُجتنبوا، فإذا كانوا يجتنبوا قالباً، إذن يجتنبوا قلوباً والا ما يجتنبوش؟». أما في عارض كلامه عن غير المسلمين، فقال «إن بقي مشرك» بعد إعطائه المهلة «لازم نقتله»، حيث يتم التعامل مع هؤلاء بتخييرهم بين السيف والإسلام والجزية. إلا أنه ما أن يدخل الفرد في الإسلام، تنتفي لديه حرية الاختيار الممارسي، ويقول الشعراوي: «أنت حر في أن تؤمن بالله أو لا تؤمن، إنما إذا آمنت بالله وحسبت علينا إن خالفت شيئاً من الأحكام “حنديك على دماغك”.
وفيما ورد على لسانه تجاه «من يحملون فكراً عدائياً للإسلام»، يقول إن العقوبة تتدرج، القتل لأشد الأعداء، ثم الأسر للأقل منه، وهكذا… حيث «الجميع مش متساوين». ناقش الشعراوي كذلك آية «فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم»، مؤكداً أنه وطبقاً للآية، لا يتم إخلاء سبيل من لا يأتي الثلاثة أفعال كلها، فتارك أحدها يمكن أن ينطبق عليه حد القتل أو «خذوهم أو احصروهم أو اقعدوا لهم»، مؤكداً أن «هذا الرأي هو الذي أخذ به بعض الأئمة.. بأن تارك الصلاة لازم نقتله». تكلم الشعراوي كذلك عن دفع الجزية للإبقاء على أهل الكتاب أحياء، فأشار إلى أن دافع الجزية «يعطيها وهو واقف، ويتسلمها آخذ الجزية وهو قاعد، أهي دي معنى إيه؟ وهم صاغرون، أي يعطيها عن صَغار، ليه؟ لأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يبقي للإسلام ولأمته جهة العلو». يؤكد الشعراوي أن التشديد في كلمات «يقتلوا أو يصلبوا أو يقطعوا من خلاف» هو دليل على أنه كأن لكل واحد في المجتمع حق التقتيل، لكن السلطة الشرعية قامت عن الجميع بهذا الأمر.
للشعراوي كذلك آراء في قضية المرأة، إلا أنه أكد في أحد تسجيلاته بالنسبة لعقوبة الضرب، أنها أمر الله، وأنه «في حاجات ما تجيش إلا بالضرب»، وأنه لن يكون هو أحن على المرأة من خالقها. حرم الشعراوي كذلك نقل الأعضاء، ولو تبرعاً، قائلاً بأن الإنسان لا يملك ذاته، وعليه.. لا يصح له أن يتبرع بها. أما في عارض رأيه حول قيمة العلماء غير المسلمين، فيقول إن من عملوا للدنيا فقد تم تخليدهم فيها، الإنسانية أعطتهم، فلا يجب أن يطلبوا من الله لأن الله لم يكن في بالهم وهم ينتجون، «لكننا نقول أيضاً ـ يكمل ـ إن هؤلاء يعتبرون من جنود منابعنا نحن، يشقون ويتعبون ويبتكرون ويكتشفون وإحنا برضه إللي نستفيد، فهم كالمطايا يعملون لنا إللي إحنا عايزينه، نستفيد منه».
وواقع الأمر أن كل ما ورد أعلاه على لسان الشيخ الشعراوي والمأخوذ من الفيديوهات والتسجيلات المتفرقة له على «يوتيوب» لا يعطي الانطباع بالتطرف، فالرجل لم يأت بجديد ولم يتشنج لتصعيب سهل، إنما حديثه يشير بكل تأكيد إلى النمطية والتقليدية. نعم، نمطية محببة وتقليدية، دمها خفيف، وقريبة من الخطاب الشعبي، لكنها تبقى ذات التقليدية والنمطية التي يتمنى دعاة التطوير على الشيوخ التنويريين إعادة النظر فيها وتطويرها وأنسنتها لتأتي بتعاليم ومفاهيم الإسلام إلى القرن الحادي والعشرين. لربما في عرف أسما منير، شابة القرن الحادي والعشرين، هذا الكلام ينحو للتطرف، لكنه في واقع الحال كلام تراثي أخذ شكل القالب التاريخي الذي تشكل فيه. ولأن الشريعة يفترض أن تكون طيعة سهلة، ولأن الزمن غير الزمن، نقول بالقراءة الجديدة، حتى لا ينصدم أبناء الدين ذاته بقراءة وتفاسير تضعهم في مواجهة مباشرة مع المفاهيم الحضارية الحقوقية الإنسانية والديمقراطية السياسية. فقتل المرتد وقطع يد السارق وغسل اليد بعد مصافحة «مشرك»، بل واستخدام توصيفات مثل مشرك وكافر أصبحت اليوم تمييزية… كل هذه المناحي والمفاهيم ما عادت قابلة للتداول في هذا الزمن، دع عنك التطبيق. إعادة القراءة هي تنقية للفلسفة الدينية من شوائبها التاريخية ومعضلاتها التي فرضها زمن معين ومكان محدد، لماذا نقاوم هذه التصفية المطلوبة؟ لماذا نتهم أسما وغيرها من الشباب بالهجوم على الدين أو شيوخه إذا كان من يسمعون من مثل هذا الكلام يتضارب تماماً مع ما يتعلمونه في دولهم المدنية من أسس المفاهيم الإنسانية والديمقراطية الحضارية؟
الأهم هنا، لماذا يعــــد الشيخ الشعراوي، عليـــه رحمة الله، فوق النقد؟ ما الذي يجعل آراءه مقـــدسة غير قابلة للمـــراجعة والنقد، بل والرفـــض؟ متى أُعلــــنت عصـــمة الشــيخ الشعراوي التي تجعــــل مناقشة آرائه أو حتى وصفــــها بالتطـــرف خطــيئة تتطلب هذا الهجوم الكاسح والاعتذار الباكي؟ أليس رد الفعل العام العنيف هذا تجاه نقد رأي إنسان، أياً كان، هو في حد ذاته عمل ترهيبي؟
سأبدا الان بالاجابة على اسئلتك التي تفضلت بها اخت نائلة وكنت اود لو كان معي مساحة مفتوحة لان مربعات التعليق واللعمل الكتابي مختلف عن المشافهة لهذا اقترحت ذات يوم ان ننشيء منتديا نتبادل فيه الافكار شفويا لتكون اسرع واسهل تناولا وتزيل حجب الكتابة الجبرية
… بالنسبة لي الفكرة الاولى كانت :
لقد ولدت مسلمة لان ابي وامي مسلمين وولدت صديقتي في الثانوية مسيحية لان والداها مسيحيان .. ولان حاجتنا الى الفضيلة متشابهة فانا تبنيت قالب الفضيلة بثوب مسلم وهي تبنت نفس القالب بثوب مسيحي ولو كانت بوذية فاضلة فستكون بوذية صالحة ويكون دينها بوذي .. ماذا لو لم اكن انا واهلي على حق وهل حقا امي جالبسيطة حاكمت قناعاتها التي نقلتها الي ! كيف سبضع الله قرويةغ تزرع الشاي سرينلانكا في النار ةة وهي غير قادرة على اجراء محاكمة عقلية لما تؤمن به بسبب بساطتها ماذا لو لم يكن هناك اله ولا اخرة ولا جنة ولا نار ولا رسل وكان النبي محمد( صلى الله عليه وسلم ) كاذبا .. الان اقول حاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت امتنع عن البحث عن الخقيقة خوفا ان يصيبني عذاب النار .. وهل يمكن لاله عادل _على فرض وجوده _ ان يخلق في عقلا يسال ثم يقدم لي دينا يتناقض مع جهاز استقبال الافكار لدي بعدها يعاقبني !!
تصحيح وكيف امتنع عن البحث العادل امام الخوف من نار قد لا تكون حقيقة
.. الان اقول حاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت امتنع عن البحث عن الخقيقة خوفا ان يصيبني عذاب النار .. وهل يمكن لاله عادل _على فرض وجوده _ ان يخلق في عقلا يسال ثم يقدم لي دينا يتناقض مع جهاز استقبال الافكار لدي بعدها يعاقبني !! اذن لابد ان تكون اي فكرة تدعي بالحقيقة وصلا تتطابق مع المفاهيم العقلية التي تشكل مرجعية قاطعة مشتركة ( اسميها الدين المشترك الجبري بيننا ) لاننا اذا كان ثمة خلل جلي في فكرة فسنطرح نفس التساؤلات بمستوى معين والاشهاص الاكثر ذكاءا او اقل ذكاءا بعد ذلك قد يضيفون جديدا او يقصرون عن حقيقة اذن لابد ان الدين بصورته الاسلامية ليكون حقا ان يكون قادرا عن الاجابة عن التساؤلات العقلية .. واذا لم يكن كذلك فهو ليس دينا صحيحا او ان الشبهة العقلية التي في عقلي فيها خلل ما والا فان التطابق لازم من ولوازم العدل
*اما كيف كانت رحلة البحث فقد كانت شااقة عقليا ومعنوبا وتامليا لانني لست من النوع المتعصب واكره القوالب الموروثة لانها قد تحمل ضلالا مبينا كنت اريد ان اموت واعود الى الحياة لاتاكد هل ثمة شيء نعيشه بعد الموت فعلا! يا لصعوبة السؤال ! كنت استغرب من راحة زميلاتي المتدينات واساتذة في كلية الشريعة رافي الجامعة الاردنية وبعض اقاربي واساتذتي الاخر في الجامعة ( ملحدون) كنت استغرب كيف لهؤلاءوهؤلاء ان يكونو واثقين الى هذا الحد! فهؤلاءقد يكونوا منحو حياتهم لوهم هو الدين وعاشو سعداء !! لانهم ورثو وهما لم يحاكموه ومااحبوه فيه هو الفضيلة وعاطفتهم الدينية المنبثقة عن العبادة منحتهم صك تاكيد !والحقيقة ان المعتقدات شيء اخر يتعلق بالعقل و تحتاج الى معترك مختلف تماما فالفضيلة ليست فارقة في الحقيقة الكونية حول الاله وما بعد الموت واسس الثواب والعقاب وسيصدمون انه ربما كان وهما! ماذا لو لم يكن وهما كليا ايضا وصدموا انهم لم يكونوا على حق وكان الحق مع دين اخر !..
ماذا عن هؤلاء( الملحدين )من اقاربي واساتذتي في الجامعة يقامرون بمصيرههم ماذا لو كانت فكرة الاخرة في الدين حقيقية !! ماذا سيفعلون امام صدمة يدفعون بها ثمن تكبرهم عن البحث وقد لاحظت انهم لم يقرؤوا شيءا سوى قلعتهم الفكرية التي تشبه جيتو يهودي !.. كيف لاستاذ في الجامعة يتحدث عن اسبقية المادة على الفكر ووينظر للمادية البحتة ويحكم على تفكيرنا انه نتيجة لتسلسل كيميائي معين اذن لماذا تختلف نتيجته في قراراتنا بين النعم واللا في موقفين متكابقين تماما مثل اكذب او لا اكذب من هذا النحن الذي يقرر اطلاق عملية التفكير من عدمه انه شيء فوق المادة يشكل نقطة بادئة وعملية تحكم تام في فتح باب التفكير بل وقيادته !المهم عجز الاولون والاخرون عن اجابتي !
فعندما سالت استاذا اثق بعقله وهو استاذ للعقيدة الاسلامية في الجامعة عن حكم من لم تصلهم رسالة قال انهم يحاسبون على التوحيد ! فقط طيب اذن لماذا احتاج التوحيد الى انبياء يشرحونه اذا كان الامر بسيطا . واما الاساتذة الملحدون فكانوا يحشون فراغ اجاباتهم لي حول اسئلتي عن التصميم الذكي في الكون وفي الخلق بكلمة صدفة !! الفريقان كانا عاجزهين تماما عن تلبية جوع عقلي لحقيقة اتبناها . وهنا انطلق بحث لا يكن ولاءا لاي فكرة كنت ارى الاله بام عيني في لحظات وكنت اشعر بعدمه حد اليقين في لحظات اخر ولم تكن صدمة كل لحظة اهون من اختها امام شعوري بصدمة اللحظتين !
هاقد اجبت على اسئلتك الخاصة وغدا ان شاء الله سأعلق على كلامك حول النار .. الذي احتوى معلومات خاطئة تماما ( مثل ان الاسلام لم يطرح ما طرحتيه اخت نائلة ولم يفصل وانه اطلق فكرة النار القاسية ..هذا الذي اشير اليه دوما باية من الكتاب العزيز ضادقة تماما( قال اكذبتم باياتي ولم تحيطو بها علما ام ماذا كنتم تعملون ) .. كل تصورك حول فكرة النار في الاسلام ليس دقيقا ..لا من حيث المعلومات لانها تغرف كالعادة من المشهور والمتداول ولا تذهب للمنبع القرءان الكريم ..اعدك بمناقشة طرحك حول النار من حيث عدالتعا كفكرة ومن حيث خلود البعض فيها او مكثهم مدة طويلة .. بعد ان ارتاح لساعات واعود
” حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ”
.
سياق الآية يدل على أن معنى “آياتي” هي آيات االله في الخلق. ثم لم يستعمل االله تعالى شيئا مثل “تصدقون” بل ” وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا”
عكس ما يستعمله في باقي القرآن حين يكون الأمر متعلقا بآيات الذكر الحكيم.
غادة .. كعادتي اقبل أي تحدي منك و أربحه .. و أنت لحد الآن لم تقبلي أي تحدي مني. هذا لا يجوز.
و من يتحدى الآخرين وجب عليه قبول تحديهم له .. إذا كانت حجته قوية طبعا.
.
هنا كذلك اقبل التحدي في تعليقك عن حرق الأحاديث، لكن .. من باب الانصاف .. اخيرك أن تقبلي تحدي واحد
مما رفعته لك من قبل، أو على الأقل واحد من اثنين و هما:
.
1: اتحداك ان تعطي دليلا واحدا أن الله تعالى وافق قريش في قولهم “نزل” كما سبق لك أن قلتي.
كلام غادة واضح “وافق العلي القدير كلام قريش قطعا “
.
2: اتحداك أن تعطي دليلا واحدا أن الفقهاء يجعلون النص القطعي االتبوث قاضيا علي الظني التبوث.
.
انا انتظر كيف تتعاملين مع تعليي هذا .. هل بالتجاهل …. هل بقبول تحدي واحد آحاد فقط ..
نادرا ما كنت أستمع للشعراوي، وربما كانت معظم حلقاته تدور في فلك تفسير القرآن وبيانه لغويا، ولكنني قرأت له منذ سنوات بعض تفسيره لعدد من السورفي تفسيره المسمى بتفسير الشعراوي، وهو تفسير جيد ويخاطب العقل كون الرجل يمتح من بحر اللغة العربية مبينا معاني الآيات التي يتصدى لها، أما عن تطرفه الذي ذكرته المؤلف فلا أعلم عنه شيئا، وإن كان آراؤه متطرفة في تفسيره لحدود الله فوالله يجب أن لا يأخذها أحد لسببين أولهما
أنه ساكت بل موافق على علاقة حكام مصر مع الصهاينة، وثانيهما أنه لا يقول كلمة حق عن حسني مبارك الديكتاتور الظالم، بل على العكس، كان يلاقيه بالأحضان والابتسامة…
مرة اخرى دليل على الانتقائية و المزاجية و عدم الصرامة في منهج فقهائنا هداهم الله.
.
من يقرأ لغادة و هي تفند رواية حرق ابي بكر للاحاديث بدليل أنه ضعيف يفهم أن هذه هي القاعدة الصارمة، بيد أن الحديث الضعيف
هو كذلك يستعمل في الفقه .. لكن الانتقائية اتاحت لغادة تفنيد الحديث بضعفه. سابين من بعد ان الرواية صحيحة باستعمال حديث آخر
لابي بكر يأكذ حديث حرقه للاحاديث، لكن قبل هذا اليكم ما يقوله الفقه في الحديث الضعيف .. هناك تقييد طبعا لاستعماله، لكن في
نهاية الأمر، الحديث الضعيف ليس ممنوعا من الاستعمال. اليكم نقل عن ابن القيم:
.
يتبع رجا ء ا 1
الْأَصْلُ الرَّابِعُ: الْأَخْذُ بِالْمُرْسَلِ وَالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ، إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَابِ شَيْءٌ يَدْفَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ عَلَى الْقِيَاسِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالضَّعِيفِ عِنْدَهُ الْبَاطِلَ وَلَا الْمُنْكَرَ وَلَا مَا فِي رِوَايَتِهِ مُتَّهَمٌ بِحَيْثُ لَا يَسُوغُ الذَّهَابُ إلَيْهِ فَالْعَمَلُ بِهِ، بَلْ الْحَدِيثُ الضَّعِيفُ عِنْدَهُ قَسِيمُ الصَّحِيحِ وَقِسْمٌ مِنْ أَقْسَامِ الْحَسَنِ، وَلَمْ يَكُنْ يُقَسِّمُ الْحَدِيثَ إلَى صَحِيحٍ وَحَسَنٍ وَضَعِيفٍ، بَلْ إلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ، وَلِلضَّعِيفِ عِنْدَهُ مَرَاتِبُ، فَإِذَا لَمْ يَجِدْ فِي الْبَابِ أَثَرًا يَدْفَعُهُ وَلَا قَوْلَ صَاحِبٍ، وَلَا إجْمَاعَ عَلَى خِلَافِهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِ عِنْدَهُ أَوْلَى مِنْ الْقِيَاسِ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ إلَّا وَهُوَ مُوَافِقُهُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ، فَإِنَّهُ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إلَّا وَقَدْ قَدَّمَ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ عَلَى الْقِيَاسِ.
.
يتبع رجا ء ا 2