طرابلس – «القدس العربي»- ووكالات: يستعد حفتر للاحتفال بالذكرى السابعة للعملية التي أطلقها في عام 2014، والتي سمّاها عملية الكرامة. ورغم تأزم حالته الصحية خلال الفترة الماضية، إلا أنه تمسك بالاحتفال بها بشكل ضخم ومبالغ فيه.
عملية الكرامة كانت بداية لكافة الانقسامات التي شهدتها ليبيا على مختلف الأصعدة السياسية والمؤسساتية، والاجتماعية، حيث حمل من خلالها لواء مكافحة الإرهاب، وادعى البطولة في ذلك، رغم هجومه على مدن لم تعرف الإرهاب يوما.
العملية التي أطلقها من بنغازي، جعلت المدينة من أكبر المتضررين منها، حيث هجر منها عشرات الآلاف من العائلات، واعتدت قواته على بيوتهم ومنعتهم حتى من بيعها لأخرين، بل قامت باستثمار بعضها تحت غطاء شرعي من مجلس النواب الليبي.
ومع كون صفة حفتر ساقطة بوجود رئيس الأركان، ورغم وجود من يعلوه سلطة ورتبة والمتمثل في القائد الأعلى للجيش الليبي، وهو المجلس الرئاسي مجتمعا، قام حفتر بتوجيه دعوات هزيلة للمجلس الرئاسي والحكومة، في إشارة عدم وضعه الرتب أو المقامات بعين الاعتبار، وأنه قد نصب نفسه في قامة أعلى من كل من على رأس الدولة.
إضافة إلى كون “العملية” مسؤولة عن تهجير آلاف العائلات، فقد تسببت أيضا في تدمير النسيج الاجتماعي بين العائلات والقبائل، والتي تتوعد المهجرين بالقتل والتفجير في حال تفكيرهم في الرجوع إلى مسقط رأسهم.
وعلى الصعيد الاقتصادي فقد دمرت هذه العملية اقتصاد الدولة وساهمت في انهياره، فبعد انقسام ليبيا إلى شرق وغرب، احتاج حفتر لأساليب متعددة لتمويل حروبه التي كلفت مليارات الدنانير، فقد استدان من المصارف بدعم من مصرف ليبيا المركزي في المنطقة الشرقية والبرلمان، وضاعف الدين العام للدولة، وطبع عملة مزورة، بل وفرض إتاوات على كبار التجار وسرق أراضي ومزارع للعديد من المواطنين.
جرائم عديدة ارتكبها تحت غطاء هذه العملية، فمن مجازر مدينة بنغازي التي راح ضحيتها مئات الشباب والشابات والناشطات الحقوقيات، وكل من تجرأ على رفض طغيان حفتر، الى مقابر جماعية بمدينة ترهونة وألغام على ألعاب أطفال في مدينة طرابلس.
امتداد عملية الكرامة كان يريد حفتر أن يصل به لكل ربوع ليبيا، فبعد أن سيطر على الجنوب بطريقة شكلية وتخلى عنه، توجه إلى العاصمة طرابلس وقتل من أبنائها الكثير ورمى صواريخ عشوائية على عدد كبير من بناياتها، إلا أن قوة الجيش المواجه له مدعوما بالحليف التركي أرجعته إلى مدينة سرت حيث يستمر في التحشيد لهجوم جديد، غير معلوم الموعد أو الاتجاه.
وحذر المجلس الرئاسي الليبي، أمس الجمعة، من “التصرفات العسكرية الأحادية” التي من شأنها “إعادة تأجيج الصراع وعرقلة العملية السياسية” في البلاد.
جاء ذلك وفق بيان نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، عشية إعلان ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن إقامة عرض عسكري ضخم في مدينة بنغازي (شرق)، السبت. وذكر البيان “شددنا مرارا وتكرارا على تجنب القيام بأي تصرفات أحادية ذات طابع عسكري، ومن ذلك المناورات والتحركات والاستعراضات العسكرية، التي قد تؤجج لا قدر الله نشوء أسباب جديدة للصراع” .
وأوضح أن “قيام أي طرف بتصرفات أحادية سيعطي المبرر لأطراف أخرى للقيام بتصرفات مشابهة، تؤدي إلى عرقل العملية السياسية، التي تستهدف الوصول إلى الانتخابات المقررة نهاية العام الحالي” .
وشدد على أن “هذه الأعمال ستخلق عوائق كثيرة في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية، وتهدد السلم الأهلي، وتظهر المؤسسة العسكرية وكأنها قائمة على الانقسام” .
ودعا البيان “البعثة الأممية والدول الراعية لاتفاق اللجنة العسكرية (5+5) إلى القيام بدور نشط وفعال لتفادي أي تطورات تهدد ما تم تجاوزه في ليبيا” .
ورغم ترحيب ميليشيا حفتر بانتخاب السلطة الانتقالية، إلا أنها لا تزال تعمل بمعزل عن الحكومة الشرعية، كما يطلق حفتر على نفسه لقب “القائد العام للجيش الليبي”، في تجاهل للقائد الأعلى للجيش، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
والخميس، أعلنت ميليشيا حفتر عن إقامة عرض عسكري ضخم في بنغازي، السبت.
وحسب إعلام محلي، فقد وجه حفتر دعوة رسمية لكل من رئيس المجلس الرئاسي، المنفي، ورئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، لحضور العرض.
وسيكون الدبيبة والمنفي في زيارة خارجية إلى كل من الجزائر وتونس على التوالي في اليوم الذي ستجرى فيه مناورات ميليشيا حفتر.
ولعدة سنوات، وبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا حفتر حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.