نزهة الغريب: لم كل هذا الشقاء؟
فاروق يوسفنزهة الغريب: لم كل هذا الشقاء؟شجرة لشمس وحيدةبرأس فأر وجناحي غراب وذيل قندس يطل الخريف ليعبئ الغابة أقاويلفأره مذعورغرابه محبطقندسه مرتبكغير أنه يمضي إلي هدفه مطمئناعصفه يسكن الأوراق قبل أن تسقطوذراعه ترعي الغزلانيالفتنة شمسهيالعريها الحييذهبها يمشي بخطي صبية، بللت الشهوة أهدابها بالنعاستمشي في نومهافيما القرويات يملأن جرتها عسلاكم من القبور يغطيها ذلك الوشاح وهو يجري متبوعا بالنسيان الأبيضفأس في المياهعاكفة علي مرآتهاالفأس المهجورة في قسوتهايد الحطاب لا تزال تؤلمهايد الحطاب عينه الشريرةطفلة اللغة المسحورةهي الأخري تحلم الماضي رئةهواؤها يقشر الخشبفأس في المياههي يد ثالثة بددها الجسد نزهة الغريبأذهب إلي جمعة من صلوات،جارا ورائي خيطا من الحليب،هو ما تبقي من نداء أم بعيدةلا مؤذن في الغابةالعصفور ليس له دينلا دروب مضاءة،العشب الذي التهم المسافةدثر خطواتي بالحشراتكل قدم متأخرة هي حشرة تذهب إلي حتفها لست الوحيد إذن الذي تخونه الذكري هناشيخوخة كلب(مثل كلب)كانت جملة كافكا قد علقت بهعيناه نابتتان علي زهرة فيما أذنه تنصت إلي نشيج متقطعمثل كلب،كان كافكا الذي استيقظ لتوه ليقول جملتهيتذوق سم العدالة بلسان ضجر،كانت يداه مسمرتين إلي صليب،فيما فمه يزدهرمثل كلب،شيخوخته تكسر فانوسهاالجنوبحيث الصيحة، فتاتها لا يزال يلاحقني بزرفتهحيث الألم، جملته طويلة مثل حياة مهملةحيث الأب، أسير دمعته في آخر الليلحيث الضحكة التي تجيء بجلادهاحيث الطعام دسيسةحيث أناذلك الذي يشبهنيوالذي يعيرني ضحكتهوالذي يلصق صرخته بحنجرتيوالذي دمعته معبد لقروياتي النضرات والذي ناقوسه يملأني مصلين وأبراجا وأدعيةأخطاءأخطأني ظل الفراشة،فصرت أفتش عن شق بين حجرينمثل صرخة سقطت في قاع بئر،لكي اختبئأخطاتني زخارفه،فصرت أشبه باللعثمة علي شفتين يابستينأجرح الهواء إن سقطتوليس لي جناحا ملاكلأحلقأبحث عني1التفاح التقط الخيط، وصار يتعثر مثل جملة في فم ادرد فيما الكلب المسن يتبعنيألأنه يتشبه بظلي علق نعاسه برائحتي؟ونام مثل جرس بين خطواتي2 أشبه بالعودة إلي الله عند باب القبر،الصمت الذي يستدعيه الكلاملا يلمس هواؤه الشفتين حتي يجرحالمرعيلا تصنع الكلمات قصائد،القصائد هي التي تخترع الكلماتكذلك الموسيقي،الغابة تسبقهاقبل الخرافيصغي الرعاة للريحللناي أخطاؤه:فكرته عن الهواءوالفم الذي يحرسهوهو مرعاهمداخن شتائيةالدخان يمزج الغيوم بحكايات المنزلثمة خيوط ملونة تغزل ثوبايلوح من بين عقدها البرقهنالك طفلتشق نظرته الطريق إلي امه النائمةتحت اوراق الخريففيما الدخان يلهولا يتوقف الشيخ عن سعالهمعجزتكما أغباها، إنها لا تشير اليكمعجزتك الصغيرة، أنت وحيد فيما الكون كله لاه عنكغابتك مفتوحة للطارئينوأبوابك لا تقول شيئافيما العنب يقول شيئا مختلفاالدمية التي تشبهكقد تري بعينيها ما لا نراهنحن الغافلون عن حيرتكموعظةبقدمي ديك شجاعاجر جرس الكنيسة إلي العشبليكون الفجر صالحا لصلاة،هي الاخري تفكر بالزوال،مثلي مفتونة بالحبر الجريئة مثل لفتتها لتفني في هيامهاولهها الوحيد: إنها تعظغبار قدميكفيما الهواء كله يخترع غابة،غبار قدميك غابتيذاهبا اليك، آت منكغبار قدميك أجنحتيإسمح للشجرة بالظهورلأوراقها أن تسقطفالزيت الذي يسيل من يديكلا يكفي لاطعامها غير أن ما يتبقي من غبار يديكبإمكانه أن يصف رعيتياولئك الساهرين علي خريفك غربته تتشبه بههل قلت: الشجرة؟مثلها يمكنني أن امحيهل قلت: النوم؟مثله يمكنني أن أكون منسيا.هل قلت: ذراعك؟لقد تركته في الهواء وهو يلوح لك. للمرآة فتنتها،رائحة السرير كما لو أنا وشايةليلقبل القدم، هناك هواء قبل اليد، هناك موعظة قبل النفس الآخير هناك ليلليل هو الآخر أعمييتشبه بنا من غير أن يراناسيزان تفاحته مثل انثي وحيدةفتنتها تسحقها القي قدما في الفراغ فلا أكون شاهداولا ضحيةأصنع من العين التي رأتني معبداأكون الهتهاللعبةالمستقبل ليس شعرا،إنه بداهتهمكعبات متاحةومشي مع الاسيجة ورماد يزخرف الشفتينسؤال يظل وحيدا ومغلقا علي نفسه: لم كل هذا الشقاء؟ شاعر وناقد من العراق يقيم في السويد0